ولأن عدن مجمع انساني احتوى تعدد انساني من داخل اليمن بشكل عام فليس هناك قرية في سهل أو جبل إلا سكن ابناؤها عدن مع ما تستقبل عدن من الوافدين إليها من المحيط الاقليمي المجاور في شبه الجزيرة عندما كانت عدن ولازالت نجمُ ساطع يبهر الابصار مع ما أحاط بها من تهميش وتحجيم لمكانتها لكنها تظل على مدى الحقب منارة للإنسانية والتراحم والتوافق الاجتماعي فهي دائماً فاتحة ذراعيها لكل قادم غير أبهه لموطنه وجنسيته ولونه وشكله فعدن هي أم الإنسانية لهذا يظهر التمازج الثقافي والإنساني والاجتماعي والأدبي والإبداعي في كثير من نواحي الحياة في عدن ومنها العادات والتقاليد والطقوس التي تمارس في مناسبات معينة كالزواج والوفاه واستقبال مولود أو عودة مسافر أو حتى عند البيع والشراء. ولأن عدن حاضرة من حواضر الالتقاء الإنساني والثقافي لنا وقفة يسيرة مع بعض العادات والطقوس لتي تمارس في مناسبات معينة وهي في الغالب لا تخالف تعاليم الدين الاسلامي أو أنها تدخل في المباح إلا ما نذر منها يكون شاذ وغريب وينطوي على عقائد مخالفة خاصةً وأن عدن حضن ضم حتى غير المسلمين وأعطاهم كل الحقوق التي لغيرهم من المسلمين دون تميز أو تفرقة وكل ذلك التقارب وضع أثره على بعض العادات السائدة والطقوس التي تمارس في بعض المناسبات والمواسم. ومن تلك الطقوس ، عادة كانت تمارس عند عودة الغائب أو شقاء المريض والمقصود بعودة الغائب هو عودة مسافر بعد غربته للعمل أو الدراسة أو حتى خروجه من سجنه وشفاء المريض من مرضة كانت هذه العادة أو الطقس يسمى (الفولة) وهي قدوم نساء الحي مهنيات وهن يحملن الحلويات المعلبة ( الشكولاتة والنعنع ) وربما الصرف من العملات الصغيرة المتنوعة وبمجرد دخولهم المنزل المعني يتم بعد المباركات الإحاطة بالغائب وتمرير الهدية حول رأسه تم بعثرتها على الأرض ليقوم الأطفال الحاضرون وباقي الحاضرين بجمع متيسر له والاحتفاظ بذلك لنفسه وكل هذا يجري في جو من الفرح والبهجة تطلق فيها الزغاريد والاناشيد ومن العادات العدنية ما يحصل عند ختان المولود الذكر في اليوم السابع من وضع إناء العسل وقطع الحلوى والنعنع والشكولاتة ودعوة كل أطفال الحياة حتى يتسابقون إلى أخذ نصيبهم من الحلويات والعسل ويتذوقون مصبوب العسل وهم ينشدون .. حالي حالي أيوه حالي ومن العادات التي اختفت واندثرت ما يحصل عند وفاة المولود الرضيع أو السقط المكتمل من دعوة صغار الحي وتمرير معجون الحناء على أجسادهم وسقايتهم الحليب الذي يجهز خصيصاً لصغار الحي في مثل هذه المناسبة. ومن العادات التي كانت قائمة في عدن وتلاشت هي اغراق الصغير المصاحب لأمه عند أول زيارة لأي بيت من بيوت الجيران ببعض الهدايا الرمزية والعطور. ومن العادات في مواسم الرياح والعواصف طمس جوانب من وجوه الاطفال بسواد الفحم أو الدخان المتجمع على طاوة الخبز ( القالب الذي يطبخ عليه الخبز). وهناك الكثير من العادات التي ربما يطول الحديث عنها في مقال واحد وتحتاج لمجال أوسع من باب التدوين والتقيد للموروث الاجتماعي والعادات والطقوس التي سادت في عدن في حقب سابقة وأخذت بالاندثار بل أن بعضها تلاشى واختفى وهو من باب التقرير وليس الاقرار لبعض العادات التي ربما تحمل مخالفات عقائدية.