في هذا اليوم يحتفل أخوتنا الجمهوريون في اليمن الشمالي بذكرى سبتمبر وهم مشردون في بلدان الشتات والبعض الاخر مسحوقون في بلدهم وفي أوضاع بائسة، في حين يحتفل الملكيون أنفسهم بذكرى الجمهورية ويوقدون شعلتها ويتغنون بها... وبهذا يكون قد تحقق وبشكل سطحي أحد أهداف سبتمبر المتمثل في القضاء على الأمامة وأقامة حكم جمهوري وأصبح الملكيون والأماميون أنفسهم ينشدون بأسم الجمهورية ويوقدون شعلة نصر الجمهوريون على أجدادهم الملكيون أيمانا بأن الشعب يرفض شيء أسمه الملكية وأن أتسم بكثير من الايجابيات التي قد لا تتوفر في ما عرفت بالجمهورية خلال العقود السابقة ... تبقى أمام الاخوة في العربية اليمنية خيار واحد ليعم السلام وتحيا الجمهورية وينتهي الفقر وهو القبول بالاخر! القبول بالاخر والشعور بأنه ليس هناك فرق بين أبن تهامة وأبن صعدة وبين أبن تعز وأبن عمران وبين أبن أب وأبن مأرب هو الاهم اليوم من التغني بالجمهورية كمصطلح يخلوا من معانيه الحقيقية. فالجمهورية كمصطلح هو ما تغنى به لعقود مشائخ الجمهوريون بالامس وسادة الملكيون اليوم ويردده بعدهم البسطاء من الناس عن جهل أو على أمل في أن يكتسب معانيه لاحقاً. فحتى يومنا هذا لا يؤمن الشيخ ولا السيد بقيم الجمهورية المتمثلة في المساواة والعدل وعدم وجود نقاوة في الدم والنسب ولعل غياب هذه المعاني من مفهوم الجمهورية هو ما أفشل حلم الوحدة مع اليمن الجنوبي أيضاً ومن ثم أفشل حلم الدولة بل وحول محافظات البلاد الى كتل محترقة.. فكما تظن السلالة الأمامية بأنها تمتاز بنقاوة وقداسة نسبها عن باقي الشعب وهي المخولة بحكمه يؤمن كذلك المشائخ (وهم من أعتلوا هرم ماتسمى بالجمهورية بالامس) بأن بني البشر خلقوا قبائل وعبيد ويؤمنون أيضاً بقداسة تلك القبيلة عن تلك وبأحقية ذلك الشيخ في الحكم عن ذلك الدكتور أو المهندس الذي ينتمي الى قبيلة أقل مكانة. أعتقد بأنه على مثقفي العربية اليمنية اليوم أن يتأملوا في أهداف سبتمبر جيداً ليفهموا معاني أهدافها بدلاً عن التمسك بالأناء الفاضي المسمى بالجمهورية والذي سبق وأرهقهم وأرهق الشعب كثيراً وأوصل البلاد الى ما هي عليه. أن مصطلح جمهورية الشيخ والقبيلة هو ما أقتنع أن يعترف به ويحكم تحت رايته الملكيون اليوم وليس الجمهورية بشكلها الحقيقي. فالملكيون يرون اليوم بأنه أذا كان الشعب لا يقبل بعودتهم الا تحت هذا الغطاء فلتكن هناك جمهورية يحكمها السيد كما كانت بالامس تحت حكم الشيخ، في حين أن الجميع (الشيخ والسيد) لا يقبلون بجمهورية تنتقص من دورهم وغطرستهم وأستعلائهم عن باقي الشعب. أن ما ينبغي أن يخشاه مثقفي الشمال اليوم هو أن تتفق السلالتين (المشيخية والامامية) على مشروع يمكنهما من حكم الشعب مجدداً وتحت غطاء جمهوري زائف كما كان في العقود الماضية وهو الامر الذي ينبغي أن يجسده المثقفون في خطاباتهم السبتمبرية كي يفهمه العامة ويقفون صفاً منيعاً في التصدي له. تهانينا للجميع بذكرى سبتمبر سائلين الله أن تعود هذه الذكرى على أخواننا في الشمال وقد عم السلام وتحققت أهداف سبتمبر وقامت جمهورية للجميع، يشارك في بنائها وحكمها جميع أبناء الشعب وبعيدة عن أهواء الشيخ والسيد