أسئلة وتساؤلات الشارع عن مدى نجاح أو فشل ثورة (الربيع) اليمني مشروعة ومشرعة حتى اليوم. هذا الوضع القائم لم يأت اعتباطا من شارع مسيس فيه الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المثقف خاصة وأن اليمن قد مر بانعطافات عدة منذ 1962م وضرب الرقم القياسي في عدة رؤسائه الذين تناوبوا على كرسي الرئاسة. ومؤخرا بدا الأمر عجيباً غريباً، صار فيه المجرم والقاتل والظالم والمخلوع في آن واحد، وتجمعت فيه كل الصفات المذكورة سلفا، حكيما... وصار أتباعه الذين أفسدوا معه ينادونه زعيما!!. وهذا الواقع الذي أدهش العالم قيل أن يدهش اليمن صنعته الثورة الشبابية في اليمن التي دفعت دول الخليج إلى إيجاد حل من خلال مبادرة اتفق على التوقيع عليها رموز في المعارضة ورموز في الحزب الحاكم والرئيس المزدوج (دولة الحزب) و(قائد أعلى للقوات المسلحة) وهو مناف لقانون الأحزاب الذي يمنع الحزبية في القوات المسلحة. كل هذا لا يمكن اعتباره دافعا لتساؤلات الشارع العام أو حتى الشارع السياسي لأنه ليس كافيا وما دفع ولا يزال يدفع الشارع العام والسياسي تساؤلاً أمور عدة، أهمها إعطاء الحصانة للرئيس المخلوع والقتلة من أتباعه وعلى رأسهم أبناؤه والبقاء في الوطن تحت حماية هذه الحصانة وتمويل العديد من الصحف والقنوات الفضائية لحسابهم ومن أموال الشعب التي نهبوها عليه وصارت هي الأخرى (المنهوبة) محصنة وتحت حماية الحصانة الخليجية والدولية. هذا أمر... والأمر الآخر أن الشباب ظهروا خلال أشهر الثورة ومن كان الشارع العام يتوقع حضورهم في مرحلة ما بعد ثورتهم لم يعد (الشارع العام) يرى وجها واحدا منهم على الإطلاق حتى يأتي الثورة صورة ألفها الشارع العام قبل الثورة، ليس فيها سوى المشترك (المعارضة) في جانب أو في زاوية صغيرة والحزب الحاكم قبل الثورة في الجانب الآخر يتخذ الحيز الأكبر في الصورة ولم يغب عن المشهد سوى الرئيس المخلوع. الأمر الثالث بقاء المظالم تحت رحمة المحاكم، ومكايدة سياسية صنع لها النظام المخلوع رئيسة (سيناريوهات) جنائية مهما أنكر المتهم ضلوعه فيها فإنه في نظر المحاكم السياسية مدان فيها، شعار هذه المحاكم أو أنها تقع تحته (المتهم مدان ولو ثبتت براءته). ها هي "الأيام" الصحيفة مغلقة ولازالت تحاكم ويحاكم القائمون عليها والعاملون فيها، وها هو حكم إعدام صادر من محكمة جزائية في حق متهم بريء.. وأكرر متهم بريء (اسمه أحمد عمر العبادي المرقشي البطل) ولا يزال قائما وها هو عبد الكريم لالجي يحاكم منذ ما قبل الثورة بعامين أو ثلاثة أعوام ويصدر في حقه حكم إعدام مؤيد في الاستثناء وتصادق عليه المحكمة العليا وهو أيضا بريء... وأكرر بريء.. إذاً أين هي الثورة التي يفترض أنها تأخذ الحق للمظلومين وأنها جاءت من أجلهم؟!. لماذا لم تأخذ الثورة الحق للعبادي ولم تأخذ الحق ل"الأيام" وآل باشراحيل، ولماذا لم تأخذ الحق لعبد الكريم (لالجي) وتعوضهم عن كل ما جرى لهم وما خسروه من أموال بسبب تهم باطلة؟ أم أن الثورة لم تكن ثورة حقيقية بقدر ما هي ثورة النظام السابق تم تعميدها بالدم. فالنظام السابق قد عمد ثورة 26 سبتمبر بالدم وعمد الوحدة بالدم وهو اليوم قد عمد ثورة النظام السابق بالدم أيضا حسب عادته. أطلقوا حرية "الأيام" لأنها الثورة الحق.أطلقوا (العبادي) لأنه حرية الحق.أطلقوا حرية (لالجي) لأنه الموطن الحق.أطلقوا حرية (المعتقلين الجنوبيين) لأنهم ثوار الحق.أطلقوا حرية (معتقلي ثورة الشباب) لأنهم القادة الحق. أطلقوا حرية (ثورة الشباب) لأنها التغيير الحق. بداية الحرية وبداية نجاح ثورتكم أيها الشباب وإن (أيقظت ذئاب الثورات) برزت في (إطلاق حرية ميناء عدن)... وأنها لبداية بوابة الحريات، فأبشروا أيها المظلومون بساعة خلاص من ربقة الاستبداد والتخلف الهمجي المروع.