كثر ما نسمع عن انفجارات وكثر ما نشاهد مشاهد تدمع لها القلوب قبل الأعين وكثر ما نقرأ أخبار عن إحباط مخططات تسعى لنفس الهدف إزهاق الأنفس وإرهابها، يساءل البعض إن لم يكن الكثيرون، لماذا وما المردود المعنوي والمادي لكل تلك الأحداث والوقائع المتسارعة... هل أصبحنا بزمن يجيز لكل فرد أن يتخذ الفوضى والانفلات الأمني وتراجع سلطة القانون كوسائل توصله لأهدافه، فمؤخرا تلقينا بحزن خبر سقوط طائرة الانتينوف والتي راح ضحيتها أبطال أشاوس، بغض النظر عن توجهاتهم وانحيازهم لقضية ومبدأ ما، وبغض النظر إن كان سقوطها - الطائرة - بتخطيط مسبق أم انه بمحض الصدفة وذلك ما ستظهره الأيام القلائل، وبالماضي القريب بذكرى عاشورا تحديدا فوجئنا بخبر استهداف أحدى القاعات التي أقيم فيها إحياء لذكرى استشهاد الحسين حفيد الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، ونتج عنه سقوط قتلى وجرحى، وبساعة كتابتي للمقال ورد خبر عن إبطال لغم والعثور على3 قذائف (إر.بي.جي) بجوار ملعب 22مايو بعدن... يا ألو الألباب كل تلك الأخبار تأثر سلبا على جمهور شعبنا - المتلقي للرسالة - بمختلف توجهاته مؤيدا ومعارض وحتى المحايد، إنها مؤشرات سلبيه يسعى منفذوها لتحقيق أجندات تزرع الخوف والشك لتؤدي أخيرا لانعدام الثقة وعدم قبول الآخر وعدم التفاؤل بمستقبل مزدهر لبلد سعيدا بمسماه تعيسا بمحتواه... لآبد أن نفهم أن جميعنا نعيش نفس المخاض، مهما كان اختلافنا الفكري والعقائدي فوجوب الاختلاف سنه من سنن خالق الكون سبحانه، فرغم اختلافنا على مستوى الفروع نبقى متفقون على مستوى الأساس، مثلا: يختلف السني والشيعي والصوفي بفروع الأمور فيما هم أصلا متفقون بتوحيد الخالق وهم في الأساس مسلمون، وكذا يختلف شعب الجنوب والشمال والمناطق الوسطى على فروع الأمور من حقوق ومطالب وسياسات وغيرها وهم في الأساس يمنيون، فلماذا لا نحترف فن التعايش الاجتماعي وقبول الآخر، أليس ذلك أفضل بكثير مما نعيشه الآن من ترك الأساس الموحد والخوض بالفروع المنفرة والداعية لتشيد حواجز الحقد وانعدام الثقة... لنختلف ونناظر بعضنا على مرأى ومسمع الجميع ولنجاهر بذلك بوسائل الإعلام ولنقل ما نشاء، ولكن لا يتعدى اختلافنا خطوط حمرا نحددها بأنفسنا دون وصاية من أحد، فحين يتجاوز الخط الأحمر يتحول تلقائيا لفتوى تحلل إزهاق الأنفس وتخريب البنى التحتية وتعطيل الحياة العامة والخاصة للكادحين من أبناء عمومتنا الذين لا حول لهم ولا قوة... فما ذنب أوطاننا لتتحمل وتصبح شماعة نرمي عليها أخاطئنا وننتقم منها بنشر الفوضى والتخريب وسفك دماء الأبرياء وكل ذلك ناتج اختلافنا على أتفه الأمور، أم أن أبيات الشاعر تدور - نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا - لتتحقق الآن، نعم كل ذلك نعانيه ببلد لم يستقر لأكثر من قرن ونيف من الزمن كما يصفه السياسيون... وطننا وطننا يا ابن عم، فهل يمكن لإخوة من أب و4 أمهات يعيشون تحت سقف بيت واحد مع وجود اختلافات شتى، أن يتعدى اختلافهم ليصل لهدم مسكنهم! نحن كذلك، جميعنا نعيش ببلد واحد رغم اختلافنا فلآبد أن نتفق لحماية وطننا حتى لا نصبح أدلاء بعيدين عن قول من لا ينطق عن الهوا الإيمان يمان والحكمة يمانية، لكم حرية الاختيار على أمل أن لا تكونوا كمن قال الله سبحانه عنهم }إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ{صدق الله العظيم، والسلام تحية .