ان الدعوات الأخيرة بإعادة الزخم الثوري للقضية الجنوبية أو الدعوات الصادرة من هنا و هناك على استحياء للخروج في مناسبات عدة بإيحاء من قادة المجلس وآخرها تلك التي تزامنت مع قدوم المبعوث الدولي لليمن الى عدن جميعها كانت عنوان للمساحة الضيقة المسموح للطرف الجنوبي الحليف باللعب فيها ، وعنوان لحالة إسكات بالإكراه لقادة المجلس والدليل انها لم تعد صادرة مباشرة عنهم كما كان سابقا ، دعوات صادرة من المقربين للمجلس لاعتقاد القادة أنهم لم يعودوا مقبولين جماهيريا ، او مكبلين بالتزامات ولا يجرؤون على محاولة الفكاك منها ، وهو تراجع كبير و زاهر للعيان حدث في نشاط أولئك قد يؤثر في مصداقيتهم لدى الجماهير . في وقت سابق كان قادة المجلس وبالذات في رحلاتهم المتواصلة الى ابوظبي او في تلك اللقاءات التي شاركوا فيها في ابوظبي او الرياض في إطار النشاط المشترك للتحالف و الشرعية والحكومة اليمنية اقتصر التراجع في نبرة خطابهم أنهم تخلوا عن الحديث عن اي شعارات طائشة او نزعات ثورية او مجرد حتى الدعوة الى محاربة الشرعية والحكومة وبقي خطابهم للداخل فقط يحمل تلك الشعارات ، لكن في الوقت الحالي تظهر المؤشرات الى ان تراجعهم ونبرة خطابهم قد انسحب الى الداخل وكشف عن عدم القدرة على توجيه اي دعوات او خطاب تعبئة للجماهير بشكل علني ومباشر كالذي يروج له سابقا ضد أي مواقف قد تلغي القضية الجنوبية ، ويرجع ذلك إلى أنهم بالفعل أصبحوا لا يستطيعون فعل ذلك بعد ان قبلوا بالكثير من القيود والإغراءات التي كبلت نشاطهم مقابل بقائهم حليف الروح ، ان بقائهم حليف الروح كان مرهون بتنازلات مذلة و ليس لها نهاية ، وخلاف ذلك فيه تحدي يضع مصداقيتهم على المحك ، فإذا لم يقدموا تنازلات لن يكونوا حليف الروح بل و ربما عدوا طرفا متمردا ، لذلك يرى الكثير انه لم يعد من ضرورة لبقائهم لعدم امتلاكهم القدرة على الدفاع عن قضيتهم وعدم قدرتهم على تقديم شي . ان اقل ما يمكن لأولئك فعله هو الهمس الى بعض الإعلاميين المحسوبين عليهم وبعض الفعاليات التي أسموها نقابات او فصائل وهمية او جمعيات يرجون منها دعوه الجماهير للدفاع عن القضية التي تخلوا عنها او لملاقاة هذا المبعوث او ذاك المسئول للهتاف بما لم يستطيع قادة المجلس قولة . ان الدعوة باسم كيانات أخرى كالنقابات مثلا للخروج للتعبير عن احتياجات القضية الجنوبية او ملاقاة مبعوث الأممالمتحدة تخفي ورائها الكثير من التساؤلات عن ماهية نشاط قادة المجلس في الوقت الحالي أهمها ، هل اقتصر نشاطهم على التقاط الصور لاجتماعات شكليه في قاعة المجلس إمام مناديل الكلينيكس ؟ وهل أصبحوا غير قادرين على فعل أكثر من ذلك ؟ ام أنهم مازالوا يعتقدون ان هذا يكفي لإيهام الجماهير بتصوير الأمر أنهم يحركون الدول والمنظمات لصالح قضية الجماهير بخبر كمثل التقاء مسئوولين دوليين والتقاء الاتحاد الأوروبي والتقاء بمنظمات أمريكية . وما يثير الاستغراب أكثر ان هناك أيضا دعوات من إعلاميين محسوبين على المجلس يدعون الى خروج فارس جديد ضد الهيمنة والابتزاز الواقع على قضيتهم ، ليصوروا الأمر فيما بعد على ان الجماهير تسبح بحمدهم ، ذلك مؤشر على أنهم يتلذذون بمرتبة حليف الروح ولا يقوون على فراقها حتى لو كانت فوق وعلى حساب الأهداف والمبادئ التي وعدوا بها الجماهير .