الذين يرفضون السير في طريق النفاق ولا ينخرطون في موكب الولاء للسلطان, يتعرضون للبطش والتنكيل ولعذبات بئيسة ومعاملات دنيئة أكثرها بعداً عن الكرامة والآدمية, مثل: الموت أو الاغتيال, أمراض وإعاقات مستديمة, المؤاذة والتطفيش, التهميش, التهديد والوعيد, الاعتقال والسجن, التعذيب, الإقصاء من الوظيفة أو الفصل من العمل (خليك في البيت), المحاربة في الرزق والتضييق ومصادرة الأموال والممتلكات بطريقة قاسية, الاعتداء الجسدي والعنف الرمزي والمعنوي, الاتهامات الكيدية والتجريم, المحاكمة الظالمة, التشكيك في الهوية, المنع من التنقل والسفر, سحب ومصادرة وثائق الهوية الشخصية والعائلية, عدم تجديد جواز السفر والبطاقة الشخصية والعائلية, القذف والإهانات والفبركة والنميمة والتحرش بأفراد العائلة ومضايقتهم, المراقبة الصارمة للحركات والعبارات والتصرفات والإيماءات الجسدية والروحية, فض مغاليق المراسلات واقتحام المحرمات, التصنت على المكالمات الهاتفية, اختراق البريد الإلكتروني وتدمير المحتويات, زرع أحاسيس الفزع والوحشة والرعب في قلوب الشجعان, تقديم الإغراءات طبقاً لمنهج إفساد من لم يُفسد. فكل هذه الوسائل والأساليب الممقوتة تعرض لها المرحوم هشام باشراحيل وشقيقه تمام وأبنائه هاني ومحمد وباشراحيل وعائلته الكريمة وأسرة صحيفة «الأيام», لأنها صحيفة غير جبانة ولا متملقة. عليّ دين أخلاقي أود الجهر به ألا وهو, أنه من الصعب السكوت عن الظلم الذي لحق بصحيفة «الأيام», التي عانت من الأذى والويلات والاعتداءات الغاشمة والتقارير والوشايات الحاقدة, وارتكبت الأجهزة أخطاء بشعة ضد صحيفة «الأيام» ودمرت صوت الصحافة الحُرة وخربت وأفسدت حرية الرأي؛ ذلك لأن الأيام كانت تحذر من مخاطر الطغيان والشمولية وتشير بسبابتها إلى الخروم والسلبيات وإلى اتساع رقعة الفساد المتوغل في عصب الدولة. لقد تصرفت «الأيام» بمهنية عالية وانتصرت أخلاقيًا غير آبهة بالأراجيف والأكاذيب السامة ولا بنيران الطلقات القاتلة التي وجهت إلى رأسها. سيدي الرئيس: هناك جُبناء وأوغاد يدافعون عن الأيام ويطعنوها من الخلف, إنهم يمارسون سياسة الثعالب؛ لأنه كما قال الشاعر أحمد شوقي: مخطئ من ظن يومًا أن للثعلب دينا. إننا نحب ترابنا الوطني وأهلنا ولا نريد أن تموت النبضات الحية أمام أعيننا, فأخلاقيات «الأيام» ونهجها يلم الشمل ويوحدنا على الهم العام ويكشف العيوب والأمراض التي تمزق نسيج وحدة المجتمع على عكس نهج العصابات المدمرة للعمران, فالفاسدون يحملون جرثومة الفناء لكل ما هو طاهر ونقي في حياتنا ويقودونا إلى مزيد من التشظي والتفتت. إن الوقت يمر بسرعة وننتظر رد الاعتبار «للأيام». نريد العدالة والحق. نريد تمزيق حبال الظلم التي تطوق عنق صحيفة «الأيام». لقد فعلت الحكومة خيرًا عندما قررت تعويض صحيفة «الأيام», ونتمنى أن ينفذ هذا القرار بأسرع ما تيسر من الوقت. سيدي الرئيس: نريد منك البسالة والشجاعة وكلمة حق تعيد «للأيام» رونقها وكرامتها في زمن غير أصيل, وأن تكون أمثولة في المدافعة عن الحق ونصرة المظلومين؛ فمن العيب في فترة رئاستكم أن تظل صحيفة «الأيام» مغلقة ومجرجرة في المحاكم ومقموعة, قابعة فوق الأشواك والمسامير, ومن العيب أن يظل المظلوم أحمد عمر العبادي المرقشي مسجونًا على خلفية قضية كيدية تعرفون تفاصيلها وأسرارها منذ 12/2/2008م. نريد أن تنتصر إرادة الشجعان على إرادة الثعالب وإرادة الحق والقانون على إرادة الفوضى والفساد وإرادة الحرية على إرادة القمع, فالقوة كما يقول الزعيم الهندي المهاتما غاندي: «لا تأتي من الإمكانات الجسدية بل من عزيمة الإرادة». سيدي الرئيس: نريد منكم قرارًا صريحًا يلمع في ظلمة دامسة يرفع الظلم عن صحيفة مجروحة في الصميم دمرها العنف والتغليظ وعبثت بكرامتها نفوس مريضة مشحونة بالفساد والحقد والحسد والكراهية. فالحوار الوطني يحتاج إلى خطوات تمهيدية وجريئة في الفضاء العام تعيد الثقة للنفوس المنكسرة في الجنوب والتراب الوطني, ومن ضمن هذه الخطوات النجيبة رفع الظلم عن صحيفة «الأيام», وتعويضها بشكل عادل عن الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدتها منذُ عام 2008م. إننا ننتظر القرار الشجاع الذي يعيد ل«الأيام» نضارتها ووهجها للمساهمة في عمارة الأرض ونهضة العقل وتشكيل الرأي العام النابه والمتبصر