لقد بلغ السيل الزبى وأشتد الخطب والهب الجوع البطون وأوشكت ملامح المستقبل تكشف عن مجهول غير محدد الملامح ومستقبل معتم قد يوصل بحال المواطن ومن مختلف المستويات الاقتصادية المترفة والمتوسطة والفقيرة والمعدمة نحو مجهول معدوم الرؤى غير واضح الدلالات غير محدد الوجهة . كل ما يجري ويدور في الساحة الوطنية والمواطن بمختلف شرائحه الاجتماعية احتزم بلباس الصبر والسكينة وأعطى للقيادة السياسية في الدولة والحكومة مجال واسع وفسحة كبيرة لمعالجة الأوضاع والبحث عن حلول ومخارج على الصعيد السياسي المحلي كقادة للبلاد سواء كان المواطن مقتنع بنجاعة قرارات القيادة أو غير مقتنع بذلك فهم واقع مفروض ولم يعد هم المواطن من يقف على قمة الحكم بل كان كل همه هو اعطاؤهم فرصة للإصلاحات والتغير للخروج بالبلاد من الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والمواطن من أيِّ شريحة اجتماعية كان. وانتظر المواطن في المحافظات الجنوبية بريق ولو طفيف يضيء ولو من بعيد الظلمة وتمسك بضبط النفس لا عطاء ولاة الامر الفرصة ومن خلفهم دول التحالف التي رسمت الوعود ببناء يمن محرر موعود بكل سبل البناء وتقديم دعم الاشقاء في الجوار لكن ما أن انتهت الحرب في الجنوب وتنصل أو قل تباطئي الجيران بتقديم الدعم الحقيقي ودخلوا في مشاريع من نوع أخر في الجنوب لا تخدم المواطن بقدر ما تخدم أهاف تتوضح في كل يوك أكثر وأكثر. وعندما أطل شبح الفقر وبسط ذراعيه على المدن الجنوبية والبلاد عامة وعصر ألم الجوع البطون وظلل المرض على أرجاء المدن وتعصبت حياة المواطنين في ظل تغطية الحكومة عصب عيونها وأذانها عن الحالة التي وصل إليها المواطن . الموظف هبط راتبه إلى الثلث من حيث القيمة وربما أقل والفقير بات معدم والمعدم يتضور جوعاً وفاقة فهب الجميع للتعبير عن حالهم الذي يزداد سوءاً ليقولون بلسان الحال والمقال يا حكومة كفى تهميش لحال المواطن والانشغال بالمصالح الحزبية وبناء الذات على حساب الوطن والمواطن وما زالت الحكومة الصامتة لا تتكلم إلا في أمور المماحكات السياسية والانقسامات الحزبية وتقاسم المصالح . خرج المواطن إلى الشارع واغلق التاجر متجرة وتوقف الموظف في عصيان معلن أو غير معلن عن أداء وظيفته ويخرج الرئيس بقرارات ترقيع وهي مازالت وعود وكلام لتهدئة الشارع ومتى التنفيذ الأجل غير مسمى لأن الامر مجرد ترقيع . من الكلام المعسول الذي جاء عن رئيس البلاد زيادة راتب الموظف إلى 30/ في المائة وهل الزيادة الحاصلة في حياة الموطن بلغت هذه النسبة لا بد من حل مرضي ومعالج للضرر الذي أصاب المواطن ثم جاء من ضمن قرار الترقيع اغلاق محلات الصرافة غير المرخصة وحتى هذا سيخضع لقانون المصالحة وللمثل القائل اشبع البطن تستحي العين لن يغلق أي محل صرافة طالما يؤدي ما عليه من إتاوات للمتعرطين من اصحاب المناصب والمصالح ومن جانب أخر ليس هذا لب المشكلة . ليست هذه الحلول الناجعة لمعالجة المشكلة التي تفاقمت بدفن رؤوسكم في الرمال حتى صارت من المعضلات فالترقيع حلول وقتية سرعان ما ينكشف عورها وتؤدي إلى عواقب وخيمة. كان ينتظر صدور قرارات اصلاح لا ترقيع تبعد المفسدين وتحاسبهم تم الظهور بشفافية وتوضيح مصير الوديعتان السعودية والاستفادة من الكوادر في المجال الاقتصادي التي تخرج البلاد من الازمة والضائقة المالية دون التمسك بالمفسدين والمقصرين ومراجعة ميزانيات صرفيات بعض الوزارات وتتبع النهب الذي يحصل للمال العام وتسوية حقيقية لراتب القطاع العام المستمرين في الخدمة والمتقاعدين بما يواكب الزيادة في العملات وركود العملة المحلية. نعم للإصلاحات والتغير ومحاسبة المفسد والمقصر للخروج من الأزمة ولا للترقيع الذي يقود إلى ازمات قادمة.