أجزم أن الشارع الجنوبي اليوم عن بكرة أبيه مجمعا على مطالبة القيادات الجنوبية في الداخل والخارج، التاريخية والحديثة منها بالتوافق أولا وتوحيد الجهود والرؤى والمطلب والخطاب أكثر من أي وقت آخر مر. الشعب الجنوبي الذي يخوض اليوم ومنذ سنوات مضت معترك صعب يفوق أمكاناته ويواجه خصم شرس لا يرحم وقوى تقليدية ظلامية مختلفة الثقافات والأيدلوجيات أختلفت فيما بينها وأتفقت عليه يواجهها بسلمية مطلقة تعبر عنها بجلاء أيدي خالية من السلاح وصدور عارية لا تحمل الضغينة والحقد لأحد ولا تكتنز نواياالأعتداء وسلب ونهب حق الغير بقدر ما تحمل هدف نبيل وحق مشروع أسمه وطن وتحمل في داخلها عزيمة لا تقهر وإرادة فولاذية تدفعها للسير على درب وعر وشائك بهدف أسترداد حق مسلوب وإستعادة كيان تواجد لقرون طويلة في قلب التاريخ وجسد الجغرافيا. ودفع هذا الشعب العظيم أثمانا باهظة أثناء خوضه معترك الأستقلال والتحرر ولم يزال مستعدا لدفع المزيد ،في خضم ذلك النضال الشاق الذي خاضه ويستمر في خوضه أبناء الجنوب والتعبير عنه كل يوم عبر أصطفاف جنوبي لم يشهده الجنوب طيلة تاريخه ووحدة روحية وثورية جمعت الكل في الهدف والوسيلة رسموا بها لوحة وفاء رائعة للوطن وللشهداء ولمستقبل الأجيال الجنوبية القادمة . فيما المشهد الجنوبي على مستوى الشارع بداء موحدا هكذا إلا أنه بداء ويبدو مختلفا تماما وبفارق شاسع في القمة حيث ضل على المستوى القيادي أسير الخلافات المشبعه بالمهاترات وأتهامات التخوين والعمالة مما جعل الفارق بين القمة والقاعدة كبيرا والهوة سحيقة جدا الشي الذي ترتب عليه خلق حالة من التشتيت وضعف الموقف المطلبي وبروز أنطباع غير مستحب لدى المجتمع الدولي وبالتالي أنعدام الدعم بمختلف أنواعه للقضية والشعب . المهم والأهم أن الرسالة الذي أريد إيصالها وبعد تلك المقدمة هي رسالة مكررة موجهة إلى قادة الجنوب في الداخل والخارج وبالأخص من أسميتهم في مقدمة مقالي هذا بالقادة التاريخيين وفحواها إن شعبكم (الجنوبي) تحمل حماقاتكم في الماضي طويلا ودفع ثمن خلافاتكم التي أسمحوا لي وصفها ب (التافهة) وذاق المرارة من كوؤس صراعاتكم مرارا . هذا الشعب (شعبكم) شقي وتعب وتبهذل وتشرد وتيتم وترمل ألف مره بسببكم ومشاكلكم التي فاق مدأها حدود وطاقة تحمله ولكنه داس على جروح ماضيكم وتناسى المعاناة التي جلبتموها له طيلة وجودكم في أعلى هرم دولته قد عفا عنكم فيما أقترفت أياديكم بحقه وغفر لكم ما تقدم من ذنب أرتكبتموة فيه وما تأخر وسامحكم دنيا وآخره عليه يطالبكم بعدم تكرار أخطاءكم القاتلة تلك التي أوصلته إلى ما وصل أليه اليوم ويتطلع إلى رؤيتكم قادة له بكل ما تعنية كلمة قادة ، قادة يحتاج وجودهم في هذه المرحلة التاريخية يقودون نضاله ويعبرون به دربه الشائك متجاوزين به أشواكه ومعوقاته . الشعب يتمنى مشاهدتكم وأنتم متشابكوا الأيدي متقدموا صفوفه في ميادين النضال والتحرر موحدون في مطلبكم وطرحكم وأحاديثكم ، يتمنى بل يطالبكم وبإلحاح شديد بسرعة التخلي عن عنادكم والتخلص من رواسب ماضيكم وترك خلافاتكم المتجددة العائدة من نافذة الماضي الأسود خلف ظهوركم أحتراما لأرادته ونضاله وتضحياته ودم شهدائه ومستقبل أجيالة. شعبكم أيها القادة الكبار والتاريخيين يريد أن يشعر بكم معه ومع ثورته ومطلبه وأحترام خياراته . فرجاء رجاء كونوا معه ولو لمره واحدة في حياتكم .
