شحنة أسلحة تركية تصل وتكتشف في مينا عدن ، شحنة قيادات مؤتمرية يمنية منتمية للجنوب تصل وتختلف في مدينة عدن. ما سبق ليس إلا مانشيتان عريضان يعتليان صفحة أحدث تطورات المشهد السياسي الجنوبي وقد يسأل البعض عن سر العلاقة أو وجه الشبه بين حادثة اكتشاف شحنة البسكويت المسلح وشحنة قيادات المؤتمر المشلح وقد يكون محق في تساؤله وعليه يلزمني التوضيح بالقول أن كلا الشحنتين تستهدف الجنوب مع الأخذ في الاعتبار اختلاف طريقة كل شحنة في تحقيق أو الوصول إلى الهدف المبين أعلاه. حتى لا يتهمنا البعض بالإقصائيتين أي أننا نتحدث وكأن الجنوب لنا وحدنا ونعمل على إقصاء الآخرين من أبناء الجنوب الذين لأنكر أنهم يمتلكون حق في الجنوب شأنهم شأن قيادات الحراك الجنوبي السلمي الميدانية والنشطاء من شباب مكونات الثورة الجنوبية بكافة مسمياتها والشهداء والجرحى والإسراء والمعتقلين والمشردين والإيتام والارامل من شعب الجنوب المناضل الذي سطر على مدى سبع سنوات ونيف أروع ملاحم النضال وقدم التضحيات ودفع أغلى الإثمان في مواجهته غير المتكافئة أبدا مع طغاة مارسوا ضدة أبشع أنواع التعذيب والتهميش وأذاقوا شعبه الصبور امر أنواع العلقم وفعلوا بأرضه مالم يفعله الصهاينة بقطاع غزة ورام الله الفلسطينيتين. حتى لا يتهمنا أحد بشي من ذلك أقول نعم الجنوب لكل أبنائه ولكل أبنائه حق فيه ورأي يجب أن يسمع ويحترم وقرار يجب أن يناقش باستفاضة ويخضع لإجماع الشعب والقبول بنتيجة ثنائية الموافقة أو الرفض ، نعم لكل فرد من أبناء الجنوب ذلك وبالمقابل عليه للجنوب وشعب الجنوب واجبات ومسئولية إنسانية تاريخية يجب أن يكون في مستوى تحملها بجدارة. فالجنوب اليوم يمر بمرحلة هي الأصعب في تاريخه تقريبا وما أحوجه اليوم أكثر من أي يوم آخر مضى لالتفاف كل أبنائه بمختلف مستوياتهم وثقافاتهم وانتمائهم السياسية حوله وتوحيد أراءهم وتكثيف جهودهم وتسخير إمكانياتهم لإخراجه من سالما غانما وشامخا أيضا من عنق تلك المرحلة الصعبة المتمثلة في الوحدة اليمنية المرفوضة جملة وتفصيلا من معظم وأبسط شرائح المجتمع الجنوبي ، أكرر القول إن الجنوب في مسيس الحاجة لكل أبنائه ولكن أبناءه المخيرين القادمون أليه وأقصد هناء الأخوة قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في مديريات ومحافظات الجنوب والقيادات الجنوبية في أعلى هرم المؤتمر وهم مقتنعون بشرعية قضيته ونضال شعبه ،القادمون أليه مؤازرين إخوانهم مشمروا السواعد لشحذ همهم والوقوف إلى جانبهم في خوض معركتهم السلمية ونصرتهم ومساعدتهم في تحقيق هدفهم الشرعي والسامي والنبيل وليس القادمون أليه مسيرون من قبل أعداء شعبهم وبتوجيهات وأوامر من أوصل الجنوب إلى ما وصل أليه ، القادمون أليه متسلحون بإرادة فولاذية لتحقيق نوايا وأهداف أعداء الجنوب وشعبه والعمل على تشتيت الجهد النضالي وتفتيت وحدة شعار وهدف وإجماع شعب الجنوب والسلوك بمسار قضيته ونضاله دروب فرعية خاسرة فهولا الجنوبيين القادمون من وكر صناعة مصيبة الجنوب والالآم شعبه أذا كانوا من الصنف الأخير ففي هكذا حالة لا فرق بينهم وبين شحنة البسكويت التركي المسلح بكل أسف .