لم ندرِ نخاطب من في ظل غيابكم الطويل في الأسر، وتكاثرت علينا شكاوى المظلومين من جنودكم الذين يعيشون وضعاً سيئاً للغاية لم يعرفوه من قبل، فقادة الألوية يتسابقون ويتنافسون على خصم معاشاتهم. سيادة الأخ الوزير يعلم الله إننا نعلم أنكم لن ترضوا بما يدور في معسكراتكم من ظلم وسرقة عيني عينك، وتجبر من قبل بعض قادة الألوية الذين لا يبالون بجنودهم وليس لهم هم إلا الخصم، والتلذذ بمعاناة البسطاء من الجنود والضباط والصف، لهذا حار قلمي يخاطب من للدفاع عن هؤلاء الجنود الذين تلاطمتهم صروف الزمن، ولم أجد إلا أنت سيادة الوزير لأتوجه إليه لإنصاف جنودك . سيادة الأخ الوزير لقد تجبر القادة ووصلوا لمستوى لا يصدق من عدم المبالاة بجنودهم ولا هم لهم إلا الخصم، فقد بنوا أحلامهم ومشاريعهم على خصم معاشات جنودهم، فأرجو أن تزأر بصوتك من خلف القضبان لتخيف أولئك الذين استحلوا واستحلَّوا أكل الحرام من معاشات جنودهم البسطاء الذين لم يجدوا من يدافع عن حقوقهم ومعاشاتهم، فنرجو أن نسمع لك تصريحاً من سجنك وأسرك تنهى فيه أولئك القادة من أكل الحرام، وبهذا تكون قد حميت قادتك من أكل الحرام، وحفظت حقوق جنودك من السرقة. سيادة الأخ الوزير نعلم الوضع الصعب الذي أنت فيه، ولكنكم مازلتم تتمتعون بصفتكم السابقة ومنصبكم في وزارة الدفاع كوزير لهذه الوزارة، وهذا شرف لك أن تكون وزيراً وأنت في الأسر، فإن سنحت لكم الفرصة، فوجهوا بعدم الخصم من معاشات الجنود، ليرتدع أولئك القادة، وياليتهم يرتدعون، ليأكلوها حلالاً زلالاً ، لأنهم بهذا الخصم يطعمون أولادهم حراماً خالصاً، فياليتهم يعلمون. سيادة الأخ الوزير نسأل الله أن يفك أسركم، ويطلق سراحكم فالوطن بحاجة لكم خاصة في هذه الظروف الصعبة، ونتمنى من الله أن يعيدكم لنا سالمين . سيادة الأخ الوزير تقبلوا منا تحياتنا وسلامنا، فقلوبنا معكم وألسنتنا تدعو لكم، وجنودكم يتمنون عودتكم لرفع الظلم عنهم، فالله نسأل أن يفك أسركم ويطلق سراحكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.