من 30 الى 50 بالمية...قيادي بالانتقالي الجنوبي يتوقع تحسنًا في سعر الصرف خلال الفترة القادمة    انعقاد دورة الجمعية الوطنية في شبوة.. دلالات تاريخية تجسد روح التلاحم الوطني الجنوبي    خبير اقتصادي يمني يحذر من استمرار العجز المالي وانهيار العملة ويضع الحلول    سياسة حسن الجوار والأزمة اليمنية    "لن نفتح الطريق"...المقاومة الجنوبية ترفض فتح طريق عقبة ثرة وتؤكد ان من يدعو لفتحها متواطئ مع الحوثي    وديا ... اسبانيا تتخطى ايرلندا الشمالية بخماسية    بعد أشهر قليلة من زواجهما ...جريمة بشعة مقتل شابة على يد زوجها في تعز (صورة)    ما حد يبادل ابنه بجنّي    جريمة بشعة تهز اليمن: الحوثيون يقتلون رجل أعمال بعد الإفراج عنه من سجنه!    صيد حوثي كبير في يد قوات العمالقة ودرع الوطن    أحمد علي عبدالله صالح يعود بقوة للمشهد اليمني والذعر يجتاح صنعاء.. هل يكون الرئيس القادم؟    "الحوثيون يستعدون للمواجهة والحرب القادمة بمشروع سري ضخم"..تعرف عليه    الرئيس الزُبيدي يرأس الاجتماع الموسع للقيادة المحلية لانتقالي العاصمة عدن    الحسناء المصرية بشرى تتغزل باليمن و بالشاي العدني    ضربة قوية تثير جنون الحوثيين.. وتصريحات للجماعة عن إغلاق مطار صنعاء بشكل كامل وتدمير الخطوط اليمنية    «كاك بنك» يتولى النسخة الثانية من فعالية العروض (DEMODAY)    السلطة المحلية بتعز تعلن إصلاح طريق الكمب تمهيداً لاستقبال المواطنين    خارجية الانتقالي تندد بالاعتقالات الحوثية بصفوف الموظفين الأمميين    أطباء بلا حدود: 63 ألف حالة إصابة بالكوليرا والاسهالات المائية في اليمن منذ مطلع العام الجاري    قرار حكومي بنقل مقار شركات الاتصالات الرئيسة إلى العاصمة المؤقتة عدن    منتخب الشباب ينهي معسكره الداخلي ويعلن القائمة النهائية للمشاركة ببطولة غرب آسيا    زيدان: البرنابيو يحمل لي ذكريات خاصة جداً    ألفاريز سيبقى في مانشستر سيتي    قبائل حضرموت ترفض وجود أي مكونات عسكرية بساحل حضرموت    هل لا يزال التطبيع بين السعودية وإسرائيل ممكناً؟    اتحاد النويدرة بطلا لبطولة أبطال الوادي للمحترفين للكرة الطائرة النسخة الثالثة.    80 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف غير مسبوق وسط غزة والمستشفيات تستغيث    أطلق النار على نفسه.. مقتل مغترب يمني في أمريكا في ظروف غامضة (الاسم)    حاول التقاط ''سيلفي'' .. الفنان المصري ''عمرو دياب'' يصفع معجبًا على وجهه خلال حفل زفاف ابنه (فيديو)    الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي : مصر من أوائل دول المنطقة التي أقامت ألعابا وطنية    البعداني: البرواني استعاد جاهزيته .. ولا يمكن تجاهل أي لاعب يبلي بلاءً حسنا    الحوثيون يمنحون أول باحثة من الجنسية الروسية درجة الماجستير من جامعة صنعاء    تحرك أمريكي صارم لخنق ''الحوثيين'' .. والحكومة الشرعية توجه الضربة القاضية للمليشيات    تعرف على شروط الأضحية ومشروعيتها في الشريعة الإسلامية    وقفة جماهيرية بمحافظة مأرب تندد باستمرار مجازر الاحتلال الاسرائيلي في غزة    - مواطن سعودي يتناول أفخر وجبات الغذاء مجانا بشكل يومي في أفخر مطاعم العاصمة صنعاء    الوزير البكري يعزي في وفاة الكابتن علي بن علي شمسان    البنك المركزي يؤكد سريان قراراته ويحذر من تداول الشائعات    بينها دول عربية.. تسع دول خالفت السعودية في الإعلان عن موعد عيد الأضحى    الحوثيون يعتقلون عشرات الموظفين الأمميين والإغاثيين في اليمن مميز    تصعيد جديد.. الحكومة تدعو وكالات السفر بمناطق الحوثيين للانتقال للمحافظات المحررة    عن ''المغفلة'' التي أحببتها!    ضغط أوروبي على المجلس الانتقالي لتوريد إيرادات الدولة في عدن إلى البنك المركزي    ميليشيا الحوثي تهدد بإزالة صنعاء من قائمة التراث العالمي وجهود حكومية لإدراج عدن    وداعاً لكأس العالم 2026: تعادل مخيب للآمال مع البحرين يُنهي مشوار منتخبنا الوطني    اشتراكي المقاطرة يدين الاعتداء على رئيس نقابة المهن الفنية الطبية بمحافظة تعز    عدن.. الورشة الخاصة باستراتيجية كبار السن توصي بإصدار قانون وصندوق لرعاية كبار السن    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    الوحدة التنفيذية للاستيطان اليمني    في وداع محارب شجاع أسمه شرف قاسم مميز    مدير منفذ الوديعة يعلن استكمال تفويج الحجاج براً بكل يسر وسهولة    العشر الأوائل من ذي الحجة: أفضل أيام العبادة والعمل الصالح    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى متى سيظل الإنكار والتجاهل شعاركم ودس الرؤوس في الرمال خياركم(1)؟؟
نشر في عدن الغد يوم 08 - 06 - 2012

الكل يعرف ان شعبي موجود، ومنذ الازل مولود، وكان للحلم العربي سباقا وودود، وشعاره تحقيق الهدف المنشود، وللوحدة الكبرى مجذوب ومشدود، وصادقا في النوايا لايخون العهود، ووا أسفي . . لقد اصبح حلمه موءود، وحقه في العيش الكريم في وطنه مفقود، واصبحت دمائه وحريته للكرامة وقود، ويدفع اليوم ثمنا غاليا لصدقه وطموحه اللامحدود، لكن فليعرف العالم ان شعبي رمزا للصمود,مهماصمت المستنفعون، ووقف اللئام الحاقدون، لايحركون ساكنا ولايستهجنون، وعلى المجازر لشعبي يتفرجون، والطواغيت بهم يستقوون ويفتكون ، وكل يوما لشعبي يذبحون ويقمعون، وبطرق متعدده للقتل والتعذيب يتفننون، وتحت مظلات دينا" يفتون ويكفَرون، وبإسم الدين لسفك الدماء يجيزون، ونهب الارض والثروة يبيحون، وبيافطات التوحد يسفكون ويحرقون، وللأرض والتاريخ والهوية يطمسون، وعن وحدة الوهم والسراب يتشدقون.

انهم ثلة من البائسين اليائسين المستبدين، فعن أي وحدة يتحدثون ويروجون، تباً لهم تباً لمن هم واهمون، وبالتجاهل و الإنكار يعتقدون، انهم على الجنوب واهله لمسيطرون، وبشعار الوحدة او الموت مهيمنون، وبدس الرؤوس في الرمال منتصرون، وبدعم الخارج يتبجحون ويشطحون، فوالله انهم للشر والناريضرمون، وللفتنه والحقد يزرعون، و بإيديهم لموتهم وهلاكهم يصنعون، وللموت والدمار سيحصدون، ولكل حلم عربي للتوحد يدفنون، فليعرف الطغاة المتجبرون الظالمون، ان شعبي لا . . . ولن يلبس وفق ما هم يفصلون، فالحق اقوى من جيوش الغزاة المعتدون، والنصر آت . . . آت ، وان كره الكارهون الطامعون، ومن يرضوا بالمهانة غداً يهانون، ولن يقبل بالدنيئة غيرالدنيئون، وكل اناءً بما فيه ينضح فبماذا هم ينضحون، فمن رضوا بالمذلة فهم حتماً ذليلون، انهم لا يدركون اوغير ذي لب لا يبصرون، ان ذاكرة شعبي لن تنسى عليهم يعلمون، والتاريخ لن يغفر للمتخاذلون، عبيد المصالح للمال يعبدون ويكنزون، وللأعداء والطماع يخدمون ويتبعون، وللأمة والدين يفرقون ويشرخون، وعلى وطنهم وشعبهم يتآمرون.

لن يفلتوا من عقاب الله رب الكون، ولن يسمح ويصفح شعبي للخونه والمجرمون، وعلى كل فعلا خسيسا سيجازون، والجزاء والعقاب وفق الشرع والقانون، ان شعبي في كل قطر يهيمون، قسراً من وطنهم مشردون، نازحون مهجرون مطرودون، بدون ذنب عن وطنهم غائبون، ذنبهم انهم عن كرامتهم والوطن يبحثون، وبكل غالي ونفيس من اجله يبذلون، فرسالتي نداءاً لمن هم للنداء يسمعون، ولصوت العقل والضمير يستجيبون، وللحقائق والوقائع يقبلون و يلبون، ولنتائج التجاهل يدركون ويفهمون، البركان الثائر قادم لعلهم يعرفون، وليس عيباً ان نعترف بالخطأ فكلنا خطاءون، فذلك من صفات الناس الصالحون، الصادقون المخلصون الزاهدون، والذين اذا قالوا يفعلون ,ليتهم بالخطأ يقرون ويعترفون، فالمصرون على الغلط دوماً هم الارذلون، والمتراجعون عن الخطأ هم الافضلون.

فالوضع خطيراً وهم بذلك موقنون، فانا اخاطب العقل لمن هم يعقلون، بعيداً عن ثقافة التظليل والمظللون، واراجيف المرجفون، وتطبيل المطبلون، وتزييف الحقائق لن يجدي ايها المزيفون، ولاترويج الاكاذيب وخدع الخادعون، وحبل الكذب لن يطول بيد الماكرون، فرجائي . . فرجائي . . كل الرجاء من الساسة والاكاديميين والمثقفين، ان يعوا جيدا وبالرأي السديد ينصحون، بالعدل والعقل والحق ينطقون، وبالمواقف الصلبة ينهضون، بلا استحياء يقفون وينصفون، يقولون الحق ولا يخجلون، وبكل فخر واعتزاز وتقدير واحترام سيحظون، والذين هم في سباتهم نائمون، اومن هم الى اليوم عن الحق صامتون، ولم يقولوا رأيهم بالحق بمايرون، فعليهم لعنة الله والناس جميعاً يلعنون، لأن الساكتون عن الحق شياطين خرسون، هيهات. . . هيهات . . إيها الاصنام المحنطون، فستندمون يوما لا ينفع الندم النادمون، متى . . متى . . ايها البلهاء تستيقظون، ابعد الزلازل والكارثة تهرولون؟ وكيف السبيل الى النجاة لتنجون؟ فبالله عليكم ماذا انتم منتظرون؟

مدخل لابد منه:

بهذه الكلمات التمهيدية المتواضعة، اطرق ناقوس الخطر المحدق باليمن جنوباً وشمالاً نستطيع ان نستشرفه من خلال الحقائق والوقائع التي نعيشها يومياً، وليس على مدى عمر ثورة شباب التغيير فحسب، بل منذ حرب صيف 1994م التي اجتاحت الجنوب وقضت على الاخضر واليابس، وكانت بمثابة الرصاصة القاتلة للوحدة الطوعية الإختيارية السلمية التي تمت بين حكومة ((جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)) كطرف ممثلة بالحزب الإشتراكي اليمني (الجنوب) وحكومة ((الجمهورية العربية اليمنية)) ممثلة بحزب المؤتمر الشعبي العام كطرف ثاني (الشمال) في 22 مايو 1990م.

وفي خضم هذه القراءة لمرحلة سياسية معقدة، فان شيئاً واحداً يتفق عليه الجميع هو ان الجنوب بمساحته الشاسعة، وثرواته الهائلة، وشعبه القليل جدا، وبنيته التحتية، ومؤسساته المدنيه والعسكرية، وعاصمته ((عدن))، ومقاعده في المحافل والهيئات الدولية والعربية والاسلامية، ومنصب رئاسة الجمهورية، وموقعه الاستراتيجي المطل على باب المندب والبحر العربي وخليج عدن، و موانئه ومطاراته وشواطئه الطويلة الممتدة من عمان شرقا وحتى باب المندب غربا، كل هذا قد تم التنازل عنه طوعا وتقديمه لإخواننا في صنعاء على طبق من ذهب، وذهب الجنوب بقضه وقضيضه الى صنعاء. وهذا وحده برهانا كافيا ليؤكد ان الجنوبيين كانوا صادقي النوايا معتقدين انهم سينقلون البلد شمالا وجنوبا نقلة نوعية نحو الأفضل من خلال بوابة الاتحاد والتوحد، ومعتقدين إنهم سيضعون لبنة الاساس لمشروع الحلم العربي الذي اصبحوا الآن يسمونه تندرا (( الوهم العربي ))عندما سرعان ما استيقظوا على معاول هدم المشروع (( الحلم )) من خلال تدمير البشر والشجر و الحجر، وكل شيء جميل في الجنوب. . استيقظوا على اصوات المدافع والصواريخ والدبابات والغارات الجوية، ومختلف انواع الاسلحة المسموحة والمحرمة، بعد ان دقت طبول الحرب في ميدان السبعين في27 أبريل 1994م.

ومنذ تلك اليوم المشؤوم، بدأ تنفيذ سياسة الارض المحروقة بوضوح، وساند المؤسسة العسكرية والامنية الجناح الديني مساندة عسكرية ودينية، وانتشر شيوخ وعلماء الدين الشماليين بين الوحدات العسكرية، وفي مناطق الشمال، يصدرون الفتاوى لإقناع العسكر والمليشيات المدنية التابعة للتيارات الدينية الجهادية والسلفية والاخوانيه بأنها حرب مقدسة وجهاد ضد الكفار في الجنوب، كما جاءت الفتوى على لسان عبدالوهاب الديلمي وآخرين أيدوه ونصروه، بقولهم : ((فمن قتل منكم جنوبياً فلا إثم عليه، ومن قتل منكم فهو شهيد)) كما اباحوا اموال الجنوب لهم واسموها ( غنيمة ) بعقلية الفيد والسلب والنهب، كما صرح بهذا قادتهم العسكريين على شاشات التلفزة، وقبل انتهاء(( الحرب المقدسة)) كما يزعمون تحت شعار (( الوحدة او الموت)) كما يفتخرون، تم الإعلان عن فك الإرتباط مع صنعاء في 21 مايو 1994م .

ولم تعترف دول االعالم بهذا الإعلان في حينه، ولكنها إيضاً لم تقم بإدانته، وقد اصدر مجلس الأمن الدولي - اثناء الحرب الظالمة والغادرة وغير المتكافئة- قراريه رقم 924 ورقم 931 والذي ينصان على التسوية بالطرق السلمية وبالحوار بين طرفي النزاع، و اكدت الادارة الامريكية حينها ان دخول عدن باستخدام القوة خط أحمر، وإن الوحدة لا تفرض بالقوة، كما اكد على ذلك مجلس التعاون الخليجي بإستثناء قطر ربما كان لها رأي مغاير للإجماع الخليجي في اجتماعهم المنعقد في أبهاء ((إن الوحدة لا تفرض بالقوة )) وكانوا حينها يتدارسون مسألة الإعتراف الرسمي بدولة الجنوب التي اعلنت فك إرتباطها مع صنعاء، لكن شيئا من ذلك لم يحدث بينما هم كانوا متفقين على ذلك. شيئاً مستتراً قد حصل وغيَر مجرى الاحداث لصالح عصابة نظام صنعاء، وكما صرح الرئيس المصري حينها ووزير خارجيته ايضا بإن الوحدة لا تفرض بالقوة، وكثير من الزعماء العرب كان لهم مواقف مشابهه باستثناء الرئيس العراقي حينها صدام حسين الذي ظل يدفع وبقوة نحو اجتياح الجنوب وبدون مراعاة لأبسط القيم والحقوق الإنسانية، وتم الدوس على كل القيم و المباديء الانسانية والأخلاق العربية والإسلامية، وتم تدمير كل شيء في الجنوب تماماً، ولعبت سياسة المصالح لعبتها وفعلت فعلها في الجنوب وشعبه، من يومها الى اليوم تحت مظلة الاعتراف بسياسة الأمر الواقع على الأرض، وظلا القرارين حبيسا الأدراج الى اليوم ولم تتحقق على ارض الواقع، لإن الدول تسعى وراء المصالح المتبادلة التي تتحكم في العلاقات الدوليه.

