الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    نهضة بركان إلى نهائي الكونفيدرالية بعد انسحاب اتحاد العاصمة    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في استراتيجية بناء الدولة السبئية
الرحبة وصنعاء

صنعاء مدينة سبئية بكل ماتحمله هذه العبارة من معنى فقد أمر باختطاطها ملك سبئي ووطن فيها عند بنائها بعضاً من قبيلتي سبأ وفيشان ، وكان ذلك في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي بعد قرون طويلة من قيام المدن السبئية الرئيسية الأخرى مثل مارب وصرواح.. ولكي نفهم الظروف التي أقيمت فيها هذه المدنية العريقة والأدوار التي اضطلعت بها بعد أن قامت حتى أصبحت عاصمة ثانية لسبأ فينبغي أن نعود إلى الوراء نتتبع تطور الدولة السبئية قبل وبعد ظهور صنعاء.
1 الاستيطان
وعلينا تمهيداً لذلك أن نتناول سياسة الاستيطان التي اتبعها السبئيون في مناطق مختلفة نجد اليمن والجوف (R.3945) في أراض كانت من قبل تابعة لقبائل أخرى بعضها كان قد اتخذ شكل المملكة فاستولوا على المدن استيلاءً بعد طرد أهلها منها أو أدخلوا على تركيبتها السكانية تعديلات تجعلهم قادرين على تحقيق الهدف الذي كانوا يسعون إليه والذي هو توسيع رقعة دولتهم وتثبيت أركانها وتأمين حدودها.
ولم يخرج الهدف من بناء صنعاء في المكان الذي ينيت فيه عن جوهر أهداف تلك السياسة الثابتة ، فقد أقيمت في بقعة تكاد تكون مأذنية صرفة «1» بل وإلى جوار «شعوب» حاضرة مأذن وعلى مشارف الرحبة التي اقترن اسمها بعد ذلك بصنعاء في النقوش وارتبط مصيرها بها ثم انتهت بأن نسبيت إليها فقيل «رحبة صنعاء».
والرحبة ، كما هو معروف ، قاع من قيعان نجد اليمن الواسعة التي عددها الهمداني في الصفة حين قال: «ثم البون ، هو أوسع قيعان نجد اليمن هو وحقل قاع جهران والرحبة وحقل شرعة وحقل كتاب وقاع الجند وحقل صعدة». - (2)
وقد حرص السبئيون على استيعاب تلك القيعان والحقول واحتوائها خاصة تلك التي تقع منها في الجزء الشمالي من نجد اليمن ، واتبعوا لتحقيق ذلك استراتيجية ثابتة تتمثل في احاطتها من اقطارها بالمراكز الحصينة المتقدمة التي وطن فيها سبئيون وفيشانيون.
ولعل اقدم تلك المراكز السبئية المتقدة هي مدينة صرواح اقدم المدن السبئية في الهضبة أو المنخفضات ، وفي منطقة خولان «العالية» التي ارتبط تاريخها المعروف بالسبئيين باستمرار.
ولدينا نقشان من صرواح نرى فيهما مايؤكد هذا الذي نقوله بشأن تلك السياسة السبئية.. أولهما وهو (C.601) الذي يتحدث عن توطين سبأ ويهبلح في المدينة في وقت ما من المرحلة العتيقة التي نسميها نحن فترة ملوك سبأ والممتدة من البلدايات حتى لحظة تحول اللقب الملكي إلى «ملك سبأ وذي ريدان».
وثانيهما وهو (R.3951) الذي يتحدث عن تحرك المقاتلين من صرواح لغرض الهيمنة السبئية في مناطق من نجد اليمن هي في النقش : الرحبة والكأبة «كبتن» والمعللات «معللتين» واسمدن.
والرحبة ينبغي أن تكون رحبة صنعاء قبل قيام صنعاء لارحبة أذنه ، والكأبة سنعود إليها ، أما المعللات فالأرجح أنها التي أصبحت تعرف ، في النقوش اللاحقة «المعسال 3» وحتى أيام الهمداني ، بالمعلل «3» ، وتبقى «اسمدان» مستعصية على التعريف.
