كلما كبرت وتجلت علامات الأنوثة عليها أشتد تعلق قلبه بها وبدأت مشاعرة تتحول نحو ربيبته التي تربت في كنفها ، كيف يحجز مشاعره ويوقف توهج قلبه بحب جديد ليس حب الأب لتلك الطفلة التي طالما نادته أبي، كلما جلس إلى نفسه لامها وأنبها وهو يحاور نفسة الجياشة بالعشق: قف .. أخنق هذه المشاعر.. اقتلها قبل أن تبدو في ملامح تعبيرات جسدك وتصرخ في عينيك ويصدر حوار من أعماق نفسه وشعوره الداخلي يطالبه بالاستمرار في هذا العشق المحرم قائلا له: هي ليست أبنتك .. إنما أنت قمت بتربيتها والأنفاق عليها ومن حقك أن تجني ثمار تعبك مازال عقله الباطن يحاوره ويهيأ اله الخوض في العشق المحرم والاستمرار فيه، لكن وعيه يحاصره ويذم له الاستمرار في مثل ذلك العشق قائلاً له : ماذا سيقول عنك الناس ؟ ولن تستطيع إعلان مثل هذا العشق . وقبل أن يستفيق من نوبة محاسبة الضمير ومحاورة عقله الباطن تدخل عليه زوجته وأبنة أخيها ربيبته تعلنه بنجاحها وحصولها على مركز متقدم ، فتبشره الزوجة قائلة: لقد نجحت بنتنا وحصلت على المركز الأول ينهض من مكانة محاولاً الهروب من مثل هذه اللحظة الحرجة ، فتتقدم نحوه فتاته الناجحة مهرولة وهي تعانقه قائلةً له: أبي لن تبارك لي .. وماذا ستهدين هدية النجاح يحاول التخلص من عناقها محاولاً أبعادها فقد انتابته مشاعر يتحرج الاعلان عنها فقد تفتحت لديه من مجرد ملامسة فتاته الربيبة مشاعر ذكورية لم يألفها نحو فتاته وانطمست مشاعر الأبوة التي كان يبادلها للفتاة, فهناك شعور داخلي يدفعه لمعانقتها وضمها بقوة بين ذراعيه وشم رائحة عطرها وربما تبادر إليه تقبيلها ، فكل مشاعر الذكورة متقدة لدية ، يتجه نحو الباب مغادر ، تناديه زوجته: إلى أين أنت ذاهب ؟ لا يبالي بنداء زوجته فهو في حال فرار من أزمة المشاعر التي يعيشها فقد تبادلت أشياء بداخلها عواطف الأبوة إلى هيجان الذكورة نحو تلك الربيبة التي نشأت في بيته وهو مسرع يدفع الطاولة التي كان عليها مجسم صور يجمعه وزوجته تتوسطهما ربيبتهما فيقع مجسم الصور على الأرض فينكسر وينشطر إلى نصفين نصفه ظل يجمع البنت بعمتها والشطر الأخر يحمل صورته ، يلقي نظرة إلى المجسم على الأرض فيرى فيه انشطار عواطفه وتحولها وقبل أن يغادر يلقي نظرة أخيرة على زوجته وربيبته ويسرع هرولةً مغادر المنزل وهما تصرخان مناديتين له : عد إلى أين أنت مغادر لكن الأب المكلوم بموت مشاعر الأبوة نحو ربيبته يعلم أنه ليس له مكان بعد وئد مشاعرة الأبوية في ظل أسرته تلاشت ملامحه وانقطعت رائحة عطره .