عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن الموحد في عهدي كرب إيل وتر وعلي عبدالله صالح
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2009

حينما نتحدث عن اليمن الموحد عبر تاريخ اليمن إنما نتحدث عن رجال هم في صفحات التاريخ خالدون لا يخالط مجدهم شك ولاريب حيث يكون الحديث عنهم هو لتقديم درس في التربية الوطنية كما أن تناول أول شخصية في تاريخ اليمن والتذكير بها لايعني بالضرورة أن اليمن لم يكن موحداً بل كانت الدولة السبئية هي الدولة السائدة على الأرض دون منازع وكانت دولة سبأ تتمتع بنظام الشورى وهو أول نظام ديمقراطي عرفته الأرض كما يذكّر به القرآن الكريم وهو النظام الذي يقوم على مبدأ الانتخاب يتولى ذلك الأمر مجلس المسود المكون من المعاشرة لقبائل سبأ يقابلها المثامنة في ما عرف بالمثامنة في حمير أخيراً وفقاً لما أورده الدكتور يوسف محمد عبدالله، حيث لم يجد المرء عائقاً للوصول إلى سدة الحكم إذا ما توفرت فيه الشروط وأهمها أن يكون المرشح هو الابن البكر لكبير القبيلة وبناء على توفر ذلك الشرط يتم قبوله مبدئياً ضمن المرشحين لاتحاد قبائل سبأ ليخضع الجميع للامتحان من قبل كهنة المعبد وفقاً للشروط المنصوصة في لوائح المعبد والثابتة على عمود قدس الاقداس في معبد بران والمشار فيه باستفتاء شعب سبأ عليه«يمكن العودة إلى الجداول التي أوردها البرفسور لوندين في كتاب دولة مكربي سبأ ترجمة الدكتور قائد محمد طربوش ص 288306».
ذلك النظام المستند على ميثاق شرف بين قبائل اتحاد سبأ وفر للدولة الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي وتوسع تجارة التوابل في الارجاء المعمورة وبلغت الحضارة السبئية مبلغاً بين الحضارات الأخرى ولعل القبائل التي تسيطر على طرق التجارة آنست في نفسها شيئاً من القوة فنزعت إلى انشاء كيانات مستقلة الأمر الذي دفع بكرب آل وتر لتجريد حملة ضد تلك الكيانات التي زعزعت استقرار الدولة.
كرب آل وتر الكبير بن ذمار علي ذرح
إذا ما تم التأمل في تعدد المعتقدات وتنوع الآلهة لنجد بعد ذلك تمزق وتشرذم وتنامي اعداد المسالك الصغيرة ما يجعل من الصعب تفسير البواعث وأسبابها لتبرز في جسم الدولة السبئية بمسميات ملكية جلها اتخذت صفات جغرافية وقبلية دون الالتفات إلى طابع الأنظمة التي تجمع بين السلطة الدينية والزمنية وما يعتقد أن البداية لذلك التشكل كان في 750ق،م.
كل ذلك دفع بمكرب سبأ توجيه حمة لتأديب تلك الكيانات ابتداءً من اقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وهي الحملة التي قادها كرب إل وتر بن ذمار علي ذرح الذي ابتدأ اسمه بلقب مكرب سبأ ثم يختتم النقش الذي قدمه لمعبد صرواح بلقب ملك سبأ ويعتبر نقش النصر من اكبر النقوش الحربية التي تم الكشف عنها حتى الآن ويرجع الفضل العلمي إلى المستشرق «جلازر1892م» عند زيارته لمعبد صرواح «مارب» ومن الغريب أن الحملة العسكرية بقيادة كرب إل وتر افتتحت حروبها من أرض المعافر ليهاجم جبل الصيرة وشرجب ثم ذبحان ومدينة جباء «منطقة المسراخ» وضبر ويعتقد الدكتور يوسف محمد عبدالله أن ضبر هو جبل صبر وقد صحف الضاد بالصاد وسوف يبقى السؤال للبحث إذ كانت من نتائج تلك الحملة هو اختفاء مملكة أوسان لتعود السيطرة لمملكة سبأ عموماً، حيث أن قليلين من الباحثين يعتقدون أن كرب إل بن ذمار علي ذرح هو أول من وحّد اليمن إلا أنه يعرف باسم كرب إل الكبير دون النعت بموحد اليمن والسبب أن الوضع كان آنياً وفي واقع الأمر إن ذلك الوضع كان مؤشراً خطيراً في تفرد الاقيال للسيطرة على المساحات التي تمتد فيها هذه القبيلة أو تلك وتشكلت ممالك صغيرة نوردها كما نشرت في كتاب اليمن في بلاد سبأ وهي وفق المساحة الجغرافية من الغرب إلى الشرق.
