بروح مفعمة بالنشاط الثوري والإرادة الصلبة أنعقد اليوم السبت الاجتماع الموسع لقيادات الحراك الثوري في محافظة حضرموت ( سيئون ) والذي وقف أمام أهم المستجدات على الساحة الوطنية في عموم الوطن , وكذا في إطار المحافظة وبدرجة أساسية ما يخص المعاناة اليومية للمواطنين جراء ممارسات الاحتلال المتعدد من تضييق متعمد على حياة المواطنين في شتى مجالات الحياة . لعل أبرز تعبير عن ذلك يكمن في إغلاق مطار الريان وما يترتب عن ذلك من معاناة للمواطنين , وكذا منع الصيادين من الاصطياد في بحرهم ومنع كل أبناء حضرموت من الاستفادة من مواردهم التي وهبهم الله إياها في أرضهم , ويدخل ضمن ذلك النفط والتعدين وكذا المنافذ الحدودية وغير ذلك , بل أن ممارسات المحتل لم تقف عند نهب الموارد وحرمان المواطنين من حقوقهم في أرضهم وبحرهم بل تجاوز ذلك إلى التضييق على الحريات المدنية المتعارف عليها والمكفولة بالقوانين المحلية والبروتوكولات الدولية ويأتي على رأس ذلك حقهم في التعبير عن الرأي وحقهم في الحرية وفي التقاضي وغير ذلك من حقوق تم مصادرتها من قبل الاحتلال الجديد . أن هذه الممارسات البشعة تجاوزت ما كان يقوم به نظام الاحتلال السابق , فقد بلغت حد الاعتقال لسنوات دون محاكمات ودون أي تهمة أو مصوغ قانوني , ودون عرض المتهمين على القضاء بل والأبشع من ذلك ما تتحدث عنه التقارير الدولية من ممارسات تعذيب بشعة لم نعهدها من قبل ضمن سلسلة من السجون السرية بل وترحيل بعض المعتقلين إلى خارج أراضي الجنوب دون أي مسوغات سوى عنجهية الاحتلال الغاشم والذي يخالف الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والمحلية بهذا الشأن . لقد وقف الاجتماع الموسع أمام كل تلك القضايا بروح المسؤولية الوطنية التاريخية التي تتطلب الوقوف الجاد أمام كل تلك الممارسات في الجنوب عموماً وفي حضرموت خصوصاً , وقرر المجتمعون تفعيل النشاط الثوري في مختلف المجالات ضمن البرنامج السياسي للمؤتمر الثاني للحراك الثوري ومن خلال النزول الميداني الشامل لكل المديريات والمرافق لتوضيح الأمور للناس وإعادة حشدهم وتجييشهم للنضال من اجل استعادة حقوقهم المغتصبة وكذا من اجل الحرية والاستقلال الكاملين والناجزين وعلى كل التراب والسيادة الوطنية دون نقصان أو تفريط . كما أكد المجتمعون التزامهم بالخط الثوري للحراك والذي خطه المؤسسون الأوائل للحراك الجنوبي وعلى رأسهم الزعيم الأب والقائد حسن احمد باعوم وتعهدوا بعدم الميل عن ذلك الخط الثوري المستقيم والذي قدم شعبنا منذ انطلاقته خيرة الشهداء في مسيرة طويلة ابتدأت من هذه المحافظة الباسلة لتمتد في عموم الوطن , وبمناسبة ذلك ترحم الحاضرون على الشهداء الأوائل ( بارجاش والقحوم ) وتعهدوا بالمضي قدماً نحو الحرية والسيادة والاستقلال بنفس الروح والزخم الذي حملته تلك الكوكبة من الشهداء والمناضلين الأوائل . وختاماً حث المجتمعون أخوانهم في بقية المحافظات على تفعيل نشاطهم الثوري ونبذ الفرقة والخصومة فيما بينهم وكذا الوقوف في وجه كل من يحاول بيع القضية والوطن مقابل حفنة من المال أو المناصب والذين يروجون للوعود الكاذبة والأوهام منذ ما يقارب الأربعة أعوام حتى يتسنى للاحتلال الجديد السيطرة المطلقة وإسكات أي مقاومة شريفة وفرض أمر واقع يصعب إزالته مع مرور الزمان .
