منذ عام تسعين والساحة اليمنية تعيش مشكلات الحقائب الوزارية والمحاصصة الحزبية في المناصب والهيئات بطريقة فاشلة، حيث باتت تلك الاحزاب تلهث وراء حصتها من الحقائب الوزارية والهيئات الدبلوماسية والبعثات الدراسية وباتت تلك الحقائب لا تمثل الا الاحزاب وافراد وعائلات تخدم مصالحها الحزبية والأسرية فقط ، ولا تمثل الشعب المغلوب على امره وهذه هي الحقيقة، وقد اثبتت تلك التجربة فشلها المريع، وذلك الفشل الهزيل الذي اوصلنا الى هذا المستنقع والمستقبل المجهول وذلك من خلال حكومات الحقائب المتداولة، حكومات غير معدودة ، ووزراء بالكم الهائل في الساحة اليمنية اشبه بغثاء السيل لانهم يمثلوا احزاب فاشله ولا يمثلوا شعب بحد ذاته، وحدث ولا حرج من هذا القبيل، المشكلة تتكرر في حكومة الشرعية، التي تعيش حالة من الوهم، وكأنها متمسكة بوصية الزعيم صالح حول توزيع الحقائب الوزارية، حيث أنها لا تستطيع أن تغير من الواقع شيء وهذه هي المصيبة، ما سمعناه عن العرض المقدم من الحكومة الشرعية للانتقالي بعدد من الحقائب الوزارية مسالة هزلية وأمر يثير السخرية, فالانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي للشعب الجنوبي لم يأتي بهدف البحث او الحصول على حصته من الحقائب الوزارية او المنح الدراسية لا ليس هذا، الانتقالي الجنوبي أتى يبحث عن وطن ودولة هي دولة الجنوب بحدها وحدودها برا وبحرا وجوا، دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية وهذا ما يتطلع اليه الشعب الجنوبي، يكفي ماقد حدث من مصائب في زمان الحقائب الوزارية والغالبية المريحة، وكفانا تجربة هزيلة ووحدة عقيمة، الحذر ! الحذر ! من الوقوع مجددا في تلك الأخطاء، والحليم تكفيه الاشارة، ومن سيكسب الرهان من يتعظ بما حدث.