اليوم فقط أتندم على رحيل (عفاش) حينها لم يكن هناك بلاطجة يرتدون زي الأمن!؟. انتقدنا عفاش مرارا وتكرارا في مقالاتنا وتقاريرنا الصحفية وتعرضنا للاعتقال على يد (حافظ السقاف) وقيران والحرس الجمهوري ولكن كان الأمر يقتصر على التوقيف لساعات والتحقيق ومن ثم إطلاق سراحنا بل كنا نعامل باحترام من قبل العفاشيين المحتلين للجنوب وأبدا لم يتعرض صحفي للضرب والإهانة والتنكيل بهذه الطريقة البلطجية الهمجية البشعة التي تعرض لها صباح أمس الزميل العزيز والصحفي الشريف "فتحي بن لزرق" رئيس تحرير صحيفة (عدن الغد) على أيدي من يفترض أنهم رجال أمن جنوبيين.
فتحي بن لزرق أكبر بكثير وأصلب من أن تكسره ضربات أعقاب البنادق أو أن ترعبه غرف شاليهات جزيرة العمال التي تحولت إلى زنازين اختطاف وتعذيب.
فتحي بن لزرق قوي بصدقه ونبله ونزاهته والحب الذي يحمله بقلبه لوطنه ولكل الناس دون استثناء حتى من يسيئون إليه.
ما حدث لفتحي يؤكد بأن صوته وفكره وقلمه قد باتوا يشكلون مصدر رعب للعابثين بعدن والجنوب الذين باتوا يدركون بأنهم في طريقهم للزوال وما أقدموا عليه دليل على ذلك.
إن كان (عفاش) المحتل للجنوب قد دك في عهده سجن الفتح في التواهي الذي عرف بفظائعه ما بعد أحداث يناير 86م وأراح الجنوبيين من أصناف العذاب التي ذاقها كثر منهم في زنازينه وعلى يد جلاديه، فاليوم أمام الرجل الوطني الجسور أحمد الميسري، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، واجب استكمال معركة فرض هيبة الدولة التي بدأها أمنيا وعسكريا وإداريا في العاصمة عدن وباقي المحافظات المحررة والتوجه ب (شيول الدولة) دون تأخير لدك كافة السجون السرية التي أقيمت من قبل المليشيات المسلحة في عدن منذ ثلاث سنوات ولا تخضع لسلطة الدولة بل لقوى خارجية وجماعات متنفذة في الداخل وترتكب فيها فظائع الإخفاء والتعذيب لكثير من أبناء الجنوب المختطفين والمخفيين قسرا لسنوات دون ذنب أو حتى تهمة واضحة.
إننا في صحيفة (عدن الغد) وفي الوقت الذي تألمنا فيه لما تعرض إليه زميلنا الأستاذ فتحي بن لزرق من جريمة وحشية إلا أننا لا ننظر إليها من منظور شخصي بقدر ما نحولها إلى حافز يدفعنا وبقوة إلى مواصلة رسالتنا للتصدي للعبث المليشياوي المسلح الذي يعصف بمدينتنا الحبيبة عدن وأهلنا في كل أرجاء الجنوب، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا لوطننا وشعبنا طالما وقد حملنا على عاتقنا أمانة الكلمة الصادقة في وجه كل فاسد وظالم وعابث بأمن وكرامة الوطن والمواطنين، وأبدا لن نتراجع عنه وإن كلفنا أرواحنا وأبدا لن ترهبنا التهديدات التي لم تتوقف يوما.