1 مملكة مهمامر 2 مملكة نشن 3 مملكة كمنه 4 مملكة هرم 5 مملكة أنبا «جميعها في الجوف» 6 مملكة سمعي بني حشيش 7 مأذن المرتفعات الشمالية لصنعاء 8 أربعان 9 رعين جنوب يريم 10 دهس وادي بيحان 11 أوسان «على الأرجح أن موقعها في محيط أبين».
الممالك الكبيرة مملكه معين في الجوف مملكة سبأ في مأرب وتمتد إلى صنعاء والجبال الغربية والشمالية، مملكة قتبان بيحان ووادي مرخة وقد انتهت100ق.م مملكة حضرموت التي استمرت حتى بداية العصر الرابع «ص 228اليمن في بلاد سبأ»
أما الجانب الآخر يعتقد أن انتقال نوع النظام المكاربي الذي يجمع بين السلطة الدينية والزمنية تحت سلطان المكرب إلى النظام الملكي الذي انتقلت إليه السلطة الزمنية والتخلي عن السلطة الدينية قد ساعد على التفكك نظراً لتعدد الآلهات ومن خلال معطيات النقوش نجد أن الحروب الكثيرة التي شهدتها المنطقة كانت مبرراتها هو عشور المعابد باعتبارها من المرتكزات السيادية للدولة وقد استمر الصراع على مدى عصرين إذ أن العصر الأول عرف بعصر المكاربة الذي كانت نهايته 750ق م ثم العصر الثاني لملوك سبأ كانت نهايته 335ق م.
أما العصر الثالث لملوك سبأ وذي ريدان كانت بدايته بتولي الملك نشا كرب يهامن بن ذمار علي بلقب ملك سبأ وذي ريدان «ص49نقوش مسندية مطهر الإرياني».
كانت فيه اليمن تعاني من حروب داخلية وصفها الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه بحروب الثلاث مائة عام ومع اقتراب نهاية العصر الثالث بدأ التواجد الحبشي على الأرض اليمنية وفي الجزء الغربي لساحل تهامة إلى جانب ظهور سفن البطالمة في طرق الملاحة البحرية كما جاء في «محاضرات في تاريخ اليمن الجزيرة العربية قبل الإسلام اغناطيوس غويدي ترجمة ابراهيم السامرائي ص 5556»
من الملاحظ أن المرحلة التي برز فيها كرب إيل وتر يهنعم .موحد اليمن كانت مرحلة صعبة بالنسبة لتخطي كل ما يمس بالسيادة الوطنية حيث أن الملوك الذين سبقوه قد أضعفهم التدخل الأكسومي واحتلال المساحة الغربية في الوقت الذي كانت فيه السفن التابعة للبطالمة تعبر البحر الأحمر إلى البحر العربي للسيطرة على الملاحة والموانئ اليمنية وكانت حضرموت تشكل الهم الأكبر لدولة سبأ كون مواجهة الغزاة قد يتقرر مصيره على الأرض أما تشعب الصراع بين القبائل وتمزيق الولاء في غايته يصب في نصرة المحتل ويطيل من ديمومته على الأرض.
