}مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} صدق الله العظيم . في وقت استقبالنا للهامة الوطنية الجنوبية المناضل حسن احمد باعوم في مطار الريان بالمكلا,وفي شدة غمرة فرحتنا بعودة مناضلنا ,تلقينا خبر من المناضل محمد بلفخر بوفاة المناضل المرحوم هشام محمد باشراحيل ,الهامة الإعلامية ورائد صحيفة الأيام ,الذي كان لها الفضل الكبير في التواصل بين شرائح المجتمع الجنوبي لنقل الحقائق ,وإحدى المنابر الإعلامية الجنوبية الذي نفتخر إن نكون أحد من سطر فيها بعض الكلمات, ومن منا لم يكتب فيها أو يتمنى أن يكتب في تلك الصحيفة المتنفس الوحيد لأبناء الجنوب, حين كانت كل الصحف صامتة عن حق الجنوب ,كانت جريدة الأيام في ذالك الوقت هي الجريدة المميزة الناطقة والصارخة بصوت الجنوب ,وفي وقت لاحق انطلقت الكثير من الصحف والمواقع الالكترونية الناطقة بالصوت الجنوبي .
وفي شدة احتياج شعب الجنوب لقناة التواصل الإعلامية المميزة تم إخراس صحيفة الأيام إجباريا من قبل البلطجي وزعيم البلطجة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بمساعدة حكومته التي تنعي وفاة المناضل باشراحيل اليوم وبكل تبجح ,وكأن أيديهم خاليه من بطشهم فيه ,وكأنهم لم يشاركوا في استفزازه من خلال ضرب منزله في صنعاء برصاص كثيف من قبل قبائل مندسة ومتآمرة مع المخلوع والذي راح ضحيتها المناضل احمد عمرالعبادي المرقشي وحتى اللحظة يرزح تحت سجون الاحتلال بكل ما يحمله من معاناة مرضية,ولم يكتفي المخلوع وحكومته عند هذا الحد بل وصلت جرأتهم إن يستهدفوه في مسقط رأسه عدن وتضامن معه في ذلك الحين كل من هم في عدن أمام مسكنه وكل الجنوبيين بأقلامهم , ولم يكن المكر ببعيد عن قوات الاحتلال عندما لفقوا تهمة حيازة الأسلحة داخل مقر صحيفة الأيام ومسكنه الشخصي , وكأن صنعاء مدينة السلام الخالية منازلها وقصورها من أسلحة وسجون شخصية .
وكما تشرفت الأقلام الجنوبية بسطر كلماتها بجريدة ياشراحيل, زادنا شرف أن تكون هذه الهامة أحد قيادة المجلس الأعلى لتحرير الجنوب بحسب قرار المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بمعية المناضل الدكتور محمد علي السقاف أطال الله في عمره .
يعلم الجميع بان المناضل المرحوم هشام باشراحيل وأصوات أخرى مثل المناضل باعوم والعميد النوبه وأحمد بن فريد وزميل المرحوم نجيب اليابلي , هي أصوات حق نطقت وقت صمت الجميع , وطلت تصرخ وتصرح حتى التفت حولها أصوات وتبعتها أصوات ومازلت هناك أصوات بصدد التتبع بالحق الجنوبي.
فرحمة الله عليك يا فقيد الجنوب ,فكنت خير معين للشعب الجنوبي وقضيته وكانت ولازالت صحيفتك تأخذ حيزا كبيرا في قلوبنا الذي نفتقدها بشدة ونطالب بها وبعودتها وبقوة في هذا الوقت دون سواه ,وقت انفراج القضية الجنوبية التي أصبحت تتبلور في المنظمات الإقليمية و الدولية, فمن حق الصحيفة أن تشاركنا فرحة نصرنا القادم ,ومن حق الجنوب على أبنائه الذين لم ينضموا إلينا حتى اللحظة أن يحددوا موقفهم في هذا الوقت حتى لا يضيع الوقت عليهم ,فالمرحلة هذه هي أكثر مرحلة تحتاج لأبنائها الجنوبيين وتوحيد صفوفهم تجاه هدفهم التحرير وعودة الدولة وهي المرحلة التي ستذكر فيها جميل كل من وقف من أبنائها مع القضية وتبناها .
بالفعل يعجز القلم عن التعبير بما يجيش القلب عن فقيدنا حزنا وأسى على رحيله ,لكن شاء المولى أن يرحل عنا رجل ذو خلق يتمتع بأرفع المبادئ السامية –قيما وشجاعة وإخلاصا- فكان مثالا لرواد الصحافة يحظى باحترام وتقدير من الجميع لما يتمتع به من حس صحفي وصبر وشجاعة ,فكل فئات الجنوب من قائد وموظف وعامل وجامعي يلتف حوله وحول صحيفته الغراء . لقد فقدناك لأننا اعتدنا منك العطاء وكلمة حق في وجه الظالمون.
ونصدق القول بان قلنا نحتاجك الآن ونحتاج لأمثالك, وسنظل ننشر سيرة حياتك المليئة بالنضال المتوارث في أسرتكم أبا عن جد في اسطر التاريخ ,حتى ينتشر طيبها في أنفسنا وأنفس أجيالنا القادمة ليعرف كل أبناء الجنوب القادم إن للجنوب رجالا ذوي فكر وحضارة ونضال.
وفي الأخير نعزي أنفسنا وكل الجنوبيين وأسرة آل باشرا حيل على هذا المصاب الجلل وان يتغمده الله في فسيح جناته. ولن ننسى أن نطالب بإطلاق سراح المرقشي الذي راح ضحية مؤامرة المخلوع الدنيئة .وسراح كل معتقلي الحراك على رأسهم حسن بنان .والله الموفق