هذا ويعد نقش النصر (R 3945) لكرب إل وتر بن ذمار على الملك ، المكرب خير مايصور السياسة السبئية التي نحن بصددها ، وهو يعد من نقوش معبد المقة بصرواح..
من ذلك النقش نلمس أن الجوف كان يعج بممالك صغيرة يهمنا منها مملكة نشان وهي مدينة تعرف خرائبها اليوم بالسوداء.
ونشان هذه التي يصف النقش حملة كرب ال عليها تاديباً لها حين تمردت عليه مرتين ، كان يحكمها على ذلك العهد ملك اسمه سمه يفع تمتد ممتلكاته إلى مناطق تقع في الغرب من موضع صنعاء منها دورم في وادي ضهر ومدينة شبام «كوكبان» وكان ملوك سبأ قد منحوا ملوك نشان من قبل أراضي ومصادر مياه لعلها كانت في الجوف فاستردها كرب إل واستولى على مدنهم بما فيها شبام .. الخ.
ومن الربط في النقش بين نشان ونشق التي لم يذكر لها ملك نفترض أن نشق كانت هي الأخرى من المدن التابعة لذلك الملك.
وكان آخر ما اتخذه كرب ال في حق المدينتين هو :
أن تجنب حرق نشان وكان قد أحرق مدناً نشانية كثيرة واكتفى بإزالة سورها ثم فرض على سمه يفع أن يقبل بإقامة سبئيين فيها وأن يبني بوسطها معبداً لا لمقة المعبود الوثني السبئي..
أما نشق فقد استولى عليها غنيمة لالمقة ولسبأ فظلت من يومها مدينة سبئية يتكرر ذكرها في النقوش كأحد المواقع الهامة لسبأ إلى جانب صنعاء مأرب «جام 577 مثلاً و665».
ولقد كان لسبأ مدينة تسمى «كتبن» «الكابة؟» سبقت الاشارة إليها عند الكلام عن صرواح لايعرف أحد على وجه التحديد اين كانت تقع ، وهناك نقش معين من مارب «جام 550» خطة أحد أعيان سبأ اثر عودته من تلك المدينة بعد أن اقام بها عاقباً «والياً» على سبأ والقبائل الأخرى في منطقتها طيلة الأعوام التي استغرقتها حرب كانت تدور بين سبأ وقتبان.
وكان عليه اثناء وجوده بها أن يجمع المقاتلين ويرسلهم إلى المدينة «تهرجب» التي يعتقد أنه يقصد بها مارب ذاتها..
هذا وإذا عدنا إلى نقش النصر نجد أن كرب ال ، الذي شملت أعماله العسكرية مناطق تترامى بين نجران والمدن الساحلية على البحر العربي وبين السوط في الهضبة الحضرمية «الجول» والمعافر «الحجرية» ، لم يتعرض لأي من قيعان نجد اليمن ، وهو مالايمكن تفسيره إلا بأن تلك المناطق وأهلها وأي حكام محليين لهم كانوا على وئام مع الدولة السبئية.
ولعل ما يؤكد ذلك أن ملك سمعي إلى الشمال من الرحبة ، كان واسلافه على علاقة ود بملوك سبأ وبكرب آل بالذات ، وكانوا يتلفون الاقطاعيات من سبأ (C.37) «3» المدن البكيلية.
وفي وقت من الفترة العتيقة ذاتها ، وربما بعد كرب إل ، قام السبئيون بحملة استيطان أخرى ترتب عليها انتشار ما سمي وقتها بارباع بكيل ! في خط يضم ثلاثا ، من المدن على الأقل ، تقع في خط مواز لخط تقسيم المياه في السراء ، وغير بعيد من الرحبة ، وهي مدن : ريده وعمران وشبام «كوكبان».
ولابد أن ذلك قد أكمل احكام تطويق قيعان الهضبة كما ذكرنا وبه استقرت حدود الدولة السبئية من صعدة إلى الأطراف الجنوبية لقاع جهران شمال نقيل سماره ، ومن مارب إلى خط المدن الكيلية المذكورة.
