لحظة لقاء عبر الصدفة قبيل اسبوع لا أكثر . ومن تلك اللحظة وأناملي تتلهث عشقا" للكتابة . عزمت الكتابة وأنا على علم بأن الوصف لن يبلغ صوب الإرادة . أكون قد اقترفت جرم التقصير بحق الوصف عن هامة وطنية . رغم أني على زهد ودراية ، ومدرك بإن صفحات التاريخ بين دفتيها جملة بليغة المعنى وفصيحة الألفاظ . جملة في سطور التاريخ . لم تكتب بحبر . كتبت بمواقف الشهامة والبسالة . وحري بي أختصار فقرات الوصف بما استطعت له نظم وتعبير . الهامة الوطنية والشخصية النضالية التي وضعت لها بصمة على صفحة التاريخ الناصعة ببياضها . ولأول مرة أسلك هذا السبيل من الطرق الأدبية . ورغم أنها أول جولة لي بهذا الحقل الأدبي . بكل ثقة أطقطق لوحة المفاتيح وبكل تفاخر أكتب اسم هذه الهامة الوطنية متجولا" بين مشاتل الوصف والتعبير . وحقيقة" العظماء تراهم دائما" بسطاء . أنا وأناملي اليوم في مشوار طويل أضن أن لانهاية له . سأخطو ...سأمضي وزادي ثقة" وعلى أسفاري شرف الوصف والتعبير . أحمد محمد مسعد ( عويضان ) . سأكتب عنه مااستطعت الية سبيلا" . كم سمعت عنه وعن مواقفه . قصة" دونتها مواقف الرعب . من أبناء مديرية جحاف محافظة الضالع . يعيش في مجتمع قروي متوسط الدخل . يقتات الخبز الجاف ولد عويضان في القريات ونشأ ترعرع فيها . تجرع شظف وكدح الحياة . تخرج من مدرسة المعاناه . تحمل مالم يتحمله سواه . من قارع المحتل بعد حرب الصيف مباشرة . هو من تجرأ بالخروج بحين خيم الخوف والذعر . لست مبالغا" بالوصف إن قلت بأنه أول من أشعل فتيلة الثورة لم يرافقه الخوف حين أقبل المحتل . لم يحتزم للفرار والهروب . تصدى لشلة الإجرام بما أوتي من قوة . قاد أول مسيرة بعد حرب 94 وخرج مع رفقائه الأحرار وهم الأستاذ فضل الجعدي والبسيسي والدكتور أمين صالح الذي كان أنذاك رئيس اللجنة الشعبية وأمين طالب . خرجوا بمظاهرة متواضعة ضد النظام الدكتاتوري رافعين بقبضة أياديهم راية دولتهم المحتلة رغم أنهم على دراية أن عواقب فعلتهم وخيمة . أصروا وخرجو مطالبين بخروج المحتل ؛ وتم القبض عليهم من قبل العميد القديمي مدير أمن الضالع وقائد اللواء حيدر . عويضان هو من قارع المحتل في عقر دارة وخير شاهد على إباه وعزته لسان موقف وقصة الرعب بمعسكر عطان بالعاصمة صنعاء . موقف ذهول وجأش غرابة حين اختلف مع قائد كتيبة الصواريخ عبدالله الروسي . الذي كان متحسس ممارفعت له من تقارير عن هذا الشخص ويعامله بعنصريه متطرفا" لأبسط زلة منه لتكن حجة له بالقبض عليه . بحين ما تخلف هذا الشخص عن دوامه بسبب ظرف صحي ألم به . تفاجئ بقطع راتبه رغم التقارير الطبية التي سلمها للجهة المختصة . وريثما تم جمع القوة بغية من كان له حق او عليه . قائد الكتيبة كان يستهدف من ذاك الجمع قائد اول مسيرة لرفض الدولة الغاصبة والحكم الزيدي المتواجد بمقدمة الصفوف . لم تسنح له الحجة الواهية المساس بعزة ( عويضان ) سوى أن قال له قائد الكتيبة علي الروسي بكل سخرية واستهتار . أنا علي الروسي شجرة" خضراء ، في الأرض جذورها وفي السماء فروعها . وعليك أن تدافع عن نفسك الآن . قلي من أنت ياهذا قبل أن أؤويك سجن" لن ترى فيه أناملك والقصد من كلامه التحدي لاغيره. فرد عليه .أنا أحمد محمد مسعد عويضان أحد ليوث الضالع الأبية . أنا من أخرجت بريطانيا العصية من بلاد الأحرار نحن فتيل النار . فتغلغل صدر علي الروسي من رد عويضان فنادى كتيبة الأمن وقال خذوه الى السجن .وبعد تكبيل يديه بالقيود صرخ عويضان بوجه القائد وقال له بصوت غاضب .تقول أنك شجرة خضراء ..سأرسل عليها ريح صرصر عاتية . تم تكبله بالقيود في الميدان ومن ثم إلى بين حيطان ، بغرفة مظلمة . هكذا تكبد وتجرع وتعرض لآفات المحتل . وآخر مواقفه الأسطورية سطرها بوقوفه وتصديه للعدوان المجوسي . سطر مواقفه بالصمود بجبهات القتال في الخطوط النارية . تحية للعظماء أينما وجدو ...وكيفما كانوا . ليس من عادة أناملي أن تكتب المدح ولا الذم . لكنها اليوم ارتدت ثوب الفخر والاعتزاز بوصف هذا الشخص . هكذا العظماء دائما" تراهم بسطاء لكن أفعالهم عظيمة. تحية لهذا الشهم البطل ، الجسور . تحية لهذه الشخصية الغيورة على وطنها.