كنت قد تمنيت قبل سنوات من الآن كأي مواطنة يمنية أن تعم الحرية أرجاء اليمن وأن يأتي رمضان ويمننا الحبيب بخير وسلام دون أي معاناة تذكر سواء من حيث إنقطاعات التيار الكهربائي أو الفقر أو الفساد أو الانفلات الأمني والصراعات الداخلية والتي لا يعاني منها ويتجرع ويلاتها إلا الشعب نفسه فهو المتضرر الوحيد منها .. النظافة أيضا أصبحت شبة معدومة وأصبحنا ننظر لها كنجمة من نجوم هوليود الشهيرة نطالب بها بعد كل فترة وأتساءل عن واجب ودور محافظ عدن مما يعانيه اليوم سكان مدينة المنصورةوعدن ككل جراء استفحال القاذورات في أرجاءها وبين شوارعها فتلك مسألة كبيرة يجب الوقوف عليها فقد هرمنا ونحن نطالب حكوماتنا بإيجاد حل لهذه الإشكالية والتي أرقتنا كثيرا خلال الفترة الماضية. كما أتمنى _ في اليمن ما بعد الثورة _أن لا أرى هذا الكم المتزايد لآلاف اليمنيين المهجرين قسرياً من قبل أسرهم أو المهاجرين بمحض إرادتهم للملكة أو أي دولة بحثاً عن فرص عمل يعولون من خلالها أسرهم المقيمة في الداخل فكم جميل أن يضمن كل يمني حقه داخل أرضه و وطنه كما وأن بلده هي الأولى بجهده وكل قطره من عرقه دوناً عن أي بلد آخر وهنا لابد الخروج أولاً من الأزمة الراهنة وإيجاد آلاف الوظائف من خلال إعادة فتح المصانع التي تم إغلاقها مؤخراً وتسريح عمالها ، وإصلاح ما بها من خطوط إنتاج كانت قد تعطلت بسبب انقطاع الماء والكهرباء والوقود .
وبعيد عن كل هذا وذاك أتمنى ان يتاح لنا كيمنيين شيئ من الديمقراطية والشفافية نحن وحكومتنا يتمثل في التقدم والازدهار الاجتماعي _الاقتصادي _ السياسي , وتحقيق كافة المطالب كأقل واجب إنساني تجاه الثورة التي أراد الشعب بها التغيير الجدري وخرج يطالب به ونحو العيش الهانئ والأفضل ، وهنا نأمل أن يفضي الحوار الوطني القادم والذي يتم الاستعداد والتحضير له هذه الأيام لقرارات بناءة تعزز من تطلعات وواقع كل اليمنيين وأن تأتي أيضاً محققة لآمال وطموحات الشباب الحر المثقف الذي خرج للساحة بحثاً عن حياة جديدة ومستقبل واعد .. كما تشمل الديمقراطية احترام كافة الإعتصامات و المظاهرات السلمية الخالية من مظاهر الشغف والعنف والمطالبة بقوانين و حقوق مدنية دون اللجوء لأعمال قمعية تطال أفرادها سواء في الجنوب أو الشمال وبالتالي ذهاب عشرات الأرواح نظير حرية الرأي و تعبيرهم عن آراءهم بشفافية ووضوح !! ، فتجربة الدول الصناعية الكبرى والمتقدمة تعكس مدى الديمقراطية التي منحتها كبريات تلك الدول لشعوبها أي أنه متى غيرت حكومتنا سياستها المتبعة تجاه الشعب والتي لا تختلف كثيراً عن سابقتها ومتى احترمت القيم الإنسانية والأعراف الدولية والحقوق السياسية بما فيها حقوق الإنسان إبتداءاً من الإصلاح الشامل (الاقتصادي ، الاجتماعي والسياسي ..) هنا فقط ستنال حكومتنا احترام وولاء الشعب عرفاناً لصنيعها الذي سيسطره التاريخ يوماً ما بماء الذهب فضلاً عن الفرحة التي ستغمرنا كيمنيين بأن ثورتنا نجحت بكل المقاييس دون مساومات من أي طرف كان .. كنت قد تمنيت كل هذا وها أنا اليوم أكرر أمنياتي اللامحدوده لا للتمييز لا للعنصرية فكلنا يمنيين شماليين كنا أم جنوبيين لا للجماعات الظلامية التي تهدد وتتوعد هذا وذاك وباختصار لا للإرهاب نعم ليمن ينعم بالحرية والسلام يمن خالِ ، نقي ، طاهر جدريا من الفساد كطهر هذا الشهر الفضيل فاليمن يستحق الأفضل وبالطبع ما زالت أمنياتي ومطالبي التي ذكرت جارية التحقيق حتى يشاء رب العباد..