وهكذا فإنه يمكن القول إن قيعان نجد اليمن ومنها الرحبة نعمت بالاستقرار في ظل ما يمكن تسميته بالسلام السبئي طيلة الفترة العتيقة وهي فترة ازدهار اقتصادي رائع الصيت وكانت تلك القيعان مقسمة بين شعوبها «قبائلها» الأصلية التي انتشر بين زعمائها أو حكامها المحليين لقب القيل ، فكانت أرضها عبارة عن مقولات تتمتع بالاستقلال الداخلي ضمن صيغة اتحادية يجمعها الولاء لملوك سبأ مما بيناه في أبحاث كثيرة سابقة «5».
ولم يكن ذلك ليمنع أعيان سبأ وأثرياءها من تملك الأراضي الزراعية هنا وهناك وخاصة حول المدن التي استطونها السبئيون والتي يمكن وصفها بأنها مدن ملكية ، وتتجلى سياسة الاستصلاح والاستثمار السبئية في عدد من النقوش لعل اقدمها هو «جام «555» الذي يتحدث صاحبه عن أراضيه في نشق وجهران وأراضي الشعبين مهأنف وبيرين.
سبأ وذو ريدان
لقد كانت الفترة العتيقة فترة ازدهار للتجارة العربية حتى جاء وقت قال فيه أجاثر خيدس «الربع الأخير من القرن الثاني قبل الميلاد».
وليس هناك من الأمم من هو أغنى من السبئيين والجراهائيين «لعلهم الهجريون» الذين كانوا وكلاء كل شيء يقع تحت اسم النقل بين آسيا وأوروبا ، فإنهم هم الذين جعلوا سوريا البطالسة غنية بالذهب ، وهم الذين سهلوا للفينيقيين سبل التجارة المربحة «6» .
وكان الاقبال على اللبان بالذات وغيره من المواد العطرية اليمنية ، في فأجاء حوض البحر الأبيض المتوسط قد زاد منذ ايام الاسكندر المقدوني على الأقل ودفع الحضارمة آخر الأمر إلى العناية بمناطقة اللبان الشرقية فيما كان يسمى بالساكل «سأكلن» الذي يعرف اليوم باسم ظفار ويقع في سلطنة عمان ، فأقاموا فيه ميناء خاصاً اسمه «سمهر» تنقل منه حاصلات المنطقة بحراً إلى قنا.
وفي أواخر القرن الثاني قبل الميلاد وهو الوقت الذي كتب فيه أجاثر خيدس ماكتب اكتشف البطالسة في مصر سر استخدام الرياح الموسمية وباتت سفنهم تقوم بالإبحار رأساً إلى الهند وأنما بأعداد صغيرة.
على أن هذا أدى مع الوقت إلى الاستغناء عن التوقف بميناء عدن الذي كان من قبل ملتقى السفن القادمة من مصر والهند وفيه يحدث التبادل في سلع الجانبين «الطراف فقرة 26».
ولكن ميناء آخر على البحر الأحمر اسمه في المصادر الكلاسيكية الأجنبية موزا ، لعله موزع ، قام أو اشتد نشاطه في ذلك الوقت ، وكان يحتكر التجارة مع بلاد الزنج «شرق افريقيا جنوب رأس حافون» وتقصده السفن الاجنبية للتزود فيه ببعض المواد العطرية التي قد يكون بعضها من منشأ افريقي.
في نحو ذلك الوقت قامت وازدهرت اذوائية بني ذي ريدان الحميريين «7» اصحاب القصر ريدان في ظفار ،إلى الشرق من يريم ، واكتسبت من الأسباب مامكنها من السيطرة على التجارة في موزا وعلى المعافر.
هنالك واجه السبئيون تحدياً لاستراتيجيتهم القاضية دوماً بعدم السماح بقيام وضع في ذلك الركن يهدد أمن دولتهم التي بنوها بصبر ومثابرة عبر القرون وخاضوا في سبيلها المعارك مع أوسان ثم قتبان حين تعاظم نفوذهما في ذلك المكان بالذات ، وكل مانعرفه انهم لم يلبثوا أن فرضوا سيطرتهم على بني ذي ريدان كما يدل على ذلك اتخاذ ملوكهم لما يسمى باللقب المزدوج «ملك سبأ وذي ريدان» عنوان المرحلة التالية في التاريخ السبئي بل وإلى حد ما التاريخ اليمني على اطلاقه ، وكان ذلك أغلب الظن في اعقاب الغزوة الرومانية الفاشلة عام 24 ق.م.
