في كل دول العالم تجد أماكن كالمقاهي والكافيهات، تتسم عادة بمظاهر جميلة، يزورها العديد من الناس يوميا، وفي عدن كنا نفتقد هذا الشيء كثيرا، حتى برزت في السنين الأخيرة بعض هذه الكافيهات البسيطة التي أصبحت لبعض الأسر و الأصدقاء مكانا للتجمع وقضاء أوقات جميلة.
في وقت تشهد عدن فيه أزمة اقتصادية خانقة، قامت بعض الأسر بعمل مشاريع خاصة بهم، إلا إن هنالك من لم يستحسن الأمر، أعداء الحياة ، من يرون في كل شيء جميل حرام كلاً على حسب أيدلوجيته ، عقول فارغة لا هدف لها سوى نشر القبح والترويع.
في الأسبوع المنصرم شهدت الأعمال الإرهابية في مدينة عدن منعطف جديد هذه المرة ليتم استهداف الكافيهات ومحاولة تدميرها أو إلحاق الأضرار ، الأمر الذي يعد تعدي على حرمة الممتلكات الخاصة، دون الالتفات إلى الجانب السمح من الدين الإسلامي الذي يقول فيه الرسول في الحديث الشريف:" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
قبل يومان كان هناك هجوم على كافية جارة القمر في خور مكسر من خلال رمي قنبلة صوتية, بعده الاعتداء على مولتن كافيه. وفي فجر الأمس نال (دي لافي كافيه ) نصيبه من أعمال البلطجة الغاشمة عبر هجوم مسلحين فجر اليوم بالرصاص على خزان المولد الكهربائي مما أدى إلى انفجاره واندلاع حريق في محيطه. الأمر الذي نتج عنه حدوث أضرار خارجية تمثلت بانفجار المولد و تلف جزء من المخزن.
ولرصد تداعيات الموقف تم الحديث مع عامل في دي لا في كافيه وبعض المواطنين لمعرفة ردود افعال الشارع العدني مما يحدث.
*الجهل سيد الموقف.
في تعليقه عن سبب الهجوم الأخير الذي طال الكافيه قال عماد نادر (عامل في الكافيه):
خطبة الجمعة السابقة في بعض مساجد عدن هي السبب وراء الاعتداءات التي مست الكافيهات في عدن وكل شخص حرض أو ساند أو حتى تهاون في هذا الموضوع هو مسئول عن كل عمل يقوم به الإرهابيون الأطفال.
وأضاف ساخراً: طبيعي أن يتم رمي قنابل صوتية على الكافيهات في عدن لان هناك بعض الناس لا يعرفون التمييز بين قوارير نكهات المشروبات وبين الخمور.
وأضاف: أيقنت ان هذا البلد غير صالح للعيش, متأسلمون جدد تحت تأييد يغلب عليه طابع التخلف، لا جدوى من الصراع طالما الجهل سيد الموقف. وتابع: اللهم عليك بكل من أخد دينك حجة للقتل أو الخراب.
وفي السياق قال المواطن محمد فهد:
لابد أن يكون هناك نظام يردع الأعمال المتطرفة، للأسف كل هذه الأحداث ضمن الخطط المدبرة على مدينة عدن لنشر الفوضى، مؤامرة واضحة لا يجب السكوت عنها. لابد أن يتم أخد الأمور بجدية لمكافحة الإرهاب أيا كان نوعه.
*الأفكار الظلامية تقود نحو الظلام
في كلمة مختصرة علق المهندس احمد البغدادي عن الحادثة قائلا:
نحن مجتمع يعشق السير في الظلام يقدس الأفكار الظلامية ويمجد الظلاميين لا مفر من الظلام إلى إلى الظلام.
*عشنا لنترك دوائر الظلم تدور علينا جميعا.
صرحت زهراء علي طالبة في قسم علم الاجتماع:
بداية الموضوع كانت بالاغتيالات وحينها كان الجميع صامت، والرصاصة الذي اخترقت أول جسد تدور الآن على كل طائفة وفئة في عدن. لان من أطلق الرصاصة الأولى لم يجد مجتمع واعي يردعه ويقول له لا، ويكلف نفسه أن يقوم بإزعاج الأمن والدولة ليقوم كلاً منهم بدوره.
وأضافت:
لم تجد الاعتداءات والتهديدات مجتمع واع يقول إن الاختلاف لا يفسد للود قضية واقعاٌ. لهذا الكل خون بعضه والكل نال من التهديد نصيب والاعتداءات طالت الجميع. سيكتب المؤرخين أننا عشنا هنا لنترك دوائر الظلم تدور علينا جميعا.
وتابعت زهراء: لا يجب أن تتعود على الخطأ مهما أصبح مألوفاً، احتفظ بحزنك الساخط تجاه كل فعل مشين.
وفي الختام يحز في النفس أن نرى كل ما يحدث في عدن دون تحريك أي ساكن، عدن التي كانت مثالاً للتعايش ورمزا للمحبة و المدنية. أصبحت اليوم مرتع للفوضى والتدمير، أضرار متفرقة هنا وهناك.
وفي وقت يدخر البعض أمواله ويستلف الأخر ليقوم بعمل مشاريع صغيرة تعيلهم وتعيل أسرهم، يأتي جاهل أخر ليخرب ما قاموا به في لحظة.
إلى متى السكوت ، هل سيتم الانتظار حتى يقتل احدهم المرة القادمة، حالة السعار التي أصابت المخربين ليقدموا على الانتهاكات الشعواء لا يجب السكوت عنها أبدا، لابد من معرفة المسئولين ومحاسبتهم لان بفعلهم هذا يشوهون ما تبقى من ملامح جمالية لمدينة عدن .
هؤلاء المسئولون لم يحكموا العقل والمنطق و إلا لم كانت تحدث مثل هذه الأعمال التخريبية، إن الهجوم الغاشم على الكافيهات يثير التحفظ كثيرا على أداء الأمن. هل سيتم المتابعة والتحري لمعرفة من هم وراء الحادثة التي تسبب ترويع و تخويف لسكان مدينة عدن. او مثل كل سابقاتها سيتم التبرير والتسويف والإدلاء بالوعود الكاذبة.