لما للعلم من أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع ، حث ديننا الاسلامي على تعلمه والسعي لطلبه ، وإيمانا مني بذلك ، كوني اجزم جزماً لا شك فيه، ان العلم هو النواه في بناء وتطور كل شيء ، فلا تطور بلا علم ، بل لا حياة بدون علم ، التحقت بكلية المجتمع ، قسم تكنولوجيا وبرمجة تطبيقات الحاسوب ، وها أنا الآن أكمل ذلك المشوار المقدس. فللطالب فرحتان ، الاولى تكون في يوم تخرجه ، حيث انه يوم حصاد ما جمع ، يوم سرور لا مثيل له، الا يوم العرس، اما الفرحة الثانية، فهي يوم حصول ذلك الطالب على وظيفة مميزة في ذلك المجال الذي تخرج فبه، حيث يتيقن الطالب ان تلك الاتعاب والمجاهد لم تذهب هدراُ، بل انها نقطة البداية، والدرجة الاولى في تسلسل سلم المستقبل، الذي نسعى جاهدين للوصول اليه، وتحقيق احلامنا المرسومة بعمق في عقولنا وقلوبنا وذاكراتنا.
أتذكر تماماً روح المفاجأة والترقب الذي عشناه في اول يوم لنا في الكلية، نتذكر كل المواقف الطريفة التي مررنا بها ونحن في سنتنا الأولى ، وتمر امام أم أعيننا أيام التسجيل ، والامتحانات والأبحاث والدرجات ، نتخيلها جبالاُ تنوء بالكواهل ونحن في سنتنا الثانية ، حيث نمى الحب ، وتتوقت العُرى ، واستحكمت الأًلفة بيننا وبين كليتنا، نتذكر حين غدونا ونحن الأكبر عمراً ، والأكثر خبرة ، أمام أقراننا فلنتباهى أمامهم بما نملكه من خبرات ومعارف وكأننا لم نكن يوماً أغراراً يوماً في هذا المكان. اح ..... بعد كل هذا،،، كم يعزُ لنا الرحيل، ويصعب علينا الوداع.؟؟
للإنسان في عمره محطات كثيرة يتنقل فيها راغبا مرة، ومكرهاً أخرى، وحين حطت بنا الدنيا على ثرى الكلية ورحابها كانت هذه المحطة من اغنى محطات الحياة، ونقطة تحول لكل منا، كان الامل يحذونا، والأحلام ترافقنا، والمستقبل الزاهر يداعب احلامنا، كلنا شوق ونهم لننهل من ينابيع العلم، ونتزود بالمعرفة والثقافة والحياة، فالعلم حياة، والبرمجة حياة، بل وكلية المجتمع حياة أخرى.
وفي هذا اليوم العريق انتهزها فرصة لأوجه لكم ومن خلالكم كلمات قصيرة الى شركاء الإنجاز، ومن كان خلفنا وسند وصولنا لهذه الغاية النبيلة، الى من له الفضل الكبير بهذا بعده سبحانه وتعالى، ها نحن نقف اليوم هنا راجين ان نكون قد حصدنا احدى ثمار ما بذلوه لنا، لم أجد في الكون مثالاً يضرب في الايثار والحب والتضحية، أعظم من الوالدين ومن حبهم، أٌحيي وأشكر كل دمعة فرح على مُحياكما، وشكراً لذاك الشيب وتلك التجاعيد التي تروي قصة حب عظيمة، شكراً لكل نبضة حب وخوف وفخر...
اليك أنت ابي الفاضل وكل ابٍ هنا هو ابي، يا أيها الأب الحنون والمربي الفاضل والقائد القدوة لقد اوصلتني الى عليا طموحي، ومسحت عني همومي، اليوم اهديك نجاحي وتفوقي، وأقول لك على الملأ: أحبك أبي، أحبك أبي، أحبك ابي، واشكرك من أعماق قلبي...
اما أمي وكل أمٍ هُنا هي امي!!! لقد رسمتي على صفحات القلب زهرة، ف كنتِ الربيع لقلبي يا أمي، أنا من يداك وصنع هواكِ، وكل فوادي بقلبك يهمي، أقدم عمري وعلمي وكلي لأجلك امي، لأجلك امي، لأجلك امي، شكراً لك أمي...
في الأخير: ها قد مضت تلك الأعوام التي بدأنا فيها المسير، ورست السفينة بمن فيها وحطّت، وقيل الحمد لله رب العالمين.. فعامٌ بعد عام، ويوم بعد يوم، أيامٌ حملت إلينا أناساً نعيشُ بهم، وزملاءً نسمو بهم، وعلماءَ نفخرُ بهم، كنا خلالها نتطلع ببريق الأمل نحو هذا اليوم، نحو يومٍ نحصد فيه الثمرْ، وتفرح الأم بمن كبُرْ، ويفتخر الأب بمن ثابر وصبرْ.
شكراً لشعب علمنا كيف الصبر والعمل، فلهٌ منا العهد ان نكون له قبل ان نكون لأنفسنا، شكرا لأهالينا لأنهم حملوا على اكتافهم أحلامنا، شكرا ألف شكر لنجوم اللجنة التحضيرية الذين عملوا دون كلل او ملل لإنجاح هذه الاحتفالية، شكرا لكليتي، شكرا لكليتي، التي كانت برغم الحرب والالم، شكرا لأنك قد وضعتي اليوم ميما سوف تنطق قبل اسمي، شكرا وليس الشكر هنا يكفي.
الشكر كل الشكر ايضاُ هي لأؤلئك الذين شاركوني فرحتي، رغم انشغالهم، الا انهم أبوا وأصروا إلا أن يكونوا بالقرب مني في قاعة الحفل، احييهم من اعماق قلبي، واواجه لهم اجمل التحايا القلبية، من القلب الى القلب..
اتمنى ان نسعد بمستقبل زاهر يليق باجتهادنا وجهودنا المبذولة.