1// أشرتُ في تناولي السابق بنفس العنوان الى موجة الغلاء الفاحش والغير مسبوق الذي يجتاح بلادنا اليوم ، وهذا بفعل إنهيار الريال أمام الدولار ، وفي الوقت نفسه أشرت الى لامبالاة الحكومة بهذا الإنهيار الإقتصادي الخطير الذي أودىَ بنا الى هذه الوضعية المؤسفة ، بل ولجؤها الى معالجات عقيمةٍ للتخفيف من حدّة الغلاء ، وهي التي رمت بطوابير من شعبنا الى حافة الجوع ولاشك .. 2// في البلدان الحيّةِ ، وعند الإرتفاع الغير منطقي لسلعةٍ ضرورية للحياة - كالنفط مثلاً ، فما بالنا بكل السلع - هنا يهيجُ الشارع بمجمله ، ولايعود إلا بعودة هذه السلعة الى سابق عهدها ، أو بإتخاذ معالجاتٍ موضوعية لها .. واليوم نحن مربوطين بالتحالف العربي في محاربة المدّ الشيعي في بلادنا ، وهناك قرارات دولية بهذا الشأن ، والتحالف العربي يتحمّلُ مسؤولية أدبية وأخلاقية يُمليها عليه الواقع بالتكفٌل على الأقل بالرقعة المحررة من البلاد ، ولكن يتّضحُ جلياً أنه لايوجه إهتماماته الجدّية لواقع شعبنا اليوم ، بل هو يحابي حكومة الفساد القائمة ويحميها ، وهذا رٌغم كل فسادها وعبثها الذي بلغ صيته الأصقاع بكل أسف . 3// إن فرض واقع الجوع على شعبٍ ما ، وهو واقع أمرّ وأسوأ من الحرب نفسها ، وكل هذا يستدعي التّحرك الحازم والجمعي لرفض هذا الواقع ، وهو ضرورة قصوى ولاشك ، وحكومة الفساد هي المعنيّة أولاً بهذا الواقع الأسود ، ومهما كان من يدعمها ويتستّر على أدائها الفاشل والفاسد هذا .. 4// هنا يأتي العصيان المدني المنظّم والواعي والشامل لإجتثاثِ هذه الحكومة الفاسدة ، وقلنا عصيان مدني شامل وواعي لأنه بالضرورة أن يعمّ كل الشعب أو معظمه وفي كل المحافظات وبدون إستثناء ، وعلى أن يتم ذلك بشكلٍ متزامن ومستمرٍ ايضاً ، وحتى تحقيق الهدف برحيل هذه الحكومة طواعيّةً ، ونعني هنا أن يتوقْف كل الموظفين وبدون إستثناء عن مداومة أعمالهم ، أو الوقوف خارج مرافقهم فقط ، وكذلك الحال بالنسبة للشارع ، لا أن نتّجه الى إغلاق الجولات والطرق وإحراق الإطارات في شوارعنا ومدننا .. الخ ، وهذا مسلكٌ غير منطقي ، كما ولايدخل أصلا في برامج العصيان المدني مطلقاً . 5// في مرحلة التصعيد من العصيان ، وهذا حال عدم إستجابة الحكومة بالرّحيل الطوعي ، هنا يجري التّوجه الى المواقع الإيرادية وكل المكاتب الحكومية ، وكل مايمد هذه الحكومة بسبل البقاء ويصبغ عليها صفة الشرعية ، وهي كمواقع النفط والموانئ والمطارات ومقرات المديريات والمصفاة ، وايضا كل المواقع الإيرادية كالجمارك والضرائب والواجبات وخلافه ، وهذه الأخيرة في حال أن لايستجيب موظفيها مع دعوات العصيان المدني الشعبي ، فيتم حصارها من قِبلِ الشعب الغاضب والمنتفض .. وهكذا . 6// في نفس الوقت ، ولأننا مربوطين بالتحالف العربي حالياً ، أشعرُ أنه من الأهمية بمكان أن يتّجه كل الشعب الى توقيع صيغة عريضةٍ موحدة ومطالبة بإقالة هذه الحكومة ، وأن تُوجّه الى الرئيس وقيادات دول التحالف ، ومثل هذا الإجراء في حال مصاحبته بحملة إعلامية مكثّفة من الأجهزة الإعلامية المناصرة للشعب في إجراءاته هذه ، أشعر أنه سيعم صداها الأصقاع ، كما ولهذا الإجراء تبعاته الإيجابية ولاشك .. 7// ندرك وبالقطع أن جراب الحاوي - حكومة الفساد والنافذين اللصوص - يدّخرُ الكثير من الألاعيب لحرفِ مسار تحرّكات الشعب ضدّهم ، وهذا الى جانب الأدوات القمعية المتوافرة لديها ، وللعلم فهي تضاعفُ اليوم من القوات القمعية ، بل وتحت مسمّى ألوية الحرس الجمهوري الممقوتة في جنوبنا ، وذلك من خلال تجنيد المئات في شبوة اليوم ، وهي تتجه تحت إغراءات المال وعوز الشعب الى عدن ولحج وأبين ، وذلك لتوجيههم ضدّ شعبهم المطحون بالغلاء اليوم .. لكن الإرادة الشعبية لرفض الظلم سوف تكسر شوكة أي قوة تقف ضدّها ، وهذا ماتحدثنا به سطور التاريخ .. أليس كذلك ؟!