كم امقت لغة الحوار المليئة بالعنصرية..تلك التي لاتشي بقضية..لكنها تشي بفكر متخلف.. ولا ترسم طريق للحرية..لكنها ترسم طريق مزين نحو العبودية.لا تقيم وطن ..هي تعبث بوطن.كل من يظن انه سيد أسياد الأرض...وان حق الآخرين كقطن نثر في يوم ريح..وكل من يسير على وجع الآخرين..ولا يعترف إلا بوجعه هو وحده..لا يحترم وجود إنسان غيره على وجه الخليقة..ويرى انه وحده من يستحق الحياة وعلى البقية لعناته حتى الموت. يحمل السلاح..ويسمي نفسه الشيخ فلان..ثم يشير ببنانه نحو الطرف الأخر بكل تبجح ويقول انظروا ذلك المتخلف..وتلك القبلية..يطلب من المرأة ان تصبح سقطا من متاعه..يخجل ان يعرف أقرانه اسم أمه..واسم ابنته..وزوجته..ويقول نحن أصحاب المدنية..يستشيط غضبا..ان قال احد عنه..مندس..خائن ..أناني...ويقتات هو تلك الألفاظ..يمضغها ليلا نهار لكل من يقابله ومن يخالفه الرأي.
يقطع الطرقات..يحرق الإطارات..يقلق السكينة العامة..يرعب الأطفال..ويطالب بالأمن والأمان ..وبفرض هيبة الدولة..عندما يتحدث أطفالا مسيرين..حشرت عقولهم في زاوية لصالح شخص ما..فأننا لا نأبه لان غدهم يخفي الكثير ويعلمهم الكثير..لكن الخوف كل الخوف من اؤلئك الأشاوس أصحاب العقول الناضجة والرجولة الكاملة..من يدعون الثقافة..والكمال..وينثرون سم أفكارهم بلا مبالاة..لايتحملون مسؤولية مايقولون..لا يعلمون انه ما عاد مرفوعا القلم عنهم..وان أفعالهم وأقوالهم منسوبة إما عليهم أو لهم..وأنهم من يبنون وطن التسامح والحب..أو من يقدمون وطنهم على طبق من فضة لكل من احرقوا أحلامنا صغارا ..ويسحقونها كبارا.
توقفوا جميعكم عن ذلك العبث..افهموا ما تفعلون لأنكم ترمون بنا نحو الهاوية..الحق لا يختلف اثنين عليه..لكن اخذ الحق بالرقي الأخلاقي..واحترام الأطراف الأخرى التيتعاني كما نعاني هو الذي يجد مداه لدى الجميع.
لا يؤخذ الحق بالباطل..وبقرع طبول القتل والشماتة.ولا تبنى الأوطان بالحقد والعنصرية..والتبجح والانقسام ..الحرية فكر..رقي...وليست عضلات ..الحرية علم ثقافة..تفهم للأخر مهما اختلف معي..وليست عنجهية كذابة أو إدعاء فاسد..لا تحلموا ان تمطر السماء عليكم حبا وحنان وانتم تزرعون الكره في كل خطواتكم..فالأرض القاحلة لا تنجب الزهور.ولا ترسل الطيور الجائعة تغاريدها نحو الحياة..