أتذكر في بداية الحراك 2006 شخصيات جنوبية بأسماء مستعارة ، أبرزهم صديقي في البالتوك ""معاشيق"" مؤسس أول غرفة للحوار تُعنى بقضية الجنوب أسمها ( عدن صوت الجنوب ) ،، وأتذكر ""الحسوة"" هذان الشخصان من أنبل الجنوبيين - ثقافة ، خلاق ، علم ، أدب ، إخلاص - ولكنَّهما تعرضا لحملة تشويه وإقصاء في 2010 ، حيث قال اتباع أحد الرؤساء أنَّ أجداد معاشيق و الحسوة أصلهم من تعز !! فتم إقصائهما . أرسل لي أحد الأخوة تسجيل فيديو لمسيرة 30 نوفمبر - كريتر - وأوصاني التركيز على الشباب ، فإذا بينهم من شباب الحركة الشبابية والطلابية ، وبالسؤال عنهم كانت المفاجأة أنهم طُرِدوا من الحركة بحجة أنَّ أجدادهم لم يكونوا جنوبيين (( هنود تعز )) وأتخيل لسان حالهم يقول (( نحن نريد خدمة وطننا الجنوب ، فإذا رُفِضنا في الحراك فثورة التغيير تقبلنا )) . الأستاذ عبدالله الأصنج ؛ من أسرة نضالية جنوبية - رجال ونساء - أبَّاً عن جد ، ومواقفه من بداية الحراك حتى اليوم متقدمة على بعض رؤساء الجنوب السابقين ، وهو الذي رفض التنازل عن حقوق الجنوب في مفاوضات الاستقلال من بريطانيا ، وبدلاً من الثناء عليه وعلى مواقفه وعلى التاريخ المشرِّف له ولأبيه ولأخته ، نجد بعض إخوتنا الجنوبيين لاينفكون عن وصفه بعرب 48 نازعين عنه جنوبيته !!! تذكُر كتب التاريخ لمعاوية بن أبي سفيان ؛ أنه كان في مجلسه فأشتد الحوار مع الأحنف بن قيس ، فكان معاوية يبدأ كلامه بقوله : يا أحنف ....الخ ، والأحنف يرد عليه مستهلاً كلامه بقوله : يا معاوية .....الخ !!! فلمَّا رفع معاوية مجلسه ودخل على أهله ، سألته إحدى بناته : من هذا الذي يناديك باسمك ولايناديك بأمير المؤمنين ؟؟ وكيف تقبل ؟؟؟ فأجاب : هذا الأحنف بن قيس ، ومانهيته عن ذلك إلَّا خوفاً من غضبه ، فوالله يا ابنتي لو غضب ، لغضب لغضبه (100000) مائة ألف فارسٍ من بني تميم لايسألونه فيما غضب !!! حكومة السويد اصدرت قرار لإدارة المطارات فرش السجادة الحمراء واستقبال رئاسي لرجل الاعمال الحضرمي السعودي محمد حسين العمودي في كل زيارة إلى السويد ، لأنَّه شارك في بناء الاقتصاد السويدي . يعني يا أخواني - ويا أحبَّائي - جعلني الله فداكم - كما قال الشاعر البشتوني ناب ما هاب كسْب المخوَّه وأنت عادك بالنسم – با تنفعك لا الحرب كشَّر نابها ففي حرب 1994 لم يقف مع الوحدة من الجنوبيين إلَّا ثلاثة ألاف تقريباً (3000) والنتيجة مارأيتموها ،، فكيف إذا وقف مع الوحدة عشرات الآلاف ؟؟؟
خلاصة ما أريد قوله بعد هذه المقدمة الطويلة : - أنَّ ثقافة الإقصاء والتخوين والاستنقاص الذي يتَّبعها بعض شخصيات الحراك وأشياعهم ، كانت العامل الرئيس في انقسام وتمزيق الصف الجنوبي ، فالبحث في أصول الناس - هذا أصله هندي - هذا أصله تعزي - هذا صومالي - وهذا مش من مواليد الجنوب - وهذا عاش بالشمال ....... الخ من الكلام الممجوج والمقزز معول هدم - وعامل تشظي - وعنوان الفشل الجنوبي .
وعليه فراعي الغنم يوصيكم بالتوقف عن اقصاء واستنقاص أخوتكم , والتوقف عن ابعادهم عنكم ، على قاعدة الدكتور السلطان المندعي العفيفي (( من ليس معنا فهو مِنَّا )) . والحشد العظيم في مهرجان 30 نوفمبر 2012 يجب أن يكون - عامل ثقة لكم - وعامل جذب لهم - فأدركوا إخوانكم قبل أن يصيروا خناجر في خاصرة الحراك الجنوبي ، ويدفع بنا الخصم لقتل بعضنا البعض كما حدث منذ 30 نوفمبر 1967 حتى 7 يوليو 1994 ، حينها سنعيش وإياهم عبيداً على أرضنا إلى مايشاء الله ،،،، والله أعلم .