ينحدر الشهيد محضار طاهر البكري من اسره متواضعة ،كريمة ، أسره مكافحه ومتعلمه ،اسره مناضلة عانت ما عاناه شعب الجنوب طيلة العشرين عام مضت من حرمان ، وقهر ، وتجويع ، وتنكيل، كان متزوج وأب لثلاثة ابناء ،،بنت وولدين ، واثناء انطلاق ثوره الحراك الجنوبي السلمي كان للشهيد محضار دور بارز وحضور قوي في كل مراحل ومنعطفات الثورة المباركة ,شارك في كل المسيرات والمليونيات المطالبة برحيل المستعمر من ارض الجنوب ،وظل على العهد صامدا ،صابرا لم تغيره الظروف ولم تبدل مواقفه الوطنية تلك المتغيرات ،
وأثناء الغزو الحوثيعفاشي على الجنوب في 2015 ،هب شهيدنا البطل للذود عن الوطن والدفاع عنه من تلك المليشيات التي استباحت ارضنا واعراضنا وأيقن حق اليقين انه لا طريق اخر يعيد لنا كرامتنا سوى طريق الجهاد وحمل السلاح،
وفعلا سجل شهيدنا البطل بطولات شجاعة ومواقف بطوليه ومشرفه للدفاع عن عدن مثله مثل مئات الشباب ، وعند تطهير عدن وتحريرها من قبضه المليشيات في 27 رمضان 2015 عاده البسمة وعاد الامل الى وجه وروح بطلنا محضار البكري مستبشرا بذلك حياه جديده ومستقبل واعد طالما حلم في انتظاره، والعيش في ظل وطن تسوده العدالة ،والحياه الكريمة بعد سنوات عجاف ذاق بها الجنوب ويلات حكم جائر ظل جاثما على صدورنا عقدين من الزمن، بعدها التحق بإدارة مرور عدن ايمانا منه ان الوطن بحاجه الى كل المخلصين لتأمين وتثبيت الامن والاستقرار في المدينة المنكوبة التي ما برحت تتعافى من اهوال الحرب المدمرة وانتشار الجماعات الارهابية فيها بشكل غير مسبوق ،ولانه مؤمن بهذا الوطن فقد قرر الدخول بالسلك الامني في الوقت الذي مازالت فيه ازيز الرصاص واصوات التفجيرات المفخخة تسمع بين وقت وأخر في كل ارجاء عدن ،لم يبالي بذلك ولم يأبه طالما والوطن ينادي وعدن تستنجد لكل شريف وطني مخلص،
وفعلا تم استيعابه ضمن اداره مرور العاصمة عدن ،لم يكن يعلم ان قوى الارهاب والشر تتربص بأفراد ومنتسبي تلك الادارة الشريفة ،ولم يكن يعلم ان صناع الموت وقتله الاحلام ،ومدمري الاوطان يعدون العدة لإنهاء حياته مع حلمه الذي طالما انتظره كثيرا.
وفي صباح ذلك اليوم المشؤوم 18/12/2016 غادر شهيدنا منزله في مدينه المعلا متوجها الى معسكر الصولبان لاستلام اول راتب له مودعا اولاده الثلاثة وزوجته والفرحة تملأ وجوههم والابتسامة لم تكاد تفارق محياهم منتظرين عودته حاملا معه هديه وحاجيات قوتهم لم يكونوا يعلموا ان أبيهم لم يعود ولم يرجع ، وأن الموت في انتظاره على بوابه الموت بوابه معسكر الصولبان ،موقف، مؤلم ومحزن، ومبكي، وموجع، لحظات حزينة شهدتها تلك البوابة عندما خطف الموت روح البطل محضار ومن معه وهم منتظرين استلام رواتبهم ليفاجئهم احد القتلة بتفجير نفسه بين اجسادهم الطاهرة البريئة التي ليس لها ذنب ،،سوى انها اتت لتبحث عن راتب زهيد تسد به رمق جوعها ،وتقضي حاجتها ،،
ليكون هذا اليوم يوم اسود ووصمه عار على جبين كل الخونة والمتآمرين ،،ممن سهلوا لارتكاب تلك الجريمة التي راح ضحيتها العشرات من ابناء هذا الوطن ومن خيره رجاله ،،
نم قرير العين شهيدنا لقد قدمت للوطن اغلى ما تملك ، نم قرير العين لقد وهبت روحك وقدمت مالم يقدمه غيرك ،، الى جنه الخلد شهيدنا انتم لا سواكم من رسموا لنا تلك الطريق طريق الحرية والكرامة ،فنحن ماضون ولن نحيد عن دربكم وعن خطاكم والمجد والخلود لك ولكل الشهداء ، والخزي والعار لكل القتلة والمجرمين ،