أمر طبيعي و متوقع أن يغضب أصحاب الضمائر الحية و يرفضون تسويغ إعدام إنسان بدوافع كيدية سياسية أو دينية أو طائفية أو عرقية أو ما شابهها ! و أمر متوقع و لكنه غير طبيعي و لا مقبول أن تنبري جماعة من حزب الإصلاح الديني للتحمس لقتل إنسان بتهم و حكم صادر من قضاء يعرف الإصلاح فساده حتى النخاع ؛ بل كان أحد أسباب قيام الإصلاح بالتمرد الثوري عليه ) ! ( بحجة ظلمه و فساده ! لكن في إصدار حكم إعدام لإنسان جنوبي بتهم كيدية أفرزتها ممارسات التمييز الطائفي في الشمال و التي كان الإصلاح من مواقدها ؛ فهذا من أوجب الواجبات الدينية و الوطنية ! و هنا تتضح عملية استخدام الدين لخدمة أغراض سياسية وضيعة بأجلى صورها ! كما يتضح الاتفاق على الجنوب كاتفاق بني آدم قاطبة على كراهية الموت ! و يسأل كثير من هؤلاء المنكرين ما سر الدفاع عن لالجي ؟ . . و كم دفعت من أموال للمدافعين ؟ و هو سؤال يكشف حقيقة أصحابه الذين لا يقومون بأبسط واجب ديني أو إنساني إلا بمقابل معلوم من دنانير الذهب والفضة ! كما يكشف بعد هؤلاء بعد المشرق و المغرب عن التربية التي نشأ عليها آخرون من الانتصار لقيم الحرية و الضمير والكرامة ؛ و إعتزازهم بمروءة الانتصار للمظلوم دون مقابل مادي و لو أدى ذلك إلى المخاطرة بحياتهم ! و هذا ما يفتقده هؤلاء المنكرون علينا ! إن الدفاع عن عبد الكريم لالجي هو عمل إنساني بحت يقوم بمحاولة إنقاذ حياة إنسان هو الآن بأمس الحاجة إلى مساعدة الآخرين ؛ كيف و التهمة تشتم رائحتها الكيدية الأنوف الحرة عدا المائلة منها كل الميل ؛ ثم هي من ضمن الانتقام الطائفي الذي يدمر العمران و الحرث والزرع ؛ ولكن هؤلاء قوم لا يتقنون سوى الفرح بالدم المسفوح و الدمار و الدك و على طبول الفتنة دائماً يقرعون