، ؟ ماتشهده المحافظات الجنوبية من غضب شعبي والمتمثل في تلك الاحتجاجات الشعبية التي أنطلقت شرارتها الأولى من محافظة عدن ، شيء طبيعي ومتوقع جداً، نتجة للمعاناة الشديدة التي يعانيها المواطنون في هذه المحافظات معيشياً وخدماتياً وأمنياً ، وقد زادت هذه المعاناة ، بسبب الانهيار المستمر للريال اليمني في مقابل العملات الأجنبية ، مما أدى إلى الارتفاعات المتزايدة في سعر المواد الغذائية ، وقيمة المشتقات النفطية ، هذه الإرتفاعات التي تفوق القدرة الشرائية للمواطن ومستوى دخله اليومي والشهري ، ممايجعله عاجزاً عن الوفاء بمسؤولياته الأسرية و توفير لقمة العيش لأطفاله وأسرته ، ممّا يهدد هذه الأسر بكارثة مجاعية ، يقابل ذلك فشل ولامبالاة وفساد من قبل حكومة الشرعية وممارسات عدائية وخلق أزمات واختناقات عمدا في الجنوب ، وكانت مطالبات أبناء الجنوب بإقالة الحكومة وإحالتها للتحقيق موضوعية وشرعية ، وخاصة بعد استقالة المغلحي محافظ محافظة عدن السابق ، وما جاء في رسالة الاستقالة من إتهامات واضحة وصريحة ضد الحكومة ورئيسها ، من رعاية للفساد وعرقلة الجهود لتطبيع الحياة في هذه المحافظة ، بالإضافة إلى المطالبات المستمرة بهذه الإقالة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي والتي أدت إلى انتفاظة يناير 2018 م ، ضد هذه الحكومة ، لكن للأسف الشديد إصرار الرئيس وعناده على بقاء هذه الحكومة ، وصمت التحالف العربي المسؤول أخلاقياً وقانونيا عن الأوضاع في الجنوب ، هو ماأوصل الأوضاع إلى هذا المنحدر الخطير وإلى بوادر قيام ثورة الجياع ، ثورة البطون الخاوية . وحضرموت ليست مستثناه من هذه الثورة ،فأبناؤها يعانون مثل غيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية ، بل أكثر وهم عندما يشاهدون ثروتهم تنهب، نفطهم ، وأسماكهم ،ومردودات موانيهم البرية والبحرية لاتدخل ميزانية مخافظتهم ، وهم يفتقدون لأبسط الخدمات ، شربة الماء النظيفة ، خدمات الكهرباء ، الصف الدراسي، المشتقات النفطية بأسعار مناسبة وغيرها من الخدمات الضرورية . ومن الطبيعي أن يتفاعل أبناء حضرموت مع احتجاجات الغضب وهذه المسيرات المنددة بالغلاء والمطالبة باسقاط الحكومة ، وليس مستبعدا أن يكون ضمن هؤلاء المحتجين مندسون يعملون لصالح إيران ، فإيران لها أذرعها السياسية والعسكرية وعملاؤها في كل مناطق الجنوب ، فهناك من أبناء الجنوب وحضرموت أثناء العدوان على الجنوب في 2015 م وحتى اليوم من هو عائش في ضيافة الانقلابيين الحوثيي في صنعاء ، ومنهم من ينزل ضيفاً على حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية من بيروت ، ولم يسجل لهم موقف مندد بالغزو والعدوان على الجنوب . تصريحات المحافظ البحسني بأنه سيوقف تصدير النفط من حضرموت ، تضامناً مع ثورة أبنائها الجياع ، شيء جميل لو عملها عمنا فرج سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه وسيقف معه أبناء حضرموت كلها واديها وساحلها ، وهو رد عملي لمايعانيه أبناء حضرموت من حرمان طوال السنوات الماضية والمحافظ البحسني يقول عنه َمنْ يعرفه إنه صادق وفيُّ نزيه ، أنا شخصيا لا أعرفه ، قد يقدم فعلا على هذا الإجراء ،لكن يحتاج من المحافظة كلها أن تسنده بكل مكوناتها ، المؤتمر الحضرمي الجامع ، المجلس الانتقالي ، الأحزاب ، لأن هناك داخل حضرموت من يعمل على شق وحدة حضرموت لخدمة أجندات سياسية وحزبية خارجية ، بالإضافة إلى ذلك أن مثل هذا الإجراء قد يفقد المحافظ منصبه كما جرى مع بن بريك .