افتقدت احد الأصدقاء من مكيراس التي لا زالت تقبع تحت الاحتلال الحوثي فقد مضى وقت طويل لم يتصل بي فاخذت الهاتف واتصلت به رِن هاتفه ورد اهلًا صديقي اين انت ما تسال عني فتبادلنا أطراف الحديث وتطمنت على صحته وسألته اين غبت هذه المده كلها قال سافرت إلى مكيراس فقلت له سافرت عند الحوثه. فاطلق ضحكه طويله وبعدها قال والله انهم رجال دوله وان الامن مستتب فقلت ستأتيكم الشرعية قريبا وتخلصكم من عذاب الحوثه، فقال الله لا يجيبها لا نريدها ماذا نريد منها اينما تحل هذه الشرعية تنقطع جميع الخدمات ويحل الفقر والظلم والقتل والفساد وغلا الأسعار والاغتيالات للعلماء والكوادر وائمه المساجد. قالي شوف عدن مافيها كهرباء احنا عندنا كهرباء شغاله واصل والامن موجود قال دوله لها هيبه بغض النظر عن كيف فرضت هيبتها فالشعب يبحث عن الدوله وهيبتها وهذا ما لا تجده في مناطق الشرعية محسوبيه وفساد وظلم وتعطيل اعمال الناس وخدماتها والشرعية كلها عباره عن تيارات متصارعة سياسيا لذلك مصيرها الفشل اذا استمرت على هذا النحو . ادركت حينها وبألم شديد ان الشرعية اصبحت لدى الناس كيان مقترن بالفساد والفشل والفوضه وتدني الخدمات ورفع الأسعار وانقطاع الخدمات ووالله اني لم اعرف ما اجيب على صديقي ولَم أستطيع أبرر له هذا الفشل في المناطق المحررة . قلت له كم هو مؤلم اخي محمد ان يصبح كلام المواطنين في مناطق الحوثي بهذه الطريقه ضد الشرعية قال لي يا عزيزي الناس تريد الحياه تريد تعيش تتنفس بهدوء وتعيش حياتها مثل باقي بلدان العالم ماذا فعلت لكم الشرعية لكي نتمنى ان تاتي إلينا لا شكرًا عزيزي لا نريد شرعيتكم هذه دعوها توفر لكم خدمات وامن وامان وعيش كريم ورواتب بعيد عن الظلم والاغتيال والفساد والمحسوبيه وان فعلت سنتمنى ان تصلنا اما شرعية بهذه الطريقه اسمح لي عزيزي نسال الله ان يباعد بيننا وبينها . بعد ان أزعجني كلامه مع انه واقعي وحقيقي بداءت اختم المكالمة الهاتفية التي جعلتني أفيق من احلام اليقظة وتمنيت له دوام الصحه واغلّقت الهاتف هل وصلت الشرعية إلى هذا المستوى من السوء هل ذهب شهدائنا من اجل ان ياتينا الاسواء. رحم الله كل الشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل مستقبل افضل لنا لا من اجل هذا الفشل والفساد والظلم والمحسوبيه نتمنى من الشرعية ان تغير حالها وتاتي بالمسؤلين المخلصين لتغيير الأحوال في المناطق المحرره الى الافضل مالم فان الشعب سيخرج عليها بمظاهرات من اجل اقتلاع الفساد والمفسدين لا يعقل ان يكون الحال في مناطق الحوثه افضل من حال المواطنين في مناطق الشرعية .