بعد جولات وصولات للأحزاب العراقية حول الاتفاق على تشكيل كثلة برلمانية كبرى تمثل أكثر من ثلثي أعضاء المجلس النيابي وفي أثناء تلك الجولات التي قطعتها الأحزاب العراقية تم تقديم الكثير من التنازلات الحزبية من بعض الأحزاب الطامحة في الوصول مثل غيرها من الكثل السيادية إلى دفة السلطة التشريعية والتنفيذية بغية الخوض في المعترك السياسي للبلاد والحصول على مزايا للطائفة التي تمثلها وفي هذا السباق السياسي ائتلف المتناقضون والتقى المتخاصمون لقاء ظاهري لا يمس جوهر وأهداف تلك الأحزاب والكثل السياسية المنتمية لفصيل أو طائفة أو قومية معينة ومن ذلك الأكراد والشيعة والسنة والأزيدين وغيرهم من الطوائف سواء كانوا اغلبية أو اقلية. وفي معترك السباق اهدرت اموال ونفقات طائلة على تكاليف طاولات الحوار في أرقى الفنادق والصالات المغلقة على المتحاورين من مختلف الطوائف لتشكيل ما اسموه الكتلة الأكبر التي جمعت سائرون التي من أهدافها إدارة البلاد ومنها الانتخابات وتشكيل الحكومة وكذا اختيار رئيس للحكومة والدولة برمتها دون تدخل ايران في تلك العمليات على خلاف كثلة الفتح والنصر التي هي من أدوات ايران في العراق بجنسية عراقية وهم في ذلك من أهدافهم الحزبية قيادة العراق من أجل الطائفة ومصالحها وحلفائها ولو على حسب عراق يضم طوائف وقوميات متعددة. لذلك فإن كثلة النصر بقيادة حيدر العبادي تسعى جاهدة للحفاظ على بقاء عجلة قيادة العراق بيد الكتلة من أجل الحفاظ على مصالحها الطائفية تحت رعاية ايرانية غير معلنة حتى الأن. وبرعاية من الولاياتالامريكية التي تدير عجلة السياسة العراقية منذُ الإطاحة بالزعيم صدام حسين لتسلم العراق للفتن وتقسمه بين الطوائف والقوميات مستخدمة في ذبك كل وسائل الترغيب من اغراق القيادات المنصاعة لها بالمزايا والهبات والحماية والترهيب لكل من يخالفها بتحريك الفتن واطلاق يد العصابات المسلحة للعبث بأمن ومصالح العراق كداعش وغيرهم من الادوات التي هي جند للأنظمة الاستخباراتية العالمية تستخدمه متى ارادت وفي الوقت التي تريد. ولا خفى على أحد أن تلك الانظمة تختلف على مصالحها وتتفق على مصالحها أيضاً ففي الوقت التي تظهر الولاياتالامريكية كخصم لإيران عندما تتلاشى المصالح المشتركة وتغض الولاياتالامريكية الطرف عن انتهاكات ايران في الوطن العربي وتطلق لها العنان في كل ارجاء البلاد العربية غلا عندما تقترب من اسرائيل فتظهر أمريكا الوجه الأخر لإيران ولكنهما على طول الخط تتفقان في كثير من المصالح وما يدور بين لولايات الامريكيةوايران اليوم من سجال حرب عقوبات اقتصادية وسياسية على نقطة معينة وهم يلتقون في كثير من النقاط . وبعد التقارب بين النصر والفتح تتباعد الرؤى حينما يأتي دور المحاصصة في اقتسام المناصب والمحافظة عليها فعند اختيار الكتل المتفقة لشخصية قيادة لقيادة الحكومة وإن كان من نفس الكتلة يبرز حب الذات والمحافظة على المنصب فيكشر العبادي أنيابه ويعزل خصمة من مناصبه ويبحث عن المخارج القانونية والدستورية لتعليل الأسباب حتى يبقى واجهة البلاد المتصرف في شؤونها رغم تناسيه للمصالح والخدمات وانشغاله في تشكيل الكتل والدخول في اتفاقات حتى مع الخصوم والمختلفين معه في العقيدة والطائفة لكن حين تلوح الاحداث بالعزل عن المنصب الذي أصبح حق شخصي لا يمكن التنازل عنه يتم الاختلاف حتى مع أصحاب وجهات النظر الواحدة