ونعلم من نقوش وقعت عليها البعثة الأثرية الفرنسية قبل اعوام قليلة في جبل اللوذ ، عند مخرج طريق البخور من الجوف نحو نجران وشمال الجزيرة ، أن أوائل الملوك السبئيين الذين اتخذوا ذلك اللقب كانوا يسيطرون على كامل الرقعة الممتدة من هناك حتى بلاد أو مخلاف مقري غربي المنطقة التي تقوم فيها ذمار ويتحكمون بذلك كما كانوا يتحكمون دائماً في مخارج الطرق التجارية نحو الشمال.
وهذا يدل في نفس الوقت على أن الاستقرار القديم في قيعان النجد ومنها الرحبة بقي على ما هو عليه بعد حدوث التحولات المذكورة في الركن الجنوبي الغربي.
«1» اختطاط صنعاء.
ثم بعد حين ، وفي منتصف القرن الأول أو بعده تقديراً ،قامت صنعاء مدينة تتقاسمها سبأ وفيشان ، اقامها ملك اسمه هلك أمر بن كرب آل وتر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان (GL .A 542) .
فما الذي أحوج السبئيين ، بعد كل تلك القرون ، إلى فرض وجودهم الحسي في هذه البقعة الآمنة إلى جوار «شعوب» حاضرة مأذن ؟
إن الاستيطان السبئي حين كان يتم فيما سبق في أراضي قبائل أخرى إنما كان يتم عادة على حساب تلك القبائل نتيجة احساس بخطر على مصالح الدولة السبئية أو مقدمة لفرض هيمنتها على مناطق جديدة.
ولكنهم اختاروا طريقاً آخر في هذه المرة إذ ابقوا على شعوب حاضرة مقولة بنى مأذن التي ظلت موالية لهم كما يظهر من النقوش في الفترة اللاحقة واقاموا صنعاء في مكان حصين إلى جوارها ، فما هي الملابسات التي حتمت وجوداً سبئياً في ذلك المكان وذلك الزمان ؟ وجود هو اشبه بالمدد.
ربما وجدنا الجواب على هذه التساؤلات في الاحداث التي تداعت بعد قيام صنعاء ووجود سبئيين على مشارف الرحبة ، ففي عهد لاحق غير بعيد هو عهد كرب ال بين ملك سبأ وذي ريدان بن ذمار على ذرح نجد سبأ في صدام مع حضرموت في الجوف «جام 643 + 643مكرر» .
ثم نلاحظ أنه رغم الهزيمة النكراء التي منى بها الحضارمة في تلك المعركة إلا أن المصائب توالت على سبأ بعد ذلك ، فلم يلبث أن ثارت شعوب «قبائل» بني ذي ريدان الحميريين في العهد التالي مباشرة وهو عهد يهقم بن دمار علي ذرح ملك سبأ وذي ريدان وجعلته يخوض بنفسه حرباً بلغت انحاء يافع «روبان برون بني بكرا» وبالمقابل فإن قبيلة شداد ، الموالية أو التابعة لبني ذي ريدان ، استولت في احدى المراحل على القصر سلحين بمارب فيما كان الملك موجوداً بصنعاء ، وقام بطردهم منه ومطاردتهم قيل غيمان وقبيلته بأمر من الملك «عام 644».
«2» المواجهة
ولم يلبث أن استولى بنوذي ريدان على قاع جهران والمناطق المجاورة على جانبيه ، وعندها اتخذوا اللقب المزدوج من جانبهم (C.40) وكانوا محقين في اتخاذه ، وذلك لأنهم اصبحوا يحكمون جزءاً من أراضي سبأ إلى جانب أراضيهم الأصلية التي يرمز إليها في اللقب بذي ريدان «8».