وبالعودة إلى نقوش المعسال وما تم نشره من قبل الدكتور بافقيه وكذا المستشرق «روبان» سوف نحاول بقدر الإمكان تقديم صورة عن ذلك الوضع وعليه سوف ننتقل إلى نهاية العصر الثالث في عهد الملك شعرم أوتر ملك سبأ وذوريدان قد اجمع المختصون في قراءة النقوش بأن مرحلة تشعب الصراع الذي كان في نهاية القرن الثاني.. وبداية القرن الثالث ولدينا ثلاثة نقوش يمكن عن طريقها عرض الوضع في سبأ وحمير في عهد شعرم أوتر بن علهان نهفان ملك سبأ وذو ريدان وسوف نورد مقتطفات من النقش 635«لألبرت جام» والمقدم من ابكر ب / احرس اب كرب احرس حمدا لمعبوده المقه الذي اعاده سالماًمن حروب سنها/بن/ذيمنت/وبن/ذشامت/وبن/ذبحرم/ويبست/ أي حروب في الجنوب والشمال والبحر واليابسة« مختارات النقوش ص122222322»ثم يختزل النقش مساحة القتال مع الأحباش/وعدي/خلف/مدينة نجرن/وبعلي/ ضبات/احبشن/وذكون/كونهم/أي نحو مدخل مدينة نجران وحيث ما سيطر الأحباش على مدن وقرى لكهلان وبني أسد وال ثور من مملكة كنده وقحطان ،المهم في الأمر أن الاحباش قد هاجموا اليمن من الساحل الغربي بفعل تواطؤ من تلك القبائل آنفة الذكر، وفي نفس «جام136»مقدم من القيل قبطن/ أوكان/بن/جرت/قيل سمهرم إذ ينص النقش أن القيل خاض معركة في البحر واليابسة عدي/أرض/حبشت/بعبر/جدرت /ملك /واكسمن/ نحو/ارض/ الحبشة/جدرت/مملكة اكسوم/ويرى بافقيه أن هذه الواقعة كانت في البر الافريقي وورد في النقش أن شعرم اوت ملك سبأ وذي ريدان ارسل سفارة إلى النجاشي ملك اكسوم وكلف بذلك القيل قبطان أوكان ويضيف النقش أن حملة بقيادة بيجت بن النجاشي هاجم مدينة ظفار وتمكن من احتلالها لمدة ثلاثة أيام وقد تمكن أولاد ذي ريدان من اخراجهم وقتل اربعمائة فارس وبانسحاب الاحباش من المناطق المرتفعة لم يشر النقش إلى دحرهم بشكل كلي ومايجب الإشارة إليه هو أن النقش يشير إلى أن الملك شعرم أوتر هو من اعد الحملة وأمر بمهاجمة الاحباش وكذا ارسال السفارة.إلا أن الاحباش حينما هاجموا مدينة ظفار كان بداخلها/لعززم/يهنف/يهحمد/ملك/سبأ/ وذريدن /ثم يختتم النقش لرضو/مراهمو/ لرضاء سيده لحي عثت يرخم /ملك/سبأ/وذ /ريدن/ ومن الواضح أن الصراع الداخلي كان على وجه هكذا يختفي شعرم أوتر من مسرح الأحداث بصورة غامضة وهو ما يشير إلى أن الاختلال من الداخل أو اضطرابات بفعل الحملة قد حدث ما جعل الحي عثت ينصب نفسه ملكاً في ذمار وهكذا الأمر نفسه لعززم ما سبب في اختفاء الملك الشرعي «ص512612712»واعتلا لحي عثت وبنيه الشرح يحضب واخيه يبازل بين لعرش سباء وذو ريدان تمكنوا الاحباش من احتلال سمهرم ومدينة السوا أي السهل الساحلي والمعافر ووفقاً لمنطوق النقش للشرح يحضب نجد إن الاحباش شيدوا مستعمرات وسوف نتناول هذا النقش بمقال آخر لأهمية ذلك: وفي نقش ولنفس العهد نجد أن الاحباش قد تمكنوامن السيطرة على السواء مدينة المعافر وعلى جزء من تهامة واعتماد على ماورد في المضمون وهو أن الرجل قد تم أسره وسجنه في مدينة السواء عاصمة المعافر ولمدة سنتين ثم إن أولاده تمكنوا من إطلاق ابيهم عن طريق المفاوضات مع الاحباش أو المقايضة لعذر أورده النقش هو تعرضه لمرض الجدري في سجنه،في هذه المرحلة انكفا سبأ على لقب ملك سباء ونشاط أولاد ذو ريدان التوسعي على حساب سبأ ومع ظهور الشرح يحضب توقف زحف حمير على الخط 51من أرض مهاتف وردمان دون اجتياح مارب وتمكن الشرح يحضب من المؤاخاة بين قصري سلحين بمارب وقصر ريدان في حمير وهذه الإشارة تعتبر أول ذكر للعمل الوحدوي كما ورد في نقش الشرح يحضب ومن المعروف أن اسرة الشرح يحضب واخيه يازل بين ومن بعدهما نشا كرب يهامن يهرحب آخر الملوك للعصر الثالث.
