يتسابق السرق من القادة العسكريين الذين لا يخافون الله ولا رسوله هذه الأيام على ظهور المساكين من الجنود الذين قتلتهم الحاجة ، وخصموا معاشاتهم تحت مبررات واهية هي أوهن من بيت العنكبوت ، فالخصم هذه الأيام وتحت أية مبرر سرقة خالصة. فالقادة الذين يتنافسون على خصم معاش الجندي المسكين ، هم أنفسهم لا يستطيعون توفير فراش لينام عليه الجندي لو باشر عمله ولا يستطيعون توفير البندقية ليحرس نفسه ومعسكره ، فكيف يخصمون معاشه تحت مبرر عدم المباشرة ؟ الله يصيبكم ويصيب شيطانكم يا أصحاب النظام يا من تطالبون العسكر بالمباشرة وأنتم عاجزون حتى عن توفير قصعة فول لهذا الجندي المنكوب ، ولا تستطيعون توفير البيادة ولا البريه لهذا المجند المقلوب على أمره . ولكنني أعود وأقول المال السائب يعلم السرقة ، فأنتم أيها القادة - أخص السرق منكم - بدون راعي ، أي أنكم من غير وزير ، ولهذا استحليتم المال الحرام ، ونصّب كل واحد منكم نفسه وزيراً وقائداً ، لهذا ستستمر السرقة وستستمر الفوضى ، لأنكم غنم بلا راعي ، فكل شاة سترعى لها في حمى غيرها وستظل هملاً تجوب المراعي وتأكل من هنا وهناك ، وأنتم اليوم ترعون في حمى جنودكم وتأكلون منه رغم شحة المرعى . فلا بارك الله لكم في كل ريال تأكلونه من معاشات المساكين ، ونسأل الله أن يسلط عليكم من لا يرحمكم حتى تحسوا بمعاناة الجنود المساكين . ورحم الله تلك الأيام التي كان الجندي يتسلم معاشه غير منقوص ولا مبتور ، وإذا طُلب منه المباشرة وفروا له كل المستلزمات ، فتلك الأيام كان النظام فيها قريط جلجل ، وما أحد يسطو على حق أحد ...