والقى الزعيم حسن باعوم رئيس المجلس الثوري الأعلى كلمة للمجتمعين قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أيها الحاضرون جميعاً إليكم أبنائي وإخوتي أحييكم من القلب إلى القلب لقد أبينا رغم الظروف الصحية إلا أن نشارككم لقاءكم هذا لنحمل معكم الأمل في انتشال بلادنا من وضعها الراهن المتردي في جميع مناحي الحياة، والذي تسبب فيه الاحتلال القديم والجديد بصورته متعددة الجنسيات إضافة إلى تراكمات السابق، ليثبت للجميع أن التطور والازدهار و الأمن والسلام مرتبط بالاستقلال والحرية والكرامة، وان الفقر والبؤس والحرمان و الاختلالات الأمنية والحروب والدماء هي نتاج للاحتلال وفقدان السيادة. أيها الأحبة جميعاً: انتم طليعة المجتمع الحضرمي الجنوبي التي يعول عليها شعبنا في قيادته، نحو الخلاص والحرية والاستقلال والازدهار من خلال مقاومة الاحتلال الجديد بكل الوسائل المتاحة، تماماً كما كنتم الطليعة السباقة في النضال نحو الحرية عقب احتلال صنعاء البائد 1994, في الوقت الذي تخلى فيه الجميع عن واجبه الوطني حينها، وكذلك انتم اليوم، رغم أن الظروف أسوء بكثير عمّا كانت عليه في الماضي، فقد بلغ العدوان على حريتنا واستقلالنا حد تجويع الناس وحرمانهم من حقهم حتى من الصيد في بحرهم، واستخدام مطارهم، ناهيكم عن نهب الثروات النفطية والمعدنية والسيطرة على الموانئ والمواقع الإستراتيجية والحيوية، بل وحرمان الناس من أبسط الحريات ألا وهي حق التعبير عن الرأي، فنراهم يمارسون الاعتقالات بالجملة كما حصل للصيادين في منطقة شحير قبل أسابيع، وغيرها الكثير من الممارسات الهمجية البشعة , وكذلك ما يجري في الوادي حيث تتواجد قوات احتلال عسكرية وما زال حوادث الاغتيال تطال أبناءنا وإخوتنا هناك . إن المنظمات الدولية استنكرت تكاثر السجون والمساجين الذين بلغوا المئات بل وربما الآلاف في عموم الجنوب المحتل، وأدانت الممارسات التي تتم بحقهم التي يندى لها جبين الإنسانية، في الوقت الذي يقف من كنا نعتبرهم رفاقنا وتلاميذنا في النضال حتى الأمس القريب بصمت مُطبق، بل وربما تسهّل لهم فعل تلك الممارسات أو حتى التبرير لها والتغطية على تلك الفضاعات التي تمارس في حق شعبنا الصامد الأبي. أيها الإخوة والأبناء : نتمنى للقائكم هذا النجاح وان تخرجوا بقرارات حاسمة تكون أساس لمرحلة نضالية تشمل حضرموت وجميع أنحاء الجنوب، وفي كل المجالات، حتى يتم طرد الاحتلال المتعدد واستعادة سيادتنا وكرامتنا وحريتنا وحقوقنا في كامل أرضنا وسمائنا وبحرنا، ونعاهدكم أننا معكم ولن نحيد قيد أنملة عن أهدافنا ومبادئنا ونهجنا كما عهدتمونا فالجنوب يتسع لكل أبناءه مهما اختلفوا في طرق الوصول للهدف والغاية , فالجنوب مُلك لنا جميعا وعلينا أن نتقبل بعضنا البعض وإن وُجد هنالك اختلاف بين الإخوة فل نجعل منه ميزه لا أن نقصي الآخر ونقمع بعضنا بعض حتى ولو بالكلمة , ولابد أن نؤسس لجنوب يستوعب الجميع بمختلف توجهاتهم وأفكارهم ومشاربهم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أجتماع لقيادات المجلس الثوري وادي وساحل حضرموت تحت شعار لا للأحتلال متعدد الجنسيات لا للوصاية لا لأرسال أبنائنا للقتال خارج حدودنا ... نعم لدولة جنوبية حرة ذات سيادة .