واغلب الظن أنه كان ملكاً ضعيفاً تسبب في تفلت الدولة من اطرافها «راجع كتاب توحيد اليمن القديم أ،د محمد عبدالقادر بافقيه442 542642»
كرب إيل وتر يهنعم الملك الموحد
من خلال ما تقدم في توصيف وضع ما قبل الوحدة تخبرنا النقوش أن بداية عهده تلقب بملك سبأ اعتماداً على النقش المحفوظ في قبلة الجامع الكبير وهو من البرنز مكون من مصراعين أي فردتين لأحد أبواب قصر غمدان يعرف علمياً بكربوس رقم«1» اعيد نشره في كتاب مختارات من نقوش المسند والنقش مقدم من وهب عثت يفد وبنيهو رثد ثوان وهوف عثت ووهب أوام وسعد ثوان من ذو جدن
/و هبعثت/ يفد/ وب
نيهو/ رثد ثوان/ا
زاد/ وهوف عثت/ ي
شع/ ووهباوام/ي
رحب/ وسعدثوان/ب
نو/جدنم/شمو/م
صرعي/ فنوت/صر
تهمو/تفد/ بمق
م/مراهمو/ كربا
ل/وتر/ يهنعم/ مل
ك/سبا/بن/ وهب
يحز/ ملك/سبا/
و هبعثت يفد وبنيهو رثد ثوان
ازاد وهوف عثت يشع ووهب اوام
يحر وسعد ثون بنو جدن صنعوا
مصرعي قاعة الصرح بمقام
سيدهم كرب ال وتر يهنعم ملك
سبا بن وهب يحز ملك سبا
ومن خلال الوثائق المسندية التي تتحدث عن الصراع بين اليمن والأحباش وتكرار الحملات على حضرموت ولمرحلة عهدين ما يجعل الاعتقاد أن الأحباش قد خلقوا توتراً في المنطقة ساهم إلى حد كبير في تفكك المنطقة الشمالية ابتداءً من نجران وحتى أقصى نجد كما خبرت به نقوش شمر يهرعش ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت بن ياسر يهنعم.
إلا أن عهد ذمار على حسم أمر حضرموت من خلال حملتين الأولى كما قدمها نقش العزي «9المنشور في الثقافية» لم يسعفنا بالتعرف على اسم القائد لكسر في مقدمة النقش الذي قدم ذمار علي و ابنه ثاران يهنعم بلقب ملكي سبأ وذو ريدان
وفي نهاية النقش يقدم ذمار علي وابنه ثاران يهنعم ملكي سبأ وذو ريدان وحضرموت ومعنى ذلك أن يمنت قد اختل أمرها بفعل معاودة الأحباش لاحتلال يمنت أو جزء منها أما الحملة الكبيرة على حضرموت التي قادها القيل سعد تالب يتلف الذي عرض ألقابه يجعل التحليل الاستقرائي للنقش المقدم لمعبوده المقه بأنه كبير سبأ وذمار علي وابنه ثاران يهنعم باللقب الكبير ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت، وفي نقش لاحق في عهد ثاران يهنعم الذي أشار إلى قتال الأحباش في أرض سمهرم «تهامة» لعل ذلك النقش يرمز إلى نهاية الصراع مع الأحباش على الساحل الغربي لليمن إن لم يتم الكشف عن نقوش جديدة تتحدث غير ذلك أبي كرب اسعد الذي اعتنق دين سيدنا موسى شرحبيل يعفر ثم حسان بن أبي كرب اسعد ثم معد كرب ثم يوسف اسأر أثار الشهير بذي نواس الحميري صاحب محرقة المؤمنين من نصارى نجران كان ذلك في سنة 516م ثم الغزو الحبشي الأخير بقيادة ارياط 525م ثم ابرهه عزالي رماحس زب يمن بكسر الزاي ورفع الباء 535م ثم مرحلة التحرر بقيادة سيف من قبيلة ذي يزن بمساعدة الفرس بين 572و558م تقريباً ثم النفوذ الفارسي بقيادة باذان الذي حكم في الجاهلية وفي الإسلام.
اليمن في العصر الإسلامي
حينما صدح الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة دخل أهل اليمن في دين الله أفواجاً وحسن إسلامهم وبناءً على ما جاء في السيرة النبوية حينما أرسل باذان رسوله إلى المدينة المنورة قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه: إن اسلم ملكته على ما تحت يده وأمرته على الأبناء، أي يملكه صنعاء وبإسلام أهل اليمن انتقل أمر المن إلى مركز الدولة في المدينة المنورة فعين الرسول عمالاً من قبله على مخاليف اليمن وفقاً لنظامها الإداري جرير بن عبدالله البجلي على نجران وهالة بن أبي الطاهر على تهامة الاشاعرة وعك وعلى الجند سيدنا معاذ بن جبل وعلى صنعاء شهر بن باذان وعامر بن شهر من همدان وعلى مأرب أبو موسى الأشعري وعلى حضرموت عبدالله بن لبيد البياضي.
وقد استمر تعيين الولاة على اليمن في عهد الخلافة الراشدة ثم الدولة الأموية 45ه 132ه وفي سنة 120 برز رجل من الخوارج في حضرموت ولقب نفسه بطالب الحق ودانت له اليمن واتجه بحملته إلى مكة ثم المدينة ودانت له بالولاء ولم يدم عهده أكثر من عامين ثم تأتي تبعية اليمن للخلافة العباسية 231هجرية....