حدث ذلك أواخر القرن الأول ، أوائل القرن الثاني وادى إلى سقوط الأسرة المالكة السبئية التقليدية «9» وبدأ في الجزء المتبقي من سبأ حكم ملوك من الأسر القيلية في النصف الشمالي من نجد اليمن ، خاصة : من جُرة اصحاب نعض عند جبل كنن جنوب شرق صنعاء ، ومنهم بل أول الجميع نشأ كرب يهأمن يهرحب الأول الذي تخلى عن اللقب المزدوج (C.573) مثلاً ومن بني مراثد وذي كبير اقيان أصحاب عمران وشبام «كوكبان» ومنهم ومن أهمهم إلى شرح يحصب الأول «جام 568» الذي يجعله النساب والاخباريون ابناء للصوار ومن غيمان القريبة من صنعاء ، ومنهم اغر يهأ من على الاقل «جام 562» ومن يتع وهمدان أصحاب ناعط وحاز ، ومنهم يريم ايمن «جام 565» وكلهم كما لا يفوتنا أن نلاحظ من الذين تحيط ديارهم بالرحبة وبصنعاء «10».
وأصبحت الرحبة صنعاء ، بعد وصول بني ذي ريدان إلى قاع جهران ، هي الخطوط الأمامية لدولة سبأ أما ما تبقى منها في مواجهة بني ذي ريدان ، بفصل بينهما نقيل يسلح ونقيل آخر مجاور اسمه «يجران» تكرر ذكرهما في النقوش السبئية «جام 557» والحميرية «المعال 3» على السواء في سياقات تتصل بالمعارك بين الجانبين.
وطيلة قرنين هما الثاني والثالث ، ظلت الحرب تدور سجالاً بين ملوك سبأ الجدد الرافضين للحكم الريداني والملوك الجدد من بني ذي ريدان ، وظلت حضرموت طرفاً ثابتاً فيها لاعتبارات تتعلق بها وأن تقلبت مواقفها ، وأصبحت الحرب في احدى المراحل حرباً شاملة كما يقول نقش ليريم ايمن وهو قبل ((C.315))
كانت حمير قد أصبحت حينها الدولة الأولى في بلاد العرب «الطراق فقرة 23» وميناؤها «موزا موزع» على البحر الأحمر أنشط المواني «الطواف 21 24» إذ يبلغ نشاطه اضعاف نشاط الميناء الاكسوي ، المنافس أدوليس عدولي «فقرة 6» وقد ساعد ذلك الحميريين على مواصلة الضغط على سبأ حتى اضطرت إلى التحالف مع حضرموت في الشرق واكسوم عبر البحر في الغرب.
وازداد الموقف تعقيداً بدخول الاحباش طرفاً في النزاع إذ تمكنوا من الانتشار في تهامة طيلة القرن الثالث حتى أصبحوا يسيطرون على البرين العربي والافريقي في النصف الجنوبي من البحر الأحمر.
وعندها أصبحت اكسوم احدى دول العالم الكبرى في ذلك القرن كما يقول ماني الفارسي .
«3» صنعاء والرحبة والنقوش
وهكذا على مدار القرنين الثاني والثالث تردد اسم صنعاء والرحبة في النقوش مقترنين في كثير من الأحوال.
ففي منتصف القرن الثاني وسبأ تخوض حرباً ضد تالف حضرمي قتباني يضم اطرافاً أخرى صغيرة «جام 629» رابط في الرحبة كل اقيال حاشد وحملان ويرسم ومعهم قيل بكيل ريده بل وقيل لذمري التي كانت تتبع احياناً بني جره وذلك تحسباً من مفاجآت من الجانب الحميري ، كما رابط في نفس الوقت قيل الجراف «المجاورة لصنعاء » في صنعاء ذاتها ، ولم يرد حينها ذكر لغمدان.
كما ذكر نقش قتباني (ClAS47.28/02) هي نفس المرحلة قيام آخر ملوك قتبان واسمه «نبط» بالانتقال من مدينة «ذات غيل» إلى الرحبة للقاء ملك سبأ ثم إلى أرض حمير ، فهل لذلك من علاقة بالصلح الذي تم بعد الحرب الشاملة.
