يبدو أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب العصابة الطائفية الانقلابية بقيادة عبد الملك الحوثي ولا يريد أن يتم هزيمة المليشيات وإخراجها من الحديدة بالقوة. لم تكن الأممالمتحدة صادقة في التعامل بحزم مع جماعة الحوثي الانقلابية منذ تدخلها في الأزمة اليمنية. نسيت الأممالمتحدة أن هناك شرعية يمنية مُعترف بها دوليا وأن هناك عصابة مليشاوية انقلبت على الدولة ودمرت مؤسسات البلد وأدخلت المجتمع اليمني في نفق مُظلم بسبب انقلابها الدموي الفاشل. تتذرع الأممالمتحدة بالأزمة الإنسانية وتعطي تبريرات واهية وتحذر الحكومة اليمنية من اقتحام الحديدة عسكريا. يحاول المبعوث الدولي الجديد إلى اليمن تنفيذ أجندات دولية محسوبة بعناية فائقة ولو كانت هذه الأجندات على حساب الأبرياء. ولذلك، أمام الحكومة اليمنية خيارات صعبة ومؤلمة ولكن ينبغي عليها أن تتخذ قرارات حاسمة وأن لا تتنازل عن الحديدة ومينائها مهما كانت الظروف. وهذه الخيارات هي كالتالي: أولاً: الاستسلام للمبعوث الدولي والقبول بإشراف أممي على ميناء الحديدة وهذا يعتبر انتقاص من شرعية الدولة اليمنية مما سيعطي الشهية للأمم المتحدة لممارسة مزيدا من الضغط على الحكومة اليمنية للقبول بتشكيل حكومة ائتلافية مع الانقلابيين قبل تسليم السلاح والخروج من المدن. سيدخل هذا السيناريو البلد في منفق مظلم أكثر مما هو حاصل الآن، لأن لغة السلاح ستبقى هي الأقوى. ثانياً: انسحاب مليشيات الحوثي من الحديدة والمناطق المحيطة بها وكذلك انسحاب الجيش اليمني من مطار الحديدة والعودة إلى المخاء وحيس وتكليف المجلس المحلي الذي كان يدير الحديدة قبل انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في العام 2014 بالقيام بمهامه وإدارة شؤون المحافظة. هذا السيناريو مقبول نوعا ما، لكنه يعتبر أيضا انتقاص لشرعية الدولة اليمنية. ثالثاً: اقتحام الحديدة عسكريا مهما كانت العواقب وهذا سيكون عواقبه وخيمة وسيسقط عدد من الأبرياء وستكون هناك مجازر. تفضل جماعة الحوثي هذا السيناريو وتريد إدخال الدولة اليمنية في حرب شوارع داخل الحديدة. هذا السيناريو ليس من صالح الحكومة اليمنية. رابعاً: التركيز على الأماكن العسكرية وثكنات المليشيات وضربها من البارجات البحرية وملاحقة عناصرها بطيران الأباتشي حتى يتم هزيمتها عسكريا. لكن، هذا السيناريو غير كافي لأن المليشيات حولت شوارع الحديدة إلى أنفاق ومتارس وحواجز، ولذلك من الصعب استهداف المليشيات بصورة دقيقة دون وقوع ضحايا. خامساً: محاصرة الحديدة من جميع الجهات و السيطرة على الميناء ومن ثم ستهرب جماعة الحوثي من الحديدة باتجاه الشمال وهذا السيناريو هو الأفضل من وجهة نظر كاتب هذه السطور، والله أعلم