وفي 204ه ارسل محمد بن زياد الذي خطط مدينة زبيد وأسس دولة بني زياد سنة 265م تم تولية محمد بن أبي يعفر الحوالي الحميري في صنعاء، في سنة 285 تم استدعاء يحيى بن الحسين من المدينة المنورة إلى صعدة للصلح بين المتحاربين وبعد أن تم له ذلك أعلن نفسه إماماً للزيدية وتمكن من نشر المذهب في تلك النواحي ودخل آل يعفر بحروب معه ولم يتمكن من الوصول إلى صنعاء.
وفي سنة 292م برز رجل من جبال يافع هو علي بن الفضل من بلاد خنفر أدعى الزهد والصلاح وتجمع حوله حشد كبير ليباشر زحفه على المناطق واسقط الواحدة تلو الأخرى حتى اسقط صنعاء ثم زبيد واتخذ المذيخرة عاصمة له وحكم 31سنة حتى تم اغتياله من قبل آل يعفر لتعود زبيد لآل زياد وصنعاء لليعفريين ثم يعود الصراع بين الإمامة وآل يعفر تحت التبعية للخلافة العباسية.
وفي عهد الحسين بن سلامة مولى بني زياد خضعت اليمن لنفوذه وقد اشار ابن الديبع إلى أن هذا الرجل الصالح قد بنى سبلاً وحفر الآبار على طريق الحجاج من حضرموت إلى عدن ثم الجوءه والجند إلى صنعاء فصعدة إلى مكة ويقدر أن وفاته كانت سنة 410ه وفقاً للنقش التذكاري في جامع ذي يشرق شرق القريبة من مدينة القاعدة ويعتقد أن وفاته شكلت فراغاً سياسياً خضعت بعده اليمن إلى نظام المشيخ بلغت 21 مخلافاً كما أورده الدكتور السروري.
الدولة الصليحية 934-235ه
استطاع علي بن محمد الصليحي اسقاط المخاليف بعد حروب عديدة مع الإمام جعفر بن قاسم العياني في الشمال واغتيال نجاح في زبيد وهزيمة محمد بن عبدالله الكرندي المعافري في المعافر والتغلب على بني التبعي في محيط إب وبني الرعيني في المناطق الوسطى وبني معن في عدن ولحج واعبتره اليعبري بأنه موحد اليمن إلا أن السيدة أروى بنت أحمد التي حكمت اليمن بعد وفاة المكرم أحمد امتدت دعوتها حتى عمان وكانت وقاتها سنة 2351ه.
وفي عام 945ه كانت لدولة الخوارج بقيادة علي بن المهدي في زبيد الذي عاث في الأرض فساداً فجرد عليه علي بن حاتم حملة قادها من صنعاء تمكن من طرده من المناطق الجنوبية ليعود إلى زبيد.
الحملة الأيوبية بقيادة توران شاه سنة 965ه وهي الحملة التي أدخلت اليمن في مرحلة جديدة من الصراع بين المماليك والزعامات الوطنية ثم طغتكين بن أيوب الذي قدم بعده سنة 755ه الذي أخضع اليمن سهلها والجبل معاً ليستمر الصراع بين الحمزات والمماليك في الوقت الذي بلغ نفوذ الأيوبيين حتى مكة أثناء تولية الملك المسعود ابن أيوب وبموته في مكة كان قيام الدولة الرسولية.
الدولة الرسولية 826-558ه
من الثابت أن مؤسس الدولة هو عمر بن علي رسول والاعتقاد السائد أن علي بن رسول قدم مع أولاده وبعد الباحث ولأسباب منطقية تأكد أن عمر وموسى وأبوبكر وحسن هم من مواليد اليمن من أم يمنية وعلي بن يحيى العنسي هو ابن خالة عمر أو ابن اختها كما اورده الكبسي لذلك نشير إلى أن آل رسول حكموا اليمن عموماً وبلغ نفوذهم حتى مكة وفي عهد المظفر استمر امتداد النفوذ من الشحر حتى مكة، خرج رجل اسمه سالم بن إدريس الحبوضي عن الدولة الرسولية فمارس القرصنة على السفن التجارية في البحر وأسقط بعض حصون حضرموت فكتب إليه المظفر «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً» فرد عليه بقوله: هذا الرسول فأين العذاب» كما أورده الخزرجي في العقود اللؤلؤية ص281 -381 الجزء الأول» فجرد المظفر حملة عسكرية من البحر والبر وتم القبض عليه وحز رأسه وطافوا به في الشحر وعدن وتعز وصنعاء واستمرت التولية على الشحر في عهد الملوك الرسوليين أما عدن فكانت الخزانة لبني رسول حتى سقوط آخر ملك رسولي المؤيد فيها وكان خروج السلطة من أيديهم بعد حجز المؤيد في عدن سنة 658ه «اللطائف السنية ص761-861الكبسي».
