قطع الأستاذ منصور دماج غمرة الانفعال والحماس، الذي كنت أعيشه في متابعة مباراة البرازيل والمكسيك. ضمن مونديال كأس العالم.2018م. قال لي وهو يقلب رسائل الهاتف، صديقك فتحي بن لزرق اعتقل. نزل الخبر عليا كالصاعقة، وقتها ايضآ كان لايزال الخبر غامضا ..وبالنسبة لي مخيفا. ترى من يجرؤ علي اعتقال الحقيقة. والإقدام علي اعتقال صحفي بحجم ومكانة فتحي بن لزرق . شعرت بتدفق عاطفة جياشة تجاه شخص.. استمد من شجاعته الكثير من القوة والحماس.
واجد من تشجيعه ودعمه الكثير من الإصرار والاستمرار في مهنة سرقت منا كل شيء ورمتنا في وجه المخاطر والتحديات..
بالطبع لم أكن قادر علي متابعة الدقائق الأخيرة لمباراة لم تسر ايضآ في الاتجاه الذي توقعته..
كنت بحاجة لمعرفة المزيد من التفاصيل في حادث اعتقال زميل عزيز. .احرص دوما علي متابعة جديدة. وكتاباته وإبداعه، وبت أميز بين ما يكتبه أو ما يقال انه كتبة في محاولة لاستغلال اسمه لتسويق فكرة ما ..
وبت آراء فيه ألق وإبداع الصحافة.. واشعر بالكثير من الإعجاب للمنشورات المتداولة لكتاباته ومقالاته.. وانهمك كل يوم في متابعة عدن الغد التي صرت افتخر بانتمائي إليها واسعد بالحديث إلى فتحي والدخول إليه في محادثات علي الوتس أخر الليل.. واشعر بالتضايق لو تأخر في الرد على محادثاتي وكم ابتهجت حين أرسل لي صورة وهو يقود سيارته في خط إنماء فهوا علي الرغم من انشغاله وهو يقود السيارة يبدي اهتمام ويرد علي محادثاتي ..وحيث يكون الجميع قد نام ووحدة فتحي بن لزرق لايزال متصل بالنت.. هو الصديق الذي سأظل اكرر مشاعر الاعتزاز بصداقته. .واسعد بالحديث إليه دوما. . فكم كنت حائرا وخائفا. من الغموض الذي يكتنف تفاصيل اعتقاله.. اشعر بإن من يجرؤا علي اعتقال بن لزرق قادر علي فعل الكثير..
فتحي بن لزرق الصحفي الشاب الذي يمثل تطلعات جيل متعطش للحرية، وطامح بالعدل والمساواة، ودولة القانون، والمحارب النبيل في سبيل الانتصار لقضايا المظلومين.. المعبر عن قناعته بمنتهى الجرأة، والشجاعة.. المنحاز للبسطاء من الناس والمتصدي لقضايا الفساد.. لست ادري ايضآ ما لذي جعلني اشعر بمسؤولية كبيرة تجاهه..شعرت بأنني المسئول الأول، عن متابعة قضية اعتقاله، والتحرك من اجل إطلاق سراحه. وقبل ان أكون حتى قد عرفت إي تفاصيل أخرى حول اعتقاله. والجهة التي يمكن ان تكون قد اعتقلته وبديت امام الشعور بتعاظم المسؤليه رغم قلة الحيلة.. كالعادة ثمة شخص وحيد يمكنني التفكير باللجوء إليه..هو وحدة من يمكنه ان يهتم. هو رجل الدولة القوى والوحيد الذي تستطيع ان تضع طلبك امامه وأنت تثق انه لن يخذلك. العميد احمد الميسري نائب رئيس الوزراء. وزير الداخلية ..هو ثالث اثنين لا ينام ايضآ انا وفتحي والميسري أكثر ثلاثة لا ينامون. كنت قد نقلت إليه قبل أيام مظلمة في جهة ما. علي الفور جاء ردة ابشر. بما يسرك. ذلك جعلني متحفز أكثر. بإن ثمة من لن يخذلني. لفتحي بن لزرق علاقاته الكبيرة، والواسعة ومحبيه . ومن لن يرضى بما قد يحصل له. لكنني شعرت بأنني انا المعني الأول من بين الجميع. وقبل ان أكون قد تقدمت خطوة في اتجاه هذه المسؤولية كانت السطور المؤلمة التي كتبها فتحي بن لزرق حول تفاصيل اعتقاله والتعذيب والضرب الذي تعرض له وكميات الألم والقهر الذي شعر به مبعث للمزيد من الأسى والحسرة..والألم الذي عشته ايضآ. لم يكن أمامي بدلا من طلب وزير الداخلية في العمل علي الإفراج عن فتحي الذي قد غادر المعتقل. سوى استبدال الطلب.ببعث رسالة شكر ايضآ لرجل الدولة القوي احمد الميسري وزير الداخلية للدور الذي قام به تجاه الزميل فتحي بن لزرق.. لست علي اطلاع بتفاصيل ما قام به لكنه كان قد قام بالكثير.. هكذا قال لنا منشور بن لزرق وهو يتوجه له بالشكر..لكنني..لازال أعيش كم هائل من حالة الأسى لما تعرض له صديق. دفع ثمن باهظ للحقيقة التي ينحاز دوما إليها. .في زمن يقتات فيه الكثير. مقابل تخليهم عن الحقيقة التي لا تجد من يناصرها سوى القلة