ربما زرت كثير من المدن وعشت بين جدران بيوتها وأزقتها وشوارعها و بساتينهاوعلى شواطيها ولكنني لم أشعر يوما بحب يتقلقل في جوارحي مصحوب بشي من الرومانسية والخيال الجميل كما تركته مدينة عدن بداخلي رغم السنوات الطوال التي ابتعدت فيها عن بندر عدن وبالتالي اجد نفسي اتلهف دائما للفرصة التي تتجه بأقدامي الى تلك المدينة الرائعة وحينها أستنشق هواءها واعيد سيناريو ذكريات جميلة عشتها في أكنافها .. عدن لايعرف قيمتها سوى من عاش فيها وهام فيها عشقا ..ولهذا تجدها تتألم دائما من عبث من لايعرف قيمتها فكانت طبخات زملائنا الرفاق تتجرعها بمرارة بين حين واخر وبعدها اكلت وجبة تلك الصرعات في مطلع التسعينات بأسم الوحدة وهي ليس لها ناقة اوجمل في ذلك واليوم لأدري ماذا اقول بعد ان ارى اهلها في اسوء حالات ضنك المعيشة ومعها حمى الحرب والضنك التى اقتلعت كل شي يحمل نكهة عدن وتاريخها يا لها من وجبه بطعم العلقم تفننت في طبختها أيادي ظالمة حاقدة لاتميز غير اهوائها ورغباتها وأطماعها. لك الله ياعدن حتما سياتي اليوم التي تتفتح فيها زهور المحبة والعشق والجمال في حدائقك وجنبات شوارعك وفي شرفات بيوتك لن يطول ليلك فنهارك سيطع قريبا بشمس الحرية والسلام.. اخيرا ليس معي من قول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في من كان السبب الذي اوصل حال البلاد والعباد الى ما نحن فيه ..واللهم احفظنا واحفظ امة محمد أجمعين .. امين اللهم امين..