تقدم الأخوان العزيزان نجيب يابلي وحسين الحنشي بمشروع مبادرة تلخص مضمونها في فكرة عقد مؤتمر (حكماء الجنوب) وتضمن المقترح الذي نشرته صحيفة عدن الغد الغراء بتاريخ 11-10-2012 بعض تفاصيل التصور. بتقديري الشخصي المتواضع لحجم المصاعب والتعقيدات التي تعيشها الساحة الجنوبية وتزداد تفاعلاً, ولطبيعة المخاطر والتحديات التي يوجهها الجنوب اليوم وما تفرضه وتتطلبه من قوى الثورة الجنوبية والمجتمع الجنوبي بشكل عام من إعداد وإستعداد وجاهزية نضالية وسياسية ووحدة مجتمعية لهذه الأبعاد كلها أجد نفسي مؤيداً تأييداً كاملاً للمبادرة, التي أتمنى أن تحضا بالاستجابة والتأييد والتبني والدعم من سائر قوى ومكونات ورموز وشرائح المجتمع الجنوبي. المبادرة انطلقت من حرص لا يرقى إليه أدنى قدر من الشك وبنيت على تقدير سليم وصائب لما تحتاجه الساحة الجنوبية اليوم ومن إدراك مسؤول لما ينبغي عمله لمواجهة الحالة الناشئة ومعالجة الظواهر والمشكلات المتنوعة والناجمة عن إرث من الماضي وعن تحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل. المبادرة يمكنها أن تلعب دوراً بناءً في توجيه هذا المسار وأن تشكل الآلية المناسبة لوضع خارطة الطريق تؤمن خروج القوى الجنوبية من حالة التأزم والتشرذم والتجاذب وان تضع أقدام الجميع على أرضية واحدة صلبة حتى يتمكنوا جميعاً من مواجهة التحديات والمهمات المشتركة الآنية والقادمة بكفاءة وأقتدار. المشروع المطروح يتطلب مشاركة في التطوير والتحسين وما يلزم لنجاحه وانتصاره بما يهدف إلى إخراج الفكرة إلى النور, مطلوب اجتهادات ومناقشات ومقترحات للتطوير وليس للتعطيل أو للالتفاف عليها وعلى طريقة الخناق بالعناق. قد تطرح ملاحظات حول المدخل الذي قدم به الأخوان نجيب وحسين الفكرة ولا خلاف في ذلك, إلى أن المطلوب أن نميز بين الفكرة والدعوة والعرض الذي قدمت به, بمعنى أن يتجه النقاش والحوار لدعم الفكرة والانتصار لها, ودفع سائر القوى والشرائح والرموز إلى تبنيها سواءً المعنيين بالمشاركة فيها بحسب التصور أو من سيكونون موضوعاً لنشاطها القادم. الجهد الصادق والنزيه مطلوب من الجميع دون إستثناء لجعل المبادرة تحقق أهدافها في الارتقاء بالحالة الجنوبية وتجنيبها الوقوع في مزالق وتقلبات سيدفع ثمنها الشعب كله وقضيته ونضاله وتطالعاته, لجعلها الوصفة الملائمة لمعافاة الوضع وبأقل قدر من التكلفة والمعاناة وقبل أن يضطر الناس إلى أعتماد خيار (الكي) بأعتباره أخر وسيلة للعلاج. أن دعوة الحكماء وبقدر ما فيها من الحكمة والنبل والإخلاص والتقدير الصائب للوضع وما تستهدف تحقيقه وبلوغه للصالح العام فطريقها لن يكون سهلاً, وبالتالي فالعملية تحتاج إلى جهود ودعم ومؤازرة وتبني وأولاً قبل كل شي إلى نوايا صادقة من قبل جميع الأطراف والقوى والرموز الفاعلة والمؤثرة والسمو عن الصغائر والجزئيات والحسابات الصغيرة وعن الذات لصالح ما يهم الجنوب ويعنيه في حاضره ومستقبله, ما يهم شعب الجنوب وقضيته وما يعزز من وحدته ويدعم نضاله وثورته. قاسم داوود علي 12-10-2012