لقد مثل وادي لحج مسرحاً للعمليات الحربية منذ العصور المبكرة من تاريخ الحضارة في جنوب شرق الجزيرة العربية. حيث أن أول إجتياح لهذا الوادي قام به المكرب السبئي (( كرب آل وتر بن ذمار )) في القرن السابع قبل الميلاد ، كما جاء في نقش النصر ، حيث دمر وادي تبن وقراه.. من المعروف أن لحج كانت ولازالت هي الممر الرئيسي للدخول إلى عدن ومينائها ولذلك كانت تعتبر المحطة الرئيسية في السيطرة على عدن عبر العصور والمنبع للأحداث التاريخية في القرون الماضية ، والمتبع لتأريخ لحج يجد الكثير من الاحداث والمعارك التي وقعت في لحج ومدنها كمدينة الرعارع والمبيبة.. وقد عسكر في لحج العديد من القادة كالقائد المملوكي برقوق قائد جيوش مصر الذي عسكر في كود الدعيس ( كود الدعيس تقع في الجهة الغربية لمطار العند وكانت تعتبر ممر للقوافل والجيوش ) ، وكذلك عسكر فيها القائد توران شاه أخو صلاح الدين الايوبي وكذا الملك المظفر الرسولي وملوك ال زريع وملوك بني طاهر ودارت فيها رحى العديد من المعارك في عصور مختلفة من قبل الاسلام الى العصور المتأخرة ومن أشهر معارك لحج عبر التاريخ
** معركة لحج ** قال عمرو بن معد كرب الزبيدي رضي الله عنه : أولئك معشري وهم حبالي وجدي في كتيبتهم ومجدي هم قتلوا عزيراً يوم لحج وعلقمة بن سعد يوم نجد وقال قيس بن مكشوخ المرادي : واعمامي فوارس يوم لحج ومدحج ان شكوت ويوم شام وورد في الاصابة في تمييز الصحابة ذكر صحابي قتل في لحج فرثاه اخوه قال : ممن كان يبكي هالكاً فعلى فتى ثوى بلوى لحج واين رواحله فتى لايطيع الزاجرين عن النداء ويرجع بالعصيان عنه عواذله ومن اشهر معارك لحج معارك الرسوليين ومعارك آل طاهر، ومن أشهر المجازر التي حدثت في لحج ماحدث في عهد السفاح ابن مهدي بن علي الدعيني الذي غزا لحج وقتل الرجال وسبى النساء ونهب الاموال. وكانت معركة لحج الاخيرة عندما غزا الحوثيون اليمن وحاولوا الزحف الى عدن لكن أبا أبناء وادي تبن الخنوع والذل فحملوا السلاح والزاد وقدموا الارواح دفاعاً عن الدين والعرض.. لقد كان صمود شباب الحوطة وتبن في وجه الغزاة الحوثيين صفحة جديدة تضاف إلى صفحات تاريخ لحج المقاوم. فلا عجب.. أن يجدد التاريخ بعضا من صفحاته.