بنفس المقدار يحظى العمل المخطط له والمنظم بتقدير عال أي كان مصدره أو من يقوم به, وبنفس الشعور يستحق صاحبه الاحترام ولو كان من الخصوم. الحديث موجه لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين وتحديدا لمنظمي إضراب المعلمين عن التدريس والذي حاولوا تنفيذه في العام الدراسي الماضي 2017-2018م وكان لي موقف رافض له وكتبت بشأنه في هذه الصفحة النيرة ضرورة تعليقه لأنه لم يكن مدروسا ويتزامن إضراب معلمي الشمال. وكما هو الحال هذه السنة لم يكن مدروسا ومع ذلك نفذوا إضرابهم ليحرموا أبناء عدن من التعليم ليصبحوا سواسية مع أبناء الشمال محرومين من التعليم بسبب الحرب ...كما قال أحد المعلمين الشماليين في إحدى مدارس عدن. طالعنا في هذه الصفحة مