ترجل الابداع عن صهوة الكلمات والحروف عند تخوم المدينة واخذ يناضرها بزهو واعجاب وفخر ويحاور ذاته في صمت قائلاَ: كيف لي ان أخط عنها بعد ما سمعت وشاهدة؟ وكيف لي ان أصف مواقف أهلها؟ففيها يعجز القلم ويتخثر الحبر وتتوارى الكلمات خجلاً وأستحياء فتلك مدينة ليست كسائر المدن ورجالها قلما تجد مثلهم,وحتى كلمات الثناء والاعجاب لاتفي بالغرض والصمت حتماً سيكون سيد الموقف. وكما قيل الصمت في حرم الجمال جمال..الصمت في حضرة صاحبة الجلالة "لودر" هو الابداع بعينه حينما تعجز لاتجد الكلمات المعبرة عن مكنونات الذات..الصمت هو البيان الذي عجز عن كتابته القلم والبيان..لودر مدينة تحطمت على يديها كل الشرور والاحقاد والدسائس واحبطت كل المؤامرات والخطط وسطر أبنائها أروع الحكايات القصص,ففي لودر ولى الخوف مذعوراً وشد رحالها عن أهلها وتلاشت هناك كل الفوارق وذابت كل الاحقاد والضغائن واصبح الناس مزيجاً واحد لايفرقون بين بعضهم البعض فالكل سوء,والكل يحملون على عاتقهم هم مدينتهم وصلاحها وأمنها وأمانها..
لودر اليوم في سباق محموم مع اثبات الذات ونكرانها والسعي خلف الصلاح والاستقرار مهما كلفها ذلك وهي بذلك تصنع لها مجداً في زمن اكتفى فيه البشر بمصالحهم الذاتية وانجروا خلف المغريات والملذات..
الايام تمر مر السحاب ولودر تثبت للكل انها أنجبت أبطال وانها أرضعتهم حليب الشجاعة والقوة والنخوة وانه ان حانت ساعة الصفر فأهلها سينتفضون كأسود غاضبة تنهش كل من يمسها بسوء ويريد خرابها..
لودر الوطن اليوم كله يحتضر أما أنتِ فتزدادين القاً وجمالاً وبريقاً ويسطع نجمك رغم الحصار المضروب عليك وعلى جاراتك,ورغم الازمات والنكبات وانت من تصنعين لذاتك هذا الالق والجمال والبريق لانك مصرة على ان تظلين تلك العصية المنيعة التي تقهر المستحيل وتحطم غرور المفسدين المخربين الظالين وكان لك هذا بصلابة رجالك وعزيمتهم وحزمهم التي لم تشبها شائبة..عندك وقف الاعداء ينظرون اليك ويتمنون أن يدخلوك ولكن أنى لهم هذا؟؟ وابطالك لاتغمض لهم جفون يلتحفون السماء ويفترشون الارض ليل نهار ويرابطون عند كل مداخلك..
فهنيئاً لك أبنائك الذين أجتمعوا على كلمة سوء,الذين أثبتوا وبجدارة أنهم صانعوا الامجاد,وهنيئاً لك لانهم لم يخذلوك كما خذلنا أهلنا ولم يؤثرون أنفسهم عليك كما فعل ساداتنا..هنيئاً لك ذلك التلاحم والنسيج الاخوي..هنيئاً لك رجالك الذين لايخشون لومة لائم,وزادك الله القاً وجمالاً وحماك من كل شيء فأنت يالودر صمام امان ومحور أرتكاز ودينامو محرك للكل,ولكن ليت الكل يعتبر ويفعل مثلك ويجردون أنفسهم من الحقد والانانية والمصالح الخاصة ويسعون لصلاح مدنهم ويؤمنونها فالشر يزحف ويجرف في طريقه كل شيء ويبتلع البشر والمدن كسيل عرمرم وعاصفة هوجاء لاتبقي ولاتذر,فللودر منا كل الحب والاحترام ولاتخافي ولاتحزني وأبشري فالنصر آتٍ ولكن أياك أن تلين عزيمتك او تضعفي أو تتخاذلي فالكل يترقب هذه اللحظة كي يعيث فيك فساداً وكي ينكل أهلك ويشردهم,فالى الامام دوماً ياصانعة المستحيل..