آل عشال وماأدراك مامأساة آل عشال ! يلتفت أنصار الشريعة يمينا فيجندلون اثنين من آل عشال، ويلتفتون شمالا فيصرعون ثلاثة منهم. إنها محنة أليمة تعيشها هذه الأسرة الجنوبية الأصيلة التي فقدت من رجالها أبوبكر محمد عثمان عشال ورفاقه عبدالله حسين السيد والناشط جمال بدر ثم عبدالحكيم محمد حسين عشال وأخيرا خالد جمال عشال وعبدالله ناصر عشال. محنة ٌ نأسف ونأسى لها جميعا ونرفع عزاءنا في قتلاهم ونسأل الله لهم المغفرة والرحمة وأن يلهم الأسرة الكريمة الصبر والسلوان ولكن ...!
نعم ، ولكن .. هل أدرك آل عشال أين تكمن مأساتهم الحقيقية ؟ دعونا نقلّب الأمر من بعض أوجهه، سياسيا وضع آل عشال بيضهم في سلة التجمع اليمني للاصلاح. محمد حسين عشال رئيس فرع الاصلاح في أبين، وأخوه علي حسين عشال عضو مجلس النواب عن حزب الاصلاح، ورجال الأسرة الأكارم قد وضعوا أنفسهم رهن خدمة قيادات الاصلاح من حاشد وبكيل ينفذون ماتأمر به ويقاتلون من يقاتلها ويذودون عنها من يهاجمها من خصومها السياسيين. وفجأة جاءت لحظة الامتحان .. الامتحان العسير .. الامتحان المرّ ..
زحفت جموع أنصار الشريعة على محافظة أبين تعيث فيها فسادا ودمارا، تقتّل رجالها، وتطرد نساءها، وتيتّم أطفالها وتحيل مدنها وقراها خرابا يبابا. آل عشال، سادة قومهم في قبيلة المياسر، لم يقبلوا هذا المنكر فقرروا أن يغيروه كما يفرض عليهم دينهم، وأن يقفوا في وجهه كما عليهم ضميرهم ووطنيتهم والتزامهم نحو أبناء قومهم فكان مصيرهم الموت الزؤام على يد أنصار الشريعة.
تُرى من يقف خلف هذه القوة الهمجية الزاحفة التي تنشر الموت والدمار في أبين ؟ دعونا نقول إننا لانعلم. بل ودعونا نكون في صف آل عشال ونقف معهم في خيارهم السياسي ونعتبر أنفسنا أعضاء في حزب الاصلاح. وباعتبارنا كذلك، أي أعضاء في حزب الاصلاح، وجب علينا أن نستمع الى مايقوله الحزب ونتبع مايقوله قياداته وما يبثه إعلامه. فما ذا يقول اعلام حزب الاصلاح ؟ .
يقول حزب الاصلاح إن أنصار الشريعة هم أنصار الشرعية كما قال اللواء علي محسن الأحمر، وأنهم جزء ٌ من قاعدة القصر الرئاسي التابع لصالح، وأنهم قاعدة الأمن القومي.. بل وذهب اعلام الاصلاح الى ماهو أبعد من ذلك فادعى أن الجيش الحر التابع للقائد العسكري الاصلاحي علي محسن الأحمر هو من يحارب أنصار الشريعة في أبين ويصدهم عن مواطني أبين ويمنعهم من قتل وتشريد المواطنين ويحقق عليهم الانتصارات العظيمة.
الى هنا ونحن نصدّق مثل آل عشال مايقوله حزب الاصلاح. ولكن ماذا بعد؟ تولى المشير عبدربه هادي منصور مقاليد الحكم في البلاد، وآلت اليه رئاسة الدولة، فأعلن من يومه الأول أنه سيقاتل قوى الارهاب في أبين، سيقاتل أنصار الشريعة وجماعات القاعدة، مايعني منطقيا وفقا لاعلام حزب الاصلاح أنه سيكون داعما للجيش الحر، جيش أنصار الثورة، في قتالهم البطولي ضد أنصار الشريعة.
