تجمع مئات آلاف اليمنيين في أكثر من 17 محافظة بينها العاصمة صنعاءوتعز وإب، وذلك في جمعة أسموها "منصورون بإذن الله" للمطالبة بالحسم الثوري وإنهاء نظام الرئيس علي عبد الله صالح. من جهتهم أحيا أنصار الرئيس صالح في العاصمة صنعاء جمعة أسموها جمعة "الشرعية الدستورية". وحمل شباب الثورة لافتات تدعو صالح إلى التخلي عن الحكم، معبرين عن رفضهم لما أسموه الوصاية الخارجية على الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، في إشارة -على ما يبدو- إلى الدعم السعودي لنظام صالح، ورفض العقاب الجماعي على الشعب من خلال انعدام الماء والكهرباء والمشتقات النفطية.
وكانت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية قد دعت اليمنيين إلى المشاركة الواسعة اليوم الجمعة بساحات التغيير والحرية، في ثاني جمعة بشهر رمضان المبارك.
أنصار صالح في المقابل، احتشد أنصار صالح في ميدان السبعين بصنعاء في إطار ما أسموها جمعة الاصطفاف الوطني لحماية الشرعية الدستورية بدعوة من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، للتأكيد على شرعية الرئيس إثر تزايد الضغوط الدولية عليه للتنحي وتوقيع المبادرة الخليجية لتجنيب البلاد حرباً أهلية. وشدد مؤيدو صالح بشعاراتهم على بقائه في السلطة حتى العام 2013 بحسب الدستور، ورفعوا صورا للرئيس اليمني مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
مقتل جندي وفي التطورات الأمنية، قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" اليوم إن مسلحين هاجموا دورية للجيش في مدينة تعز الجنوبية وقتلوا جنديا، في استئناف للاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس اليمني. ووصفت الوكالة المهاجمين بأنهم عناصر خارجة على القانون دون أن تحدد هويتهم، وذكرت أن جنديين آخرين أصيبا.
وكانت مدينة تعز قد شهدت مظاهرة ليلية تطالب بسرعة الحسم الثوري ورحيل قوات الرئيس صالح من المدينة، وأعلن المشاركون فيها رفضهم لما أسموها محاولات الالتفاف على الثورة من خلال الحلول السياسية، وطالبوا بسرعة الحسم الثوري وإنهاء نظام الرئيس صالح بكل رموزه.
كما خرجت مظاهرة أخرى في تعز مؤيدة للمجلس الرئاسي الانتقالي الذي أعلن في صنعاء الشهر الماضي, ورفع المتظاهرون لافتات تدعو المجلس إلى ممارسة مهامه وسد الفراغ الدستوري في البلاد.
كسر الرقاب وجاءت تلك التطورات بعدما هدد رئيس قوات الأمن المركزي اليمنية العميد يحيى محمد عبد الله صالح نجل شقيق الرئيس اليمني بكسر رقبة من يحاول إسقاط الرئيس بالقوة، مشددا على أن لا مخرج من الأزمة الراهنة إلا عن طريق الحوار، وحذر من وجود جهات تدفع للتصعيد والمواجهة، لكنه في الوقت ذاته استبعد دخول البلاد في حرب أهلية.
وجاءت تصريحات المسؤول الأمني في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء الخميس وجه فيها تهديدا واضحا باستخدام القوة ضد كل من يلجأ إلى السلاح، في إشارة غير مباشرة إلى زعيم قبيلة حاشد صادق الأحمر واللواء علي محسن الأحمر حليف الرئيس لفترة طويلة قبل أن ينقلب عليه.
رجوع الرئيس واعترف العميد صالح بأن انتقالا للسلطة قد يتم، مشددا على أن علي عبد الله صالح يبقى رئيسا للبلاد حتى العام 2013، وأضاف قائلا "لكن إذا كان هناك حل سياسي، هذا وضع ثان"، مشيرا إلى أن رجوع الرئيس من السعودية يعتمد على حالته الصحية وقرار الأطباء.
وكان عبده الجندي نائب وزير الإعلام اليمني قد حذر أمس أحزاب اللقاء المشترك من السير في إعلان تشكيل ما يطلق عليه "المجلس الوطني" لكونه يمثل "انقلابا على الشرعية الدستورية وتطاولا على القوات المسلحة والشعب".
وقال الجندي في مؤتمر صحفي بصنعاء إن الرئيس صالح "لا يرفض المبادرة الخليجية ولا يرفض التوقيع عليها، لكنه حريص على الاتفاق على آليات تنفيذها وإزالة جوانب الغموض التي تعتري بعض بنودها".
وكان الرئيس اليمني قد أعلن هذا الأسبوع أنه سيتعاون مع المعارضة ومع القوى الدولية لإحياء خطة لخروجه من السلطة توسط فيها مجلس التعاون الخليجي. وجدد صالح اهتمامه بالخطة التي وافق عليها من قبل، لكنه تراجع عن التوقيع عليها ثلاث مرات.