* الشاب هشام عاصم قتل المهندس الفرنسي جاك سبانيول بأمر تلقاه من أنور ناصر العولقي، وأنور هذا غني عن التعريف، أما الشاب هشام محمد عاصم فقد كان حارساً في الشركة التي كان يديرها المهندس الفرنسي، وعضواً في حزب التجمع اليمني للإصلاح ويحمل بطاقة حزبية رقم (2280) صادرة من المكتب التنفيذي للحزب لمديرية معين بالعاصمة صنعاء. وفي نوفمبر الماضي حكمت المحكمة الابتدائية بإعدام هشام عاصم، كما حكمت على أنور العولقي - غيابياً - بالحبس عشر سنوات بتهمة الانتماء للقاعدة والتحريض على قتل الأجانب وتحريضه هشام على قتل المهندس الفرنسي جاك.. عشر سنوات سجن فقط، ولو أن والد أنور العولقي الدكتور ناصر العضو المتزن في حزب الإصلاح بذل جهده لإقناع ابنه أنور بأن يسلم نفسه للقضاء لكان الآن حياً في السجن، لكن يبدو أنه لم يتمكن من ذلك بحكم الرابطة القوية التي تربط بين حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة.. ولما أصدرت المحكمة حكمها بحبس أنور العولقي مدة عشر سنوات، احتجت هيئة تابعة للإصلاح وزعمت أن الحكومة تطارد أنور العولقي "بدون وجه حق قانوني" وأن الحكم القضائي الذي أصدرته المحكمة بحقه "تصريح لاغتيال العولقي".. كان ذلك الدفاع الإصلاحي الحار عن العولقي له ما يبرره. * علاقة حزب التجمع اليمني للإصلاح مع تنظيم القاعدة ليست بالبساطة التي نقدمها في ثنائية هشام عاصم - أنور العولقي.. العلاقة معقدة وقوية.. محمد أحمد الحنق المسئول الأول عن تنظيم القاعدة في أرحب عضو في حزب الإصلاح، مصعب الشريف الذي قتل في أبين وهو يقاتل في صفوف القاعدة إصلاحي وابن رئيس فرع حزب الإصلاح في مأرب، الحيمي أحد مرافقي الشيخ الزنداني قتل في أبين وهو في صف القاعدة، جماعة أنصار الشريعة هي عبارة عن جماعة مقاتلة مكونة من إصلاحيين وسلفيين والقاعدة. النائب الإصلاحي في مجلس النواب منصور الحنق الذي يقود الإرهابيين في أرحب للسيطرة على معسكرات الجيش يعمل بتأثير الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وهذا الأخير سمعته مدوية في أي مجال له علاقة بالإرهاب.. والقيادي الإصلاحي خميس عرفج كان مضيف العولقي وصحبه قبل اصطيادهم، وهذا القائد المشهور في تنظيم القاعدة فهد القصع يؤكد لصحيفة (القدس العربي) أن مقاتلي القاعدة يشاركون "إخوانهم المسلمين" في الحرب ضد النظام الكافر في جبهات أرحب وتعز ونهم.. فهد القصع قال إن تنظيم القاعدة موجود في ساحات الاعتصامات ولكن بدون سلاح، وناصر الوحيشي قال مثل ذلك في الرسالة التي وجهها للدكتور أيمن الظواهري، وجماعة أنصار الشريعة لها بيانات منشورة بهذا الخصوص. * هل نحن بحاجة لمزيد من الشواهد والاستدلالات التي تؤكد التحالف أو الترابط بين تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح؟ إذا كان الأمر ضرورياً فهذه الخدمة يوفرها شيوخ الإصلاح بالمجان ودون قصد منهم أحياناً، والحصول عليها سهل، بل أسهل من أكل العصيد! أنور العولقي والإرهابيون الآخرون الذين قتلوا معه صباح يوم الجمعة الماضية لم يختاروا محافظة الجوف ولا مديرية رغوان في مأرب القريبة منها مصادفة، فمن ناحية أنهم وجدوا فيها ملاذاً آمناً بحكم أن هذه المناطق باتت تحت سيطرة حزب الإصلاح وشيوخ القبائل الموالين للواء الأحمر والحمر الآخرين، ومن جهة ثانية أن هذا الملاذ الآمن يوجد لتنظيم القاعدة فرصة ثمينة لمشاركة "إخوانه" في الحرب من أجل إسقاط النظام في مأرب وأرحب والصمع.. فالقاعدة والحمر والإخوان إخوة مسلمون!.