وفي القرن الثالث تكرر تردادٍ الملكين إلى شرح يحضب الثاني وأخيه يازل بين على مدينة صنعاء والرحبة وكانا يحرصان على تأكيد ذلك في نقوشهما التي يكثر فيها ذكر غمدان كما سنرى.
وكان إلى شرح يقود المقاتلين منطلقاً من صنعاء إلى أرض حمير وإلى السراة حيث انتشرت عصابات الاحباش وكثرت تحرشات العشائر البدوية بالسبئيين بدفع حبشي ( جام 576 +577 و 954 +314C» .
ويذكر نقش حميري فريد «المعسال 3» هجوماً حميرياً على أرض مهدم والمعلل في الغرب من صنعاء وغارة على عدد من القرى في الرحبة كبيت سخم وبيت نحيم اللذين لم يتخلف لهما اثر في المصادر الإسلامية.
«4» غمدان في النقوش
ويأتي أول ذكر لغمدان القصر الملكي بصنعاء في نقش لشعر اوتر الملك السبئي الكبير قبل اتخاذه اللقب المزدوج ، جاء ذلك في عبارة :
«شعر اوتر ملك سبأ والبيت سلحين وغمدان واتباعه «ادمهو» سبأ وفيشان».
«نامي : نقوش عربية جنوبية12»
وهذا يذكرنا بما قاله الهمداني بشأن بناء غمدان فهو يقول «إن الذي بنى غمدان إلى شرح يحضب وأن شعرواتر هو الذي أوصل بنيان القصور واحاط صنعاء بحائط» الأكليل 8/4 19».
والهمداني هو أيضاً الذي قال في مناسبة أخرى أن هناك من ينسب بناء غمدان إلى ابن لالي شرح يحضب يختلف الرواة في اسمه فمنهم من يجعله عمر وينار وينعته بذي غمدان ومنهم من يقول أن اسمه هو وتار «الاكليل 2/102» ونحن نعرف أن الي شرح يحضب الأول «ابن الصوار»له ابن اسمه وتار حكم بعده «جام 601 مثلاً» وإلى شرح يحضب الأول هو الذي قابل التحدي الريداني بالرجوع إلى اللقب المزدوج .
وليس هناك ما يمنع من أن يكون ماقاله الهمداني له أساس من واقع مذكور في نقوش كانت معروفة على أيامه ولم تصل إلينا بعد.
والمهم في كل الأحوال هو أن قيام غمدان في صنعاء معناة انها أصبحت عاصمة ثانية ، وهذه في تقديرنا حالة نادرة أو فريدة في التاريخ اليمني القديم أملتها الظروف التي اقتضت وجود الملوك في صنعاء والرحبة لفترات طويلة ، وقد رأيناهم يترددون عليها أيام يهاقم «جام 644» ابان احتلال سلحين وايام رب ال وتر يهنعم بن وهب ال يحور الذي أوكل أمر سلحين في احدى الفترات إلى قيل غيمان فوصف القيل المذكور اسرته بني غيمان بانهم أصحاب القصر سلحين «ابعل بيتن سلحن» «جام 564».
ونحن نعرف أن القصر بالنسبة إلى الملك في عاصمته كما هو ايضاً بالنسبة إلى القيل في حره مقولته هو مركز السلطة ورمزها ، ولدينا في هذا الصدد نص ممتع لاحد اقيال ردمان هو لحيعه يرخم بن وهب ال يحوز «ام 2867» فقد جاء فيه قوله «واشبعهو اشعب بقلن وحرج بن بيتهو هران» أي وقبائلهم تلك القبائل التي يتقيل عليها ويحكمها من قصر هم هران وقد يجمع القيل بين قصرين حين يجمع بين قيالة مقولتين مثلاً كما حدث في احوال كثيرة منها حالة الاقيال الير يتيني في القرن الرابع حين كان لهم القصر «يزأن» في عبدان والقصر يحضر في حلزوم «نقش عبدان الكبير».