وما اود ان اشير اليه انهم لم يقرؤوا جيداً عن شعب الجنوب، وتاريخه واصالته وحضارته ومدنيته وبسالته وبطولته وشجاعته وتمسكه بمبادئه واخلاقياته الرفيعة. انه شعب عظيم بعظمة تاريخه العريق وقوياً بقوة حقه الثابت الذي لا يتزعزع ولا يلين ابداً، وشامخاً بشموخ رجاله الأوفياء المخلصين، وصخرة قوية تتحطم عليها كل مؤامرات المتآمرين، انه شعب لا يستكين ولا يقبل الذل والهوان، انه شعب خلق حراً ولن يقبل ان يظل مستعبدا، وشعب جذوره ضاربه في اعماق التاريخ، ولن يسمح بطمس تاريخه وهويته او تهميشه وأقصائه او ضمه او الحاقه. ولن يسمح بان يكون فرعا يضم الى اصل، فهو اصل وسيظل اصلا، ومن جانب آخر فهو شعب يحترم الآخرين ويؤمن بمبدأ التعايش بين الشعوب، والأديان، ومحبا للسلام، وبيئة جاذبة لكل ما هو ايجابي مفيد ونافع ويخدم الإنسانية في كل المجالات، وبيئة طاردة ورافضة لكل انواع التطرف والغلو والارهاب والمشاعر العدائية، ويمكن اعتباره رمزا للخير والمحبة والوئام والسلام، ومقبرة للشر والشريرين، والطغاة المتجبرين، وهو شعب بطبيعته الفطرية وتكوينه النسيجي والمجتمعي شعبا محب للسلام شعبا متسامح، يتعايش مع الكل بدون استثناء على قاعدة المنافع والمصالح المتبادلة بين الشعوب، وعلى مبدأ لا ضرر ولا ضرار، فلا خوف من الجنوب وشعبه اذا استعاد نفسه (كيانه ودولته ). ومن منطلق الحرص على الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة والأقليم ولمصلحة الجميع اوجه رسائلي و نداءآتي الى جميع الأطراف الموقعة والمشاركة والراعية والمشرفة، على عملية التسوية في صنعاء.

رسالتي الأولى الى اخواننا في صنعاء:

ارجوا ان يستوعبوا ان المرحلة خطيرة وخطيرة جداً، وانا اوجه ندائي الى الجميع منهم السياسيين والاكاديميين والمثقفين والصحفيين والاعلاميين والقانونيين والمدنيين والعسكريين والكوادر الحزبية وشيوخ وعلماء الدين و مشائخ واعيان ورجال القبائل ومنظمات وهيئات المجتمع المدني ومختلف الشرائح في اليمن الشمالي. اقول لهم ان سياسة الإنكار والتجاهل للقضية الجنوبية، ودس الرؤوس في الرمال، او استخدام الماكنه الإعلاميه لضخ المقالات والمعلومات غير الواقعية او التعتيم الإعلامي المتبع مع القضية الجنوبية، وإتباع سياسة القمع والتنكيل والتعذيب والسجن والتشريد والتهجير الممنهج والقتل وغيرها، من فنون الممارسات التعسفية اللانسانية واللاخلاقية، ومحاولة الصاق التهم الجوفاء مثل التطرف والارهاب وغيرها لن تجدي نفعاً ولن تحافظ على الجنوب مطلقاً ولن تبقي على وشائج المحبة شيئا ابداً ولن تنجز اتفاقية التسوية الخليجية نهائياً.

فالتسوية لن تتم بدون ان تعطى القضية الجنوبية حقها الذي تستحقه، اعرفوا ذلك جيدا لا تأخذكم موجة الصدمة من الحقيقة المرة للواقع في الجنوب بعيداً، واظن ان فيكم الكثير من العقلاء والحكماء المطالبين بالانحناء قليلاً للحقيقة والنظر للواقع بعيون ثاقبة، وعدسات ترى الأموركما هي دون زيادة او نقصان، اوتحريف او تزييف، فانتم المنعوتون بالإيمان و الحكمة، فأثبتوا ذلك على ارض الواقع، الاَ اذا كنتم تعولون على الخارج بإنه سيضمن لكم بقاء الجنوب تحت اياديكم كمصدر للثروة والمصالح المختلفه لكم ولتحالف الشركات الناهبة ، فهذاشيئاً آخر، اما ان تتحدثون عن وحدة بين الإنسان و الإنسان فهذا امراً غائبا تماما، وضرباً من ضروب الخيال، ومجرد هراء لايسد فجوة الحقيقة الناصعة.

