قبل حوالي 3 أشهر تقريبا عقد مجلس الوزراء جلساته في محافظة عدن والتي كرست لمناقشة الأوضاع في محافظة أبين والتي خرجت بقرارات وتوصيات لمعالجة أوضاع محافظة أبين عقب تطهيرها من العناصر المسلحة وإعادة الحياة الطبيعية إليها وعودة النازحين المشردين إلى ديارهم وتطبيع الأوضاع الأمنية وإزالة آثار ومخلفات الحرب وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وإعادة أعمار البنية التحتية وحصر الأضرار وتوجيه وتعزيز الجهد الشعبي والرسمي باتجاه التغلب على آثار تلك الحرب المدمرة ومواجهة التحديات حاضرا ومستقبلا . هذه القرارات وتلك التوصيات لم تكن إلا مجرد حبرا على ورق ولم يتحقق منها شيئا في الواقع العملي وكانت أشبه بذر الرماد على عيون أبناء محافظة أبين الذين ما زالوا مشردين اليوم على الرغم من انتهاء الحرب قبل نحو 4 أشهر وبقاء قرارات وتوصيات مجلس التوافق الوزاري الذي عقد بعدن حينها خصيصا لمعالجة الأوضاع في م/ أبين حبيسة الأدراج وحمران العيون في هذا المجلس عاكفون على دراسة المكسب والخسارة في غنيمة كارثة أبين فصدق من قال ان مصائب قوم عند قوم فوائد فهؤلاء الصنف من المسئولين لم يحملوا الأمانة التي حملوها ولم يبروا باليمين الدستورية التي اقسموا على تأديتها واكتفوا باللهث وراء البدلات والتعديلات المكاسب والمصالح الشخصية التي يتقاسمون عائداتها هم وأولئك النفر الذين يتاجرون ويزايدون كلما حلت بأهل أبين كوارث ونكبات مستغلين الأوضاع الناجمة عن آثار ونتائج ومخلفات هذه الحرب التي دمرت الأخضر واليابس في محافظة أبين وقتلت وشردت أهلها من شيوخ ونساء وأطفال وشباب لدرجة أن هؤلاء المتباكين الذين تذرف أعينهم دموع التماسيح على أبين من شدة الفرحة لان أبين بكارثتها المأساوية بمثابة البقرة الحلوب التي تدر ذهبا لهؤلاء ولذويهم ولمناطقهم تاركين أبناء زنجباروأبين عامة في مهب الريح مع الأسف وهؤلاء الجهابذة ممن يتسابقون بالبكاء على أبين بما فيهم الضيوف المشاركين في ذلك الاجتماع تنطبق عليهم الآية الكريمة : ( والشعراء يتبعهم الغاون الم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) سورة الشعراء.
واليوم وبعد مضي نحو أكثر من 3 أشهر على انعقاد جلسات مجلس الوزراء المبجل في عدن المكرس لمناقشة الأوضاع والمستجدات في م / أبين والتي لم يتبق منها سوى ظواهر العشوائية التي سادت جلسات المجلس حين انعقاده وما يزال التجاهل التام لأوجاع أبين الجريحة هو السائد والذي أبدع في وصفها الدكتور واعد باذيب , واقترح حينها اعتماد خطة مارشال لمحافظة أبين المكلومة إضافة إلى ما قدمه الأستاذ جمال العاقل محافظ محافظة أبين في ورقته الشهيرة إلى المجلس الموقر آنذاك .
اليوم أبين تنوح بأعلى صوتها جراء الظلم الذي وقع عليها وأصاب أهلها بمقتل .. أبين بدون كهرباء ولا مياه وبلا أمن ولا أمان في ظل تجاهل وزارة الداخلية لها تاركه مدير امن أبين يقيم في عدن حيث لا أمن ولا استقرار لأهلها المتواجدين في شوارعها ومبانيها التي حولتها الحرب إلى إطلال وركام.
أبين اليوم بلا بنية تحتية وبدون أعمار عدا تصريحات ووعود وما يزال الكثير من أبنائها يشعرون بالحيف والظلم الذي لحق بهم من بعض التجاوزات لأولئك الذين يبحثون عن ادوار سياسيه حيث وجدوا ضالتهم في الساعات الأخيرة من حسم المعركة على الإرهابيين .
أبين الجريحة تعاني اليوم من تجاهل واضح وإهمال متعمد من قبل مراكز النفوذ كما اشرنا والقوى التي تتحكم في التأثير على تنفيذ قرارات مجلس الوزراء الذي يكيل بمعيارين وسقى محافظة أبين الجريحة بكأس العلقم واكتفت حكومتنا الرشيدة ( المبجلة ) بالإعلان عن تحرير أبين وتطهيرها والعمل على إعادة تطبيع الحياة فيها والتي لا تزال تدار عن طريق التحكم عن بعد ( بالريموت كنترول ) .
اليوم يوجد تجاهل واضح لأبين وكأن الأمر فيه رسالة إلى محافظ أبين الشاب جمال العاقل بالرحيل من مقره المؤقت في زنجبار ولكم الله يا أهل أبين الطيبين حتى يحكم الله في من يلعبون بمعاناتكم وعزتكم وشموخكم وكرامتكم وتاريخكم الناصع البطولي .
ومسك الختام أتمنى ان يحفظ الله عملاق الوطن المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وأقول ان أبين وأبناؤها ينتظرون بفارغ الصبر زيارتك لها بعد ان رفض رئيس الوزراء باسندوه زيارتها وكلمة شكر للمهندس فريد مجور وزير الزراعة على موقفه السريع مع ابين واخيرآ نقول لمحافظ ابين مزيدا من الصمود في وجه كافة الضغوطات في محيط مقره بزنجبار أو من هناك . .......!! والله المستعان