في مدرسة الحياة مرآة كبيرة تبروز الصور تعكس في مخيلة الايام عناوين غائبة .... في مدرسة الحياة يتحدثون عن الصداقة كثيرا بينما قلبي بين غياهب المجهول يبحث عن صديق حقيقي ينسج من احساسه صدق مشاعر الاخوة أخوة المواقف اخوة الشراكة في تقاسم هموم الايام في مدرسة الحياة عابر سبيل استودع الله نائبات المواقف ومضى يرتجل التسامح يغمس يده في قلبه المثخن بالوجع يستخرج منه ذوق الكلمات يوزعها على فقراء الطيبة والنقاء. في مدرسة الحياة شيخ مسن يفترش الحكمةعلى جادة احدى الحارات بين احاديثه يمتزج الصدق مع الحقيقة تختلط المشاعر بالقهرتارة عند سماعة وتارة يهمس القلب في أذن النقاء ونمضي ولانعتبر..... عن مدرسة الحياة ترجل ذلك الشيخ المسن بعد آخر لقاء جمعنا فكان آخر حديثا له " لقد اشتقت لأخ لي مات منذ مده عشنا طفولتنا معا وكبرنا معا وقلبتنا الايام بتناقضاتها معا لقد رحل أخي يابني ولم يبقى لي سوى انتظار تأشيرة العبور اليه .."" رحل هذا الشيخ المسن بعد مدة ليست ببعيدة من حديثه هذا وبقيت ممتن له ولمدرسة الحياة لتعاليمها رغم قساوة دروسها للمواقف لخلاصها من انعكاسات تلك المرآة الكبيرة لتبقى الاخوة ترتيلة النقاء ترتيلة الوفاء بين قلوب الاصدقاء الحقيقيين..