ولكن هذا الجمع بن القصور كان على مايبدو من نتائج الظروف المضطربة التي رافقت الحروب الضارية وتقلب التحالفات ، فهو تطور لاحق ادخل على القاعدة التي تقضي بوحدة المقولة كما تقضي بوحدة المملكة ووحدة السلطة ومن ثم وحدة القصر الرمز.
ولعل عبارة ، البيت غمدان «بصيغة المفرد في نقش شعر أوتر المتقدم ذكره هي من قبيل تأكيد وحدة السلطة واعتبار القصرين بمثابة القصر الواحد وان غمدان ليس إلا امتداد لسلحين في صنعاء ، ولا غرابة في ذلك فقد دأبت النقوش على اللجوء إلى اساليب رمزية في التعبير لتأكيد الوحدة في جوانب أخرى فنراها تصف احياناً شعبين «قبيلتين» بأنهما قبيلة واحدة كما في حالة ردمان وخولان قبيلتي بني معاهر وذي خولان وحالة ضيفتين وومشرقن قبيلتي اليزنيين حين اصبحوا ذواء يزن ويلغب مثلاً الخ.
وأنه لمن قبيل الرمز بلا شك ماجاء في نقش «الارياني 90» عن وصف التحالف العابر الذي تم بين الأخوين إلى شرح ويازل من جهة وشمهر يحهمد من الجهة الأخرى ، فقد وصف ذلك الاتفاق بين الجانبين السبئي والحميري بأنه تآخ بينهما «وحشك» واتحاد حميم بين سلحين وريدان.
ونحن نميل إلى الاعتقاد بن قيام نظام سبأ وذي ريدان الذي يرمز إليه اللقب المزدوج انما تم منذ البداية على اساس حلف أو اتحاد من هذا القبيل ، ولعله عند ذلك اتخذ الرمز المونجرامي الشهير الذي يشبه نخلة زخرفية ، والذي زينت به العملات المضروبة باسم القصر ريدان كما زينت به نقوش بني ذي ريدان واقيالهم مثل نقش بيت ضبعان «الارياني40» فهذا الرمز مهما كانت مكوناته انما يرمز إلى سبأ وحمير معاً ، ومن ثم ينبغي أن يشير إلى القصرين سلحين وريدان.
وقد يؤكد ذلك وروده فيما يمكن اعتباره خاتم التبابعة الذي ختمت به نقوش بعد ضم حضرموت ، فهو يتكون من ثلاثة مونجرامات متعاقبة أولها الذي يجمع حروف كلمة «بحلف» والثاني هو هذا الرمز الشبيه بالنخلة وثالثها هو المونجرام لكلمة شقر «شقير» اسم القصر الملكي في شبوة ومقر الملوك بها «الارياني 13» فالخاتم انما يقول «بحلف سبأ وحمير وحضرموت » كناية عن الطبيعة الاتحادية لدولة التبابعة ، والاتحاد بعده وسمه الحكم في اليمن القديم «11» ومع أن كل ماتقدم انما يؤكد هامشية غمدان كرمز للسلطة إلا أن القصر كان ايام الأخوين إلي شرح ويازل موضع اضطريهما لكثرة ما اضطرتهما ظروف الحرب في المرتفعات وفي انحاء السراة وتهامة إلى الانطلاق منه والعودة إليه فهما يذكران في أهم نقوشهما المعروفة عودتهما من الحروب إلى سلحين وغندان ، بالنون ، والمحرمين ومأرب وصنعاء ونشق وكل مقاولهم أي مقولاتهم «ام 576 +577».
بل أنه حين سحق الملكان ثورة أو تمرداً أو انقلاباً داخلياً قام به القيل فهران أوكن فقد وصفه احد اتباعهما استعادتها لزمام الأمور بعبارة:
«ستوفين ملك ونبتت واتوت مرأ يهمو إلى شرح يحضب واخيه يازل بين ملكي سبأ وذي ريدان بني فارع ينهب ملك سبأ عدى البيتين سلحين وغمدان» الارياني 18».