الدولة الطاهرية 658-549ه
يشير ابن الديبع إلى أن الشيخ الطاهر بن معوضة بن تاج يكون جده الأعلى من آل عامر من رجال الضالع وقد اتخذوا من جبن عاصمة لهم كما اورده الشماحي ويروي أبن الديبع أن الملك يحيى بن اسماعيل الرسولي قد تزوج بنت الشيخ الطاهر «وقد اتفقت المصاهرة الكريمة بين السلطان الظاهر يحيى بن اسماعيل وبين الشيخ طاهر بن معوضة وتقدم الفقيه نور الدين علي وكيلاً للسلطان ص693قرة العيون» وهي المصاهرة التي تقلد فيها بنو طاهر المناصب القيادية كما يروي العبدلي وتلقب علي بن طاهر بالملك المجاهد وأخوه عامر بالملك الظافر اللذين استمرا بإخضاع البلاد متنقلين بين جبلة وتعز وعدن كما ارسلوا الآمراء من العبيد وعلى رأسهم جياش إلى الشحر وصنعاء التي كانت تحت نفوذ الإمام صلاح بن علي واستمرت الدولة الطاهرية حتى 329 في عهد عامر بن عبدالوهاب الذي قتل على إثر حملة مملوكية بقيادة حسين كردي وأوكل أمر قتال عامر إلى بربساي وخرجت اليمن من يد آل الطاهر لينتقل الحكم إلى الإمام شرف الدين وبقت عدن تحت نفوذ عامر بن الداؤود حتى سنة 549 وبقدوم طلائع الحملة التركية بقيادة سليمان باشا كان شنق عامر بن الداؤد على سارية السفينة التركية .
مرحلة الإمام مطهر بن شرف الدين 329-569ه
الحملة التركية الأولى 549ه
الدولة القاسمية 6001ه
الحملة التركية الثانية 9821ه
احتلال الانجليز لعدن 9381م
بعد انجاز بناء السفن البحرية لشواطئ حضرموت والاستطلاع لطبيعة السواحل اليمنية الشرقية قررت بريطانيا احتلال عدن بعد ان شهدت بعض التواجد الفرنسي على ساحل عدن تمكنت القوت البريطانية من احتلال عدن في شهر يناير 9381م وأحكمت قبضتها عليها ماعدا ذلك لم يكن لها سلطان عليها إلا أن القوات التركية في اليمن شكلت رادعاً أمام التطلعات البريطانية للتوسع ماجعلها تلجأ إلى عقد عدد من الاتفاقيات مع المشائخ واطلقت الالقاب الكبيرة عليهم مثل سلطان لحج، ففي نفس العام من الاحتلال عقدت اتفاقية مع شيخ العزبين العبدلية كان ذلك في 13 يناير وتلتها اتفاقية في شهر فبراير من نفس العام مع سلطان لحج محسن بن فضل بن محسن ومع سلاطين وامراء ابين والحواشب ويافع والوهط.. إلخ وعرفت تلك الاتفاقيات بمعاهدات الصداقة ومع ذلك كانت بريطانيا تسعى إلى سياسة التفرقة بين القبائل وهي المنجهية التي سارت عليها تحت شعار فرق تسد فقد عمقت الخلاف بين لحج وابين في 6481م ولكي تغدق على السلاطين بالهبات نجد على سبيل المثال عقد معاهدات حماية وسلام كالتي وقعت مع شيخ قبيلة العقارب عبدالله بن حيدرة بن مهدي عام 9681م كأول معاهدة حماية وذلك مقابل 00003 ألف ريال مارياتريزا ثم أكدتها معاهدة عام 8881م جاء فيها: باع شيخ العقارب لبريطانيا أيضاً بموجبها الأرض الكائنة بين قرية الحوة وعدن الصغرى «البريقة» وفي عام 2881م اشترت بريطانيا تحت عنوان حكومة عدن في سنة 2881م من السلطان فضل بن علي بن محسن العبدلي الشيخ عثمان بمبلغ خمسة وعشرين ألف ريال وبراتب شهري قدره ألف ومائة ريال كما تم عمل معاهدة بذلك وبتوقيع الطرفافين ومن الملاحظ ان الاستعمار يتلاعب بالمسميات تارة باسم بريطانيا وأخرى باسم حكومة عدن ومن المهم القول: ان بريطانيا لم تكتف بالمعاهدات السابق ذكرها بل لجأت إلى الإغراء بالمال لتعقد سلسلة من المعاهدات وهي على النحو التي
في 71 سبتمبر 9881م معاهدة مع شيخ العاطفي من الصبيحة
في 62سبتمبر 9881م معاهدة مع شيخ البرهمي من الصبيحة
في 61 يوليو 5981م معاهدة مع شيخ العلوي.