فكثيراً من ابناء الجنوب يطالبونكم اولاً بالإعتراف بالقضية الجنوبية، ويطالبونكم بالإعتذار عن الفتوى الصادرة بحق ابناء الجنوب وإباحة دمائهم و اموالهم، و اعادة الإعتبار لشعب الجنوب، بعيداً عن ثقافة الفرع والاصل، واصلاح ما دمرته حرب 94م في النفوس، والبنيه التحتية واعادة الإعتبار لمن تم طردهم و اقصائهم و تهميشهم وتهجيرهم من المدنيين والعسكريين ,واعادة الارض المنهوبة والمصانع المسلوبة، و اطلاق سراح من بقي من المعتقلين السياسيين في المعتقلات، والابتعاد والنأي عن منهجية التدمير لكل شي في الجنوب مثل الموانيء والمطارات والمؤسسات والبنيه التحتيه وفي مقدمتها الصناعية والتعليمية والجامعية والصحية والكهرباء و المياه وغيرها. . فماذا ستخسرون لو انكم اعترفتم بالقضية الجنوبية اعتراف واضح و صريح، واعتذر الديلمي ومن ناصرة عن فتواهم التكفيرية التي لازالت حية باقية حتى اليوم تطبق على شعب الجنوب بطرق ووسائل مختلفه. . ولماذا لم يعد الناهبون الاراضي المنهوبة وفق تقرير باصرة هلال(على سبيل المثال لا الحصر)؟.

ولماذا لم يُحترم الشهيد والجريح الجنوبي في الحراك الجنوبي، مثله مثل شهيد وجريح الثورة الشبابية في صنعاء وغيرها من مناطق الشمال. الم يكن الأجدر والافضل بصانعوا القرار ان يصدروا قرارا" موحدا" بالجميع ام ان الدماء الجنوبية ارخص من سواها. فانا حين اكتب هذا النداء ونفسي جياشة بالأمل ان هناك آذانا صاغية وعقولاً صافية وقلوباً صادقه وضمائر حية ستتلقف ندائي بكل اهتمام واحترام وتقدير لما من شأنه مصلحة الجميع، فلا وحدة بدون وحدة النفوس والقلوب، والوحدة ليست كما يصورها البعض شيئاً يصل الى حد القداسه، فهي عباره عن علاقه بين طرفين شريكين شكلا هذه الوحدة، فان اخل احد الطرفين بمباديء واتفاقية الشراكه فلا خير فيها للطرفين، ولنا في العالم الكثير من العبر. فكم دول تمزقت وتشتت وكم دول توحدت ايضاً ولكن لمصلحة الجميع.

فأرجوا ان تجلسوا مع انفسكم ايها الاخوة في الشمال وتعيدوا النظر في كل ماجرى ويجري حتى هذه اللحظة بذهنية نقيه وصافية بعيداً عن المؤثرات السلبية، وسيكون ردكم بعقلانية ومقترحاتكم على ماسبق ربما فيه علاج للجراح او على الاقل فيه مهديء للآلام الموجعه من الجراح العميقة على اثر ما اصاب شعب الجنوب من نكبات ومآسي، من النظام وحلفائه وانصاره من عام 1994م ، واعلموا إن وحدة لا تنظر لإنسانية الإنسان قبل كل شيء وتنتهك الكرامه، وتسلب الارض والثروة، وتبث وتشيع الكراهية والمناطقية والفوارق المذهبية، والنزعه العنصرية، وتقيد الحرية، وتكمم الأفواه، وتجعل المواطن غريبا في موطنه، ليست وحدة على اللإطلاق، ولتذهب مثل هذه الوحدة ( كما تسمونها ) الى الجحيم والى الابد. ولن ينقبل بها ماحيينا ولن تقبل بها الاجيال القادمة، ولم يأمر بها دين من الأديان.

وللحديث بقية...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.