● ذكر لحج و يافع في النقوش يعود ذكر لحج حسب النقوش إلى القرن السابع قبل الميلاد عند ذكر المكرب السبئي (كرب آل وتر بن ذمار) أثناء حملته العسكرية لتوحيد اليمن كما في نقش النصر الموسوم (RES.3945) باسم دهسم وتبن وهي التي تضم الآن يافع العليا. أما تبن فيقصد به وادي تبن . الذي عرف فيما بعد باسم وادي لحج حين سكنه(لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهمسيع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ) والبعض يخطئ فيظن أن (تبن) هو اسم للوادي ، وإنما هو اسم لمدينة تبن التي كانت تقع تحت حكم مملكة أوسان كما جاء في النقوش ، و مدينة تبن هذه دمرت في تحالف دولة حضرموت وقتبان وسبأ ضد دولة أوسان، وكان هذا في القرن السابع قبل الميلاد. وذلك حين أدركت مملكة أوسان أهمية عدن ومينائها فاحتكرت حركة التجارة البحرية و ساهم ذلك في تطورها، فامتد نشاطها التجاري إلى سواحل أفريقيا فشعر جيرانها بالخطر ،فعقدوا تحالفا ضم(مملكة قتبان وحضرموت وسبأ) وكان الهدف من هذا التحالف هو إيقاف تمدد دولة أوسان والحد من طموحها، فقام المكرب السبئي (كرب ال وتر بن ذمار ) باجتياح مملكة أوسان وأمعن في هدم الأسوار وإحراق المدن وسلب الممتلكات، وكان ذلك في (القرن السابع) قبل الميلاد كما جاء في نقش النصر. إلا أن هذا التحالف لم يدم طويلا، فسرعان ما نشبت صراعات عنيفة بين حلفاء الأمس، والتي حسمت في الأخير لصالح دولة قتبان ولقب ملوكها ب(ملوك قتبان وكل أولاد العم وكحد ودهسم وتبنو). وكان من نتيجة تلك الصراعات التدمير الكامل لمدينة (تبن). يقول السيد محمد بن إسماعيل الحميري : هلا وقفت على الأجزاع من تبن وما وقوف كبير السن في الدمن لي منزلان بلحج منزل وسط منها ولي منزل بالعر من عدن حولي به ذو كلاع في منازلها وذو رعين وهمدان وذو يزن ● وبعد الإسلام أخرجت لحج كوكبة من أعظم العلماء مثل: -- أبي قرة موسى بن طارق شيخ أحمد بن حنبل. -- وعلي بن زياد شيخ شيخ ابن حبان. ويكفي لحج فخرا أن أهل اليمن كافة لم يعرفوا مذهب الإمام مالك إلا من طريق أبي قرة اللحجي وعلي بن زياد اللحجي. كما أن أبا قرة اللحجي هو من أدخل قراءة نافع ابن أبي نعيم وقراءة ابن كثير إلى اليمن . -- وأهل لحج هم أخوال شاعر الغزل الشهير عمر بن أبي ربيعة القرشي حيث وأمه لحجية ،قيل أن اسمها (المجد اللحجية)، وقد ذهب عمر بن أبي ربيعة إلى لحج بطلب من أخيه الحارث ،ومكث يتنقل بينها وبين عدن وهناك قال قصيدته(هيهات من أمتي الوهاب منزلنا) وفيها : (لا ستيقنت غير ما ظنت بصاحبها وايقنت ان لحجاً ليس من وطني) . ● موقع استراتيجي من يسيطر على لحج يسيطر على عدن ومينائها،لذلك عسكر فيها قائد جيوش المماليك في مصر القائد (برقوق) وقائد الحملة الأيوبية (توران شاه) أخو صلاح الدين الأيوبي وغيرهم. - وفي لحج كانت معركة من أشهر المعارك في جنوب الجزيرة العربية وهي معركة المرتدين الذين هربوا باتجاه لحج والمؤرخ الطبري يسميهم (الفلول اللحجية) والذين قاتلهم جيش عكرمة رضي الله عنه . وفيها قال قيس بن مكشوح المرادي وكان إذ ذاك من المرتدين: وأعمامي فوارس يوم لحج ومدحج أن شكوت ويوم شامي. وقال عمرو بن معدي كرب الزبيدي(بضم الزاي): أولئك معشري وهم حبال وجدي في كتبيتهم ومجدي هم قتلوا عزيزاً يوم لحج وعلقمة بن سعد يوم نجد وقال خديج بن عمرو أخو النجاشي يرثى النجاشي - وبعضهم يجعله صحابيا - فمن كان يبكي ثاوياً فعلى فتى ثوى بلوى لحج وآبت رواحله فتى لا يطيع الزاجرين عن النداء ويرجع بالعصيان عنه عواذله ■ وأما يافع فمعروفة في التاريخ حيث ترجع إلى(يافع بن زيد بن مالك بن زيد بن ذي رعين) بطن من رعين وهم من حمير -- قال محمد علي الأكوع: (يافع بن قاول بن زيد بن ناعته بن شرحبيل بن الحارث بن زيد بن يريم ذي رعين الأكبر ) • وقد خرج من يافع العلماء والأدباء والفقهاء والقادة ،من عصر الصحابة إلى العصور المتأخرة فمن الصحابة. 1-- مبرح بن شهاب اليافعي رضي الله عنه . 2-- شريح اليافعي رضي الله عنه . 3-- عمرو بن سعوا اليافعي رضي الله عنه . أما 1 -- مبرح بن شهاب بن الحارث بن سعد بن ربيعة بن سحيت – مصفرا – ابن شرحبيل الرعيني الحميدي ، ثم اليافعي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في أربعة نفر ثم شهد فتح مصر . 2 - شريح اليافعي رضي الله عنه. اسمه ونسبه : هو شريح بن أبرهة اليافعي ويقال شريح بن أبي وهب الحميري ،قال الدكتور عبد الله بن بجاش الحميدي في كتابه (الحديث والمحدثون في اليمن في عصر الصحابة): ( لا منافاة بين نسبته إلى حمير أو يافع، فيافع بطن من حمير وهم سراه حمير صحبته : قال ابن يونس:له صحبه، وذكره في الصحابة ابن مندة، وابن قانع وأبو نعيم ، وغيرهم . مشاهدة: شهد فتح مصر قاله ابن يونس . روايته : روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه : محل بن وداعه ، أخرج حديثه الطبراني وغيره . مروياته: قال الطبراني في الكبير: حدثنا محمد بن نصر الأصبهاني ، ثنا سليمان بن داود الشادكوني ، ثنا عبدالواحد بن عبدالله الأنصاري ثنا شرقي ابن القطامي ن عمرو بن قيس ، عن محل بن وداعه عن شريح بن ابرهة قال :رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من منى