رحل منبر الهداية الوطنية، ومشعل الصحافة الإحترافية، وصدى الكلمة الحرة، وصوت الحق والعدل للبشرية.. رحمه الله هشام محمد علي باشراحيل وأدخله فسيح جناته. لم تفقد عدن والجنوب رمزاً خالداً من رموزها الأوفياء فحسب، بل فقدته الصحافة العربية والعالمية، فكان الشبل من ذاك الأسد، وقف بوفاء لمبادئ الأباء، فلم يهادن أو يداهن، رغم التهديد والوعيد وسياسة الترهيب والترغيب، فظل صامداً بكبرياء الأوفياء، وفطنة الحكماء، وعزيمة الشجعان الصناديد.
ورغم ما تعرضت له صحيفة الأيام وأسرة ال باشراحيل العريقة من أذي وبطش، في الزمن الغابر في دولة البغى والطغيان، على أيدي الطائشين الحاقدين، أو على أيدي الرعاع في زمن السقوط للقاع، بعد حرب الفيد والغنيمة، إلا أنهم ظلوا صامدين، وعلى العهد محافظين، يقارعون الحجة بالحجة، يدافعون عن قضايا الأمة المصيرية، بل وكل القضايا الوطنية، يوصلون للناس الحقيقة دون زيادة أو نقص أو رتوش.
وبعد ما سمي ب (إنتصار) أصحاب الغنيمة في حرب الغدر والضغينة، وقف هشام كالطود الأشم أمام جحافل الغجر من قوى الفيد والغنيمة، وجعل من صحيفة الأيام، منبراً للضعفاء وصوت من لا صوت له، فقد آمن هشام بما آمن به أبائه وضحوا من أجله بالغالي والنفيس، بالتالي لم يكن هشام إستثناءاً من ال باشراحيل، الذين أمنوا وعشقوا هوية الجنوب وقضية الجنوب وضحوا ولا زالو يضحون من أجلها، وهذا هو الهدف النبيل الذي عاش ومات من أجله هشام باشراحيل.
لذلك، جعل من منتدى الأيام ملتقى لكل أحرار الجنوب والوطن ولكل محبي الحرية والعدل، ويعد منتدى الأيام وصفحات جريدة الأيام وبقيادة ربانها الماهر هشام باشراحيل، أول من كسر جدار الخوف والرهبة وحطم الكبرياء الزائفة للغزاة، عندما رفع لواء القضية الجنوبية بكل حكمة وذكاء حير الأعداء وأثلج صدور الأصدقاء، لأنه ومن خلالهما أوصل القضية الجنوبية لكل المحافل الإقليمية والدولية، كما كانت تلك الحكمة وتلك المواقف الشجاعة لهشام باشراحيل النبراس، الذي إهتدى به وسارى على خطاه الشعب الجنوبي في إطلاق حراكه السلمي لإستعادة هويته ودولته المستقلة بإذن الله.
رحم الله هشام باشراحيل فقد كان فكر أمة وإرادة شعب وكبرياء الرجال، كان قلعة من التضحيات والمآثر الخالدة.
وفي الختام نتوجهة ببرقية لإبن الجنوب الوفي وربيب عدن الغالية الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي بأن يقابل الوفاء بالوفاء، لأوفى الأوفياء هشام باشراحيل، رحمه الله ولن يكون ذلك إلا بإطلاق صحيفة الأيام الغراء فوراً، وتعويض أسرة الفقيد عن كل ما لحق بهم من خسائر مادية ومعنوية، والتوجيه بلإفراج الفوري عن حارسها الأمين الأخ أحمد عمر العبادي المرقشي.