لا تحسسوا المواطنين أنكم أنتم سبب انطفاء الكهرباء المتواصل في عدن وانقطاع التيار الكهربائي عن منازل المواطنين بانصياعكم لأوامر الحكومة بذلك الصدد , لا تأخذوا سيئات المفسدين وتعطوهم حسناتكم . لقد طيرتوا فرحة العيد من نفوس الأطفال ومسحتوا البسمة من وجوه آبائهم بذلك البيان الذي يحمل الوعيد لما بعد العيد صادر عن نقابات عمال الكهرباء البعيد عن تقديم التهاني للشعب بهذه المناسبة الجليلة , فبعض البسطاء أبدوا استعداهم للتضامن وتحمل المزيد من معاناة انقطاعات الكهرباء في سبيل حصول عمالها على حقوقهم وممتلكاتهم واسترداد أراضيهم المسلوبة . والبعض الآخر صار التعب ضرورة حياتية بالنسبة لهم يرجون ثوابا من عند ربهم جزاءا على صبرهم فزادت بهجتهم إثر علمهم بإضراب عمال الكهرباء عن العمل , يتساءلون باستغراب أي عمل يضربون عنه يا ترى ؟! طفي لصي بيخلوها عتمة طفي وبس , وبعدين مثل قبلين . الإضراب معناه توقف عن العمل والذي بدوره يعني توقيف تشغيل المولدات والذي ضرر التوقيف لن يصل إلا إلى الشعب ولا يلامس المسئولين في الحكومة الشرعية لامتلاكهم مولدات شخصية في بيوتهم وفللهم ومكاتبهم لا تسألوا من أين جابوها ؟! من أهداها لهم ؟ فهل سيستجيبون لمطالب عمال الكهرباء لكي يرفعوا إضرابهم أو يعلقوه ؟! والتهديد الوارد في البيان الصادر عن المكتب التنفيذي للنقابات العامة لعمال الكهرباء ومجلس إدارة الجمعية السكنية لم يأتي من فراغ وسببه عظيم هو السطو على ممتلكات الغير , سببه البسط على أراضي عمال وموظفي الكهرباء من قبل متنفذين لا يردعهم رادع . البيان لم يوضح كيفية وآلية تنفيذ الإضراب غير توقعات الناس بأنه سيحمل عقوبات للأبرياء من دون معاقبة المذنبين , لأن الشعب الذي يعاني من إطفاء الكهرباء المتكرر في اليوم الواحد مرات عديدة لم يبسط على أراضي الجمعية السكنية لعمال الكهرباء ولو أن الدفاع عنها والحفاظ عليها من مسئوليته لما تقاعس عن مهمته . أليس الذي يستطيع معاقبة شعب يعذبه يجعله تحت رحمته هو قوي وقادر على معاقبة المفسدين ؟!
الشعب اليوم بات على يقين بأن عمال الكهرباء مثل سائر عمال وموظفي الدولة مش زائدين عليهم يتعرضون لتعسفات المتنفذين خاضعين للمسئولين في الحكومة الشرعية ينفذون الأوامر والتوجيهات بحذافيرها منها تلك التي تأمرهم بقطع الكهرباء عن المواطنين تنفيذا لسياسة طفي لصي , وهم أبدا يكسروا تلك الأوامر ولم يتمردوا قط عليها مما ضاعف الضرر الذي يلحق بالمواطنين ويزيد من معاناتهم , ويا ليتهم , عمال الكهرباء كانوا يرفضونها ولا يقطعون الكهرباء عن الشعب لأصبحوا اليوم هم رواد الاحتجاجات الجماهيرية قادة الانتفاضة الشعبية زعماء إضرابات عمالية في عدن وعلى مستوى الجنوب كله . ويمكن تدارك المسألة الآن واتخاذ تدابير تفيد المجتمع تنفع المواطنين تخدم الشعب ليقف إلى جانبهم ليساعد على إنجاح الإضراب وكأنه تكتيك جديد من خلال تشغيل المولدات بشكل دائم وعدم قطع الكهرباء على المواطنين إطلاقا ردا على الحكومة ورفضا لسياسة طفي لصي .