في 61 اغسطس 7981م معاهدة مع شيخ المخدومي من الصبيحة.
في 7 يناير 2091م معاهدة مع شيخ عرقه.
في سبعة ابريل 2091م معاهدة مع شيخ حوره.
في 11 مايو 3091م معاهدة مع شيخ ضبي يافع العليا في 3 يوليو 3091م معاهدة مع نقيب الموسطة يافع العليا.
في 62 سبتمبر 3091م معاهدة مع شيخ الحضرمي يافع العليا.
في 12 أكتوبر 3091 معاهدة مع سلطان يافع العليا.
في 82 ديسمبر 3091م معاهدة مع شيخ العوالق العليا.
في 41 ديسمبر 3091م معاهدة مع شيخ الصقالدة.
92ديسمبر 3091م معاهدة مع شريف بيحان.
في 81 مارس 4091م معاهدة مع سلطان العوالق.
في 82 نوفمبر 4091م معاهدة مع أمير الضالع.
في 32 نوفمبر 5091م معاهدة مع سلطان بالحاف الواحدي 2191معاهدة مع سلطان العواذل 2191، معاهدة مع شيخ دثينة الصبيحة معاهدة مع الشيخ العلوي 4191 معاهدة مع سلطان الحواشب وفي سبتمبر 4191م معاهدة مع شيخ قطيب وفي يونيو 5191م معاهدة مع سلطان الكثيري ونختتم سلسلة معاهدة الاستعمار مع جوقة المشيخية بتلك المعاهدة التي وقعت مع السلطان علي عبدالكريم فضل سلطان لحج في عام 2591م وهو عام المفارقات بين ثورة مصر الساعية للجلاء وبين الحبيب الذي يعمق قربه في لحج أسرعت إثرها بريطانيا إلى تنفيذ مخططها الجديد «الاتحاد الفيدرالي» وقام حاكم عدن السير هيكنبو توم باستدعاء سلاطين وأمراء الجنوب ومشايخه إليه في عام 4591م ثم ترك المشروع مجمد لمدة سنتين وفي عام 6591 عاد الاستعمار مرة أخرى بتنفيذ المشروع بعدن وقام ببعض التعديلات الشكلية إلا أنه وضع على الرف مرة أخرى.
الحركة الوطنية في الجنوب
في عام 6591تكون المؤتمر الوطني 8591 الاتحاد الشعبي وفي عام 9591 تكون الاتحاد القومي ثم التجمع القومي وفي عام 0691، و1691 تكون تجمع الهيئات الوطنية الشعبية ولكن كان مصير تلك التجمعات هو الفشل.
إن التاريخ سجل في صفحاته الشخصية الثانية في توحيد اليمن بعد ظروف شاقة مرت بها اليمن منذ قيام الثورة في 62 سبتمبر 2691م والتي مع بزوغ فجرها دخلت اليمن مرحلة تاريخية جديدة لنوع النظام ومضمونه رفد الشعب اليمني الثورة بالمتطوعين لحمايتها من عدن والبيضاء ولودر وحجة وحضرموت وتعز ومن جميع المناطق اليمنية من فئات الشعب لاسيما والأذرع الخارجية قد امتدت لإجهاض الثورة.. ووأدها صاحب ذلك انقسام فئوي بين مؤيد ومعارض ونزفت اليمن دماًء لقتال الملكية ومن التف حولها وكان للأشقاء المصريين برئاسة الزعيم جمال عبدالناصر دور رئيسي في الدفاع عن الثورة تمكنت اليمن من الانتصار للثورة والجمهورية بعد تضحيات جسام وعلى الجانب الآخر كان الدفع بالنضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني وفي 41 أكتوبر انطلقت أول طلقة نارية ضد المستعمر ليتحقق النصر بعدها بخروج المستعمر البريطاني في 03 نوفمبر 7691 ومن دون شك كان الأخ الرئيس واحداً من أولئك الذين دافعوا عن الثورة واستبسلوا في حماية الجمهورية خصوصاً بعد انسحاب القوات المصرية من اليمن وإقصاء المشير عبدالله السلال من السلطة مما شكل احتقاناً في الداخل وتزايد ضغط قوات الرجعية على المناطق المرتفعة وحققت قوات الرجعية تقدماً نحو صنعاء بغية اسقاطها وعلى مداخل صنعاء سجل الجيش الجمهوري بمساندة القوات الشعبية أروع الملاحم التاريخية لتندحر الملكية إلى الأبد، إلا أن الاحتقان الداخلي وتحت مسميات مختلفة دفع بمواجهات داخلية عرفت ب «أحداث أغسطس».
