صلّوا وكبّروا وسلّموا وحمدوا الله واستغفروه وتقابلوا وتصافحوا وتعانقوا وتبادلوا التهاني وغلوا وتسامحوا وتصالحوا واثملوا واتكئوا على الأرائك وتجاذبوا حديث الحب والعشق المعاشيقي الفاحش وتمايلوا حتى سكروا وقهقهوا وطربوا وغنوا وعاودوا الكرة وتمايلوا وفكوا أسر حبال شراعات قوارب الهوى المكتوم وجدّفوا وأبحروا.. وأطلقوا العنان لفحشهم السياسي وتجادلوا وتبادلوا الآراء في كل الأمور والأشياء وجذبوا الأضواء ولفتوا انتباه الجمهور دون أدنى استحياء ولا حياء في الدياثة! وتقاسموا حصص العتاب الجميل ووزعوا أقساط الحفاوة والتبجيل وكم كان المنظر خالياً من كل أجواء (حرب طارق)! ولم يسجل (ڤلنتاين معاشيق) إطلاق طلقة رصاص واحدة ولا طلقة "دوشكا" ولا قذيفة "آر بي جي" ولا قذيفة دبابة وتعاقروا كؤوس شراب (الڤيمتو) الأحمر الغاني والذي يشبه وإلى حدٍ بعيد لون الدماء التي أريقت في ذلك الشهر الذي عادت فيه فلول عفاش! ولكنهم لم يفيقوا ولم يتذكروها أبدا مع أول قرعة كأس وعاودوا الكرة وثملوا وتغازلوا.. وبحسب شهود عيان كانوا قريبين من أحد عشاق ضحى يوم الحب في معاشيق أكدوا أن ذلك (الجيوبي) من شلة العشاق نظر ملياً إلى كأسه قبل أن يشرب مسترسلاً جهراً بالقول المنقول عن الشهود أنه قال أن لون الشراب الأحمر يذّكره بلون ال "Panties" الذي ارتدته عشيقته ليلة العيد!
ولم ينفض جمع أولاد الخالة بالرضاعة الطبيعية ذات الحلقات القبيحة وأولاد الخالة بالرضاعة الصناعية ذات البزابيز العفنة حتى تعاهدوا أن يتعاضدوا ويتحدوا ويتستأسدوا على كل من يعارضهم وعلى كل من يتجرأ عليهم ولو نبس ببنت شفة.
وجهزوا كل الشعارات الاستهلاكية الجديدة التي سيغزون بها السوق الشعبية الدهماء المليئة بقطعان الضان الخرساء وقطعان الماعز البلهاء استعداداً لمرحلة. ما بعد (فضيحة الحب المعاشيقي) والتي يراد لها ان تنطلي على كل فاقدي الوعي من (الجيوبيين) في أرض (الجيوب) تحت وطأة قوة وفاعلية شعارات عشاق الشعيرية وعشاق المطلقات!
يا كل أم ثكلى رأت من ساق فلذة كبدها إلى الموت يعانق من توعده بقطع عنقه ويعانق الآخر العنق التي توعدته بقطع عنقه لا تحزني ويا كل أب كسر ظهره رأى من ساق ولده قرة عينه إلى الموت يصافح كف من توعده عدواً ذات يوم بالموت لا تحزن، ويا كل امرأة مترملة رأت بأم عينيها من ساق زوجها إلى الموت دفاعاً عن منصبه وهو يبتسم إلى من توعده بطرده هارباً لا تحزني ويا كل طفل تيّتم ورأى من ساق والده إلى الموت يحتضن عدوه الذي أضحى صديق لا تحزن، ويا كل أولياء دم أكثر من ستون ضحية قتلت وهي لا تعلم بأي ذنبٍ قتلت لا تحزنوا ولا تيأسوا وإن خذلتكم عدالة الأرض فلن تخذلكم عدالة السماء.