عندما اندلعت ثورة شباب التغيير فقد راود التغيير المواطنين بان الثورة سوف تنتصر على نظام العائلة العسكري القبلي الفاسد . فاندفعت الجماهير لمناصرتها , وقدمت الالاف من القتلى والجرحى . كل التوقعات كانت داخل اليمن وخارجه تؤكد بأن التجربة في اليمن ستكون من أبرز تجارب ثورات الربيع العربي , إلا أن كل تلك التوقعات قد باءت بالفشل لأسباب لم يكن يخطر على بال القيادات الشبابية تلك الخدعة التي تمثلت في انضمام الفرقة الاولى والشيخ صادق الاحمر إضافة الى عدد من القيادات العسكرية والمدنية والسلك الدبلوماسي . تلك الخدعة التي جاءت نتيجة مجازر جمعة الكرامة .
حقيقة لقد مثلت تلك الحركة أو الخدعة مؤامرة انقلابية على شباب ثورة التغيير التي مهدت الطريق للمبادرة الخليجية التي تم الاعداد والتخطيط لها بدقة متناهية والعمل على تنفيذها , فكان اصحاب المصلحة من هذه المبادرة (المؤامرة) هم الشركاء : النظام السابق ممثلا بالمؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك , اما من قدم الغالي والنفيس فكان مصير ثورته التهميش والتراجع الى الخلف وكأن شيئا لم يكن .
مشاركة الجنوب في الحوار , هل ستنتهي الى نفس المصير ؟
الشيء الذي لا يريد أن يستوعبه جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومندوبي الدول الراعية للمبادرة هو أن حربا عدوانية شنها نظام علي عبد الله صالح في العام 94م كان من نتائجها انهاء نظام شريك الوحدة الجنوبي والآلاف من القتلى والجرحى اضافة الى نهب كل محتويات مرافق ومؤسسات الدولة في الجنوب وكذا مؤسسات القطاع العام والمشترك من شركات ومصانع ومرافق خدماتية مرورا بالاستيلاء على مزارع الدولة وتوزيعها على أمراء الحرب وانتهاء بالبسط على الاراضي الشاسعة والاتجار بها , وقبل كل ذلك تسريح كل منتسبي المؤسسات العسكرية والمدنية (كان مصيرهم خليك بالبيت) .
كتبنا منذ اللحظة الاولى لدخول القوات (اللا شرعية) مدينة عدن في السابع من يوليو 94م بأن ما حدث هو غزو وحرب عدوانية لا مشروعية لها ولا مشروعية لأي وثائق تمليك تصرف من قبل نظام غازي وسوف تعود لأصحابها عاجلا أم أجلا , أما المحافظات المتضررة من كل ذلك على وجه التحديد هي عدن وحضرموت ولحج وأبين .
فيا أخي يا بن عمر هل تعتقد أو تصدق نفسك بأن من نهبت ممتلكاته ظلما وعدوانا أي ممتلكات شعب ودولة سوف يأتون اليك يزحفون على بطونهم ليشاركوا في الحوار الذي دعيتم له ؟ لا يا أخي فهذه الدعوة هي احتقار واستخفاف لعقول المواطنين في المحافظات الجنوبية , لا بل ظلم فاحش لا يمكن أن يقبل به أي انسان , وأنت تعلم جيدا بأن المواطن في هذه الارض لا يمكن ان يقبل او يسكت عن كل من يتعدى على حقوقه , ولا بد وانك قد سمعت بأن قبيلتين في اليمن قد تقاتلتا بسبب حاوية فارغة , وقد أدى ذلك الى سقوط ثمانية قتلى من كلا الطرفين , فكيف يمكن السكوت عن وطن ودولة وثروات شعب بكامله تمت السيطرة عليها بالحرب والعدوان .
لا يا أخي لا يمكن ان يشارك في مؤتمركم أحد إلا بعد استعادة الحقوق , وكل من يحاول المشاركة فلن يكون إلا عميل وخائن ولا ينتمي للجنوب وللشعب الجنوبي لا من قريب ولا من بعيد وستتم ملاحقته قضائيا . إن هذا المؤتمر أخي جمال ما هو إلا مؤامرة وجريمة أخرى ترتكب بحق الشعب في الجنوب من قبل المنظمات الدولية ومجلس الأمن . اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.