رأينا في اليومين الماضيين حالة الغضب التي اجتاحت بعض أقطار الوطن العربي بعد أن أسأت "أمريكا وكلابها" لأشرف خلق الله "محمد صلى الله عليه وسلم" في ذلك الفيلم الذي جسد شخصية الرسول..رأينا كيف هاجت الشعوب وجن جنونها من ذلك التعدي السافر علا سيد الخلق وأقتلع إعصار غضبها كل شيء وأحرق الأخضر واليابس,ولم يتوانى المحتجون في "صب" جام غضبهم على السفارات الأمريكية في تلك البلدان وإحراقها ونهب ممتلكاتها وتحول المشهد من مشهد "تضامني" واحتجاجي إلى مشهد سلب ونهب كما أظهرت الصور والتقارير,وكأن غضب الجماهير وأحتاجاجهم ما قام إلا للسلب والنهب وليس للتضامن وكأني بهم يقولون وهم "يحملون ما طالته أيديهم" ها نحن ننتقم لك يارسول الله".. ها نجن قد ثأرنا لك من أمريكا وكلابها..ولكن يا سادة " ما هكذا تؤكل الكتف" وما هكذا يكون التضامن ونصرة الرسول!! وما هكذا يكون رد الاعتبار لسيدنا الذي لو كان موجودا في زمننا لما قبل بهذا الأمور التي تتنافي وتعاليم ديننا الإسلامي ومبادئه البريئة من تلك التصرفات السوقية والهمجية والتي أعتقد أصحابها أنهم بها أخذوا ثأر رسول الله وأدبوا أمريكا وكلابها..وتناسى هؤلاء أن تلك التصرفات ستنعكس سلبا على الإسلام والمسلمين وتشوه الصورة الحسنة للإسلام والتي جاهد الرسول طيلة حياته من أجل أن تظل صورته جميلة ناصعة البياض لا يشوه جمالها شيء.. وتحمّل من أجل أن يكون الإسلام دين سماحة وحب وود وإخاء,وليس دين عداء ونهب للممتلكات وترويع الخلائق في أقطار الكرة الأرضية كما يفعل البعض اليوم..وليس معنى كلامي أنني مع أمريكا وأفعالها الممقوتة والسخيفة بل على العكس تماما والله تألمت وتوجعت لتلك الوقاحة التي تجاوزت بها أمريكا كل الحدود وتطاولت على سيد الخلق,ولكني ضد فكرة السلب والنهب والتخريب التي قام بها البعض في تلك المظاهرات التي خرجت لمناصرة الرسول,لان بعض من خرجوا في تلك المظاهرات استغلوا الوضع لصالحهم وسخروه لأهدافهم وحولوا تلك السفارات إلى " غنائم" بعد أن أفرغوا كل محتوياتها ليتضح أن خروجهم لم يكن لنصرة الرسول بل كان من أجل أغراضهم الشخصية التي جعلوا من نصرة الرسول مجرد "حجة" للخروج ولو أراد هؤلاء فعلا نصرة الرسول ورد الاعتبار لحرمة الإسلام لوجدوا طرق أكثر فاعلية وربما تؤتي ثمارها إن لم يكن عاجلاً فآجلا ولكن أعمت الحمية أبصارهم وتملك الطمع والجشع دواخلهم وتناسوا ما خرجوا من أجله وحققوا الغايات التي تمنى البعض أن تتحقق من تلك المظاهرات وظلت الحسرة والحرقة في قلوب من تحسر وتوجع على "الرسول" وظهرت صورة الإسلام لدى العالم الخارجي مهزوزة وليست كما أراد لها سيد الخلق.. [email protected]