إن الأحداث التي عصفت بالبلاد سواء في الشمال ام الجنوب كانت أقوى من قدرات اليمن عموماً، السياسية والاقتصادية والأمنية على مواجهة الاضطرابات الداخلية خصوصاً والتأمر الخارجي على أشده كما أن اليمن محاطة بالقواعد العسكرية الشرقية والغربية في وقت كانت الأساطيل الأمريكية والروسية جاثمة على باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي إلى جانب القواعد البرية هنا وهناك وكان الاقتراب من كرسي الرئاسة محفوفاً بالمخاطر وزمن البقاء فيه غير مقدر وفي هذا الظرف برز رجل من أوساط القيادات العسكرية العليا مشهودا له بالحنكة والشجاعة والإقدام جعل مصلحة اليمن فوق كل اعتبار وقدم نفسه إلى مجلس الشعب التأسيسي مرشحاً نفسه لمنصب الرئاسة وكان التصويت عليه بالإجماع في 71/7/8791م لرئاسة الجمهورية، وبعد انتخابه وجد نفسه أمام مسئولية جسيمة، فاليمن مشطور وضع اقتصادي مهلهل والوضع الاجتماعي معقد والسياسي أكثر تعقيداً لينطلق من نقطة الصفر إلى الأمام وفي العام الأول من توليه الحكم كان الهم الأكبر ترتيب الوضع الداخلي مع السير نحو الوحدة باعتبارها هدفاً من أهداف الثورة ولينتقل مشروع الوحدة اليمنية من استكمال المنطلقات النظرية إلى الجدية العملية رغم صعوبة الوضع الداخلي وفي عهده وجدت الأحزاب متنفساً سمح بالحوار وطرح وجهات النظر في مناخ يبشر بالأمن والاستقرار بعد سنين مضنية من التوتر على الحدود توج ذلك بالتقاء الأخوين الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس عبدالفتاح اسماعيل الذي كان رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك في قمة الكويت في شهر مارس 9791م بالاقتراب من تحقيق هدف الوحدة، تلا ذلك انضمام عناصر الجبهة إلى الصف الوطني ليسير مشروع توحيد اليمن بخط متوازٍ ففي عام 1891م تم انجاز دستور الوحدة مع تحقيق المشاريع التنموية الكبرى لتأمين الموارد الثابتة للبلاد منها التنقيب عن البترول والنهوض بالمشروع الزراعي وإعادة بناء سد مأرب التاريخي حيث كان قد تقرر وفق العقود المبرمة مع الشركة التركية «ديغوش» لافتتاح مشروع السد في أعياد 62 سبتمبر 6891م وقبل الافتتاح بشهر واحد كان التوفيق من الله ثم صلاح النية للزعيمين الوطنيين فخامة الأخ علي عبدالله صالح ورئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمة الله) حيث جاد غيث الرحمن بماء منهمر على اليمن وعلى مساقط السد خاصة ليصل الماء بالسد لأعلى ارتفاع ليخاطب السد الأخوين على وزايد: إن الله لايضيع أجر المحسنين، وفي نفس العام تم افتتاح حقل صافر كأول حقل نفط في اليمن في محافظة مأرب عمت البشرى بعد يأس خفيف في الوقت الذي كان قد اتخذ الرئيس القائد توسيع النشاط الإداري للمديريات ورفدها بالكوادر الشابة المؤهلة وتوالت المنجزات مع مواكبة التحديث للقوات المسلحة والأمن وعلى الخط الاستراتيجي لتحقيق الوحدة نشطت لجان الوحدة بحركة مكوكية بين الشطرين ليتوج بلقاء عدن التاريخي في 30/11/1989م الذي تم فيه إعلان دستور الوحدة وكان صبيحة يوم 22 مايو 1990م هو اليوم العظيم لتوحيد اليمن ورفع علم الجمهورية اليمنية.
* مدير آثار تعز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.