ولكن.. ماإن أعلن الرئيس هادي قراره ذاك حتى ارتفع الصراخ.. ارتفع الصراخ من قيادات حزب الاصلاح ومن منطمات حزب الاصلاح ومن إعلام حزب الاصلاح. ارتفع الصراخ ليس تكبيرا وتهليلا بهذا القرار الشجاع بل تنديدا باعلان مقاتلة أنصار الشريعة الذي مافتئوا يطاردون آل عشال، قيادات حزب الاصلاح في أبين، ويترصدون لهم، ويوقعون بهم، ويقتلونهم أفرادا وجماعات. ارتفع الصراخ شجبا واستنكارا.. ارتفع الصراخ مطالبة ً بإيقاف الحرب ضد أنصار الشريعة.
القيادي الاصلاحي حمود الهتار يندد بإعلان الرئيس قتال أنصار الشريعة في أبين ويطالب بالتفاوض معهم، القيادي الاصلاحي النائب منصور الزنداني يندد بإعلان الرئيس قتال أنصار الشريعة في أبين ويطالب بالتفاوض معهم، القيادي الاصلاحي المحامي محمد ناجي علاو من منظمته هود يندد بإعلان الرئيس قتال أنصار الشريعة في أبين ويطالب بالتفاوض معهم.
أسماء بنت عبدالمجيد الزنداني تندد بإعلان الرئيس قتال أنصار الشريعة في أبين وتطالب بالتفاوض معهم، صحيفة الأهالي الاصلاحية بقلم رئيس تحريرها تندد بإعلان الرئيس قتال أنصار الشريعة في أبين وتطالب بالتفاوض معهم، إعلام الاصلاح كله يتحول الى كتلة من اللهب تلفح وجه من يدعو الى قتال أنصار الشريعة في أبين ويطالب بالتفاوض معهم. الله، الله، الله، ماذا حصل ياقوم؟ هل يجوز لجيش أنصار الثورة أن يحارب أنصار الشريعة وأنتم تتغنون بانتصاراته ، ولكن لايجوز ذلك للدولة حكومة وجيشا ؟ ماالأمر ياترى ؟
ثم ماذا ؟
يُقتَل رجال عشال في الساحات .. في الطرقات .. بل حتى أمام بيت الله وهم خارجون من لقاء ربهم .. القيادي الاصلاحي حمود الهتار يصمت ولا يندد بالجريمة الشنعاء ولا يطالب بالقصاص من مجرمي أنصار الشريعة، القيادي الاصلاحي النائب منصور الزنداني يصمت ولا يندد بالجريمة الشنعاء ولا يطالب بالقصاص من مجرمي أنصار الشريعة.
القيادي الاصلاحي المحامي محمد ناجي علاو يصمت وتصمت منظمته هود ولا يندد بالجريمة الشنعاء ولا يطالب بالقصاص من مجرمي أنصار الشريعة.
أسماء بنت عبد المجيد الزنداني تصمت ولا تندد بالجريمة الشنعاء ولا تطالب بالقصاص من مجرمي أنصار الشريعة، عبد المجيد الزنداني وهيئة أتباعه يلوذون بالصمت الرهيب ولا ينددون بالجريمة الشنعاء ولا يطالبون بالقصاص ولا يفتون بمقاتلة أنصار الشريعة.
إعلام الاصلاح كله يصمت ولا يندد بالجريمة الشنعاء ولا يطالب بالقصاص من مجرمي أنصار الشريعة. هل يكفي هذا ياآل عشال كي تعرفوا من هو قاتلكم الحقيقي ؟ هل يكفي هذا ياآل عشال كي تعرفوا من هو عدوكم الحقيقي وعدو بلادكم وبلادنا جميعا ؟ هل يكفي هذا ياآل عشال كي تعرفوا من الذي يصدر الى بلادنا عصابات الارهاب مثل محمد الحنق وخبرته لقتلكم وقتلنا جميعا ؟ .
هل يكفي هذا ياآل عشال كي تعرفوا حجم الرعب الذي قذفه الله العظيم الجبار في نفوس قيادات حزبكم، حزب الاصلاح ، حين أعلن الرئيس هادي مناجزة أنصار الشريعة في أبين وتحرير محافظتنا منها ؟ .
ألا يكفي هذا ياآل عشال أم تريدون أن يستمر جيش أنصار الثورة "يقاتل " جيش أنصار الشريعة حتى مقتل آخر رجل من آل عشال ؟
أيكفي هذا ياآل عشال أم نتأسّى بقوله تعالى ؟ "فإنها لاتعمى الأبصار ُ ولكن تعمى القلوبُ التي في الصدور". صدق الله العظيم .