بعد أن أطلت علينا بنت البعداني بمقالها الذي ينم عن كراهية مترسخة لداء كثير من الأخوة في الشمال تجاهنا نحن الجنوبيين والنظرة الدونية التي يروننا بها, والذي يكشف الإنطباع السائد في الشمال على أن الجنوب غنيمة وملك لهم وحدهم وأن لا بد من الحفاظ عليه مهما كانت الأثمان لكي يطعموا بخيراته جياعهم ويزيدوا ثراء أثريائهم ويتركوننا وجياعنا نكابد الآلام , وأنه لا يحق لنا نحن الجنوبيين في أن نقرر مصيرنا ومستقبلنا وأنه لا يحق لنا أيضاً أن نبسط يدنا على أرضنا وخيراتها. ذلكم الإنطباع وللأسف الشديد الذي ساهم فيه بعض دعاتهم ومثقفوهم. فإذا كان هكذا هم الصفوة كما نظنهم , والذين ساهموا في التغيير كما يقولون, والذين قطعوا العهد على أنفسهم على أن القضية الجنوبية هي من أولى اولوياتهم!! ففي من نثق ونأمل عليهم الآمال بعد أن اتضحت الصورة؟؟. فبنت البعداني لم تستطيع أن تكتم السر الذي طالما تحفظ عليه الكثير وأبقوه طي الكتمان. ولأن من طبائع النساء الرقة وعدم التحمل, تفجر ما بداخل صدرها وأباحت بالسر بمقال عنوانه (النذالة الجنوبية!!) , فلربما فاجأت قومها لكنها لم تفاجئنا وبذلك نقول إن الإناء بما فيه ينضح.
فعندما نغوص في أعماق هذا العنوان ونفتش في خباياه نجد العجب العجاب!! ففي أوله نعتتنا بالأنذال, وفي أوسطه وصفتنا بأننا أصحاب حقد ومكر وفي آخره توعدتنا بالحرب والجهاد!! وكررت المقولة الشهيرة للمرحوم القذافي والتي قال فيها سنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا شبر شبر زنقة زنقة. لكنها قالتها بالطريقة اليمنية والتي هي سننظم مسيرة جماهيرية راجلة تجتاح كل مدن الجنوب وتقضي على الانفصاليين إلى غير رجعة , أي ستقضي على الجنوبيين كافة وإلى غير رجعة. فيا للأسف على الحب والود الذي بادلناكم اياه وقتلتوه.
فأنا أقول لكم إني لم أكتب هذا المقال لكي استثير شعب الجنوب لأنه أصلاً قد ثار, وليس من أجل زرع الكراهية لأنه أصلاً شعب متسامح , لكن لكي أريك أنت ومن هم على شاكلتك الصورة الحقيقية.
وفي الأخير أقول راجعوا حساباتكم جيداً وتفحصوها وتمحصوها . فلا بد لكم أن تدركوا أن لكل شعب الحق في أن يعيش حراً عزيزاً رافعا رأسه لا مكرها مكبلاً ذليلاً. كما أذكركم بالمقولة الشهيرة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)).