أي تحقيق ملك وانتصار وعودة سيديهم إلى شرح.. ويازل إلى القصرين سلحين وغمدان ولكن هذا التركيز على غمدان أيام الأخوين المذكورين يعد حالة خاصة لاتسمح بوضعه في مصاف واحد مع سلحين ، ويأتي تأكيد ذلك من نقوش عهد ابنهما وحليفتهما نشأ كرب يامن يهرحب الثاني آخر الملوك السبئيين ، فهو حين احس بالاخطار تتهدد ملكة كما تهددت من قبل ملك سمية نشاكرب الأول (C.573) فإنه لم يذكر غمدان وانما اقتصر في تقدماته العديدة إلى معبوده المقة في محرمه بمارب على الدعاء لملكة وقصره سلحين وحده «جام 608 611» ولا غرابه فسلحين هو القصر الذي انتقل ياسر يهنعم وابنه شمر يرعش من ظفار إلى مارب خصيصاً لاستلامه ، تكريساً واشهاراً لتوحيدهما دولتي سبأ وحمير من جديد «الارياني 14».
وهكذا تحقق ذلك المشروع الذي بدأته الأسرة التقليدية فتعرضت بسببة لمتاعب جمة من داخل المملكة ومن خارجها متاعب أدت إلى سقوطها كما اسلفنا ، وبتحقيق وحدة سبأ وحمير بدأت مرحلة جديدة في التاريخ اليمني بخاصة والعربية بعامة هي مرحلة التبابعة التي دامت قرنين توحد خلالهما اليمن.
صنعاء عاصمة اليمن
وتسكت النقوش المعروفة بعد ذلك عن غمدان ولكنا نعرف أنه بقي شامخاً يتردد عليه الملوك كما يقول الهمداني ويزيدون فيه حتى هدم ايام عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو أكمل ما يكون .
وإذا كان مركز الثقل قد انتقل ، بانفراد التبابعة بني ذي ريدان بالملك إلى ظفار وإلى قصرهم ريدان فيها ، وإذا كان بعض اتباعهم قد اكتفى بالاشارة إلىهم في النقوش بأنهم اصحاب القصر ريدان «ابعل بيتين ريدان» كما كان يفعل اتباعهم من قبلمذ كانوا اذواء فإن انهيار دولة التبابعة في مطلع القرن السادس وظهور ذي نواس يوسف اسار يثأر ، الذي يسميه انصاره ملك كل الشعوب قد تسبب في أن يصبح غمدان ، دون غيره من القصور ، هو القصر الأوحد ، وصنعاء دون غيرها من المدن ، هي العاصمة المركزية الواحدة ، فهل دار شيء من ذلك بخلد ملك امر حين اختطها ووطن فيها جماعات من قبيلته مستلهماً تلك الاستراتيجية التي وضعها اسلافه ، ربما قبل كرب إلى وتر الملك المكرب؟ لقد دار الزمان دورات عديدة يحوم حول الرحبة وصنعاء قبل أن تحتل صنعاء مكانها الطبيعي عاصمة مركزية لليمن.
صنعاء : الثلاثاء 11 شعبان 1408ه
و 29 اذار مارس 1988م
1) الهمداني : الاكليل 2/243
2) كاعلاه
3) كاعلاه 2/55 و 238
4) محمد عبدالقادر بافقيه :
M.A. BAFQIH
Le yemen an cours de la periode des rois de Sabaص et de du- Raydan de Doctorat dصEtates Lellres et sciences Humaine (Histoire), Universite de paris, Sorbonne- parisIV, (en polycopie ) 1983 (2.1.4.)
5) بافقيه : الاقيال الأذواء ونظام الحكم في اليمن القديم، في دراسات يمنية، عدد 27 صنعاء يناير - مارس 1987م من 141 ومابعدها.
6) بافقيه : تاريخ اليمن القديم، بيروت 1973 و 1985م من 73.
7) بافقيه : «مؤجز تاريخ اليمن القديم » في بافقيه واخرون : «مختارات من النقوش اليمنية القديمة » تونس 1985م فقرة 3-3.
8) بافقيه كاعلاه الفقرتان 4- 1.2
9) بافقيه : في العربية السعيدة، صنعاء 1987م من 65 وهامش 1، 7.
10) بافقيه « »
11) بافقيه : تحالف سبأ وحمير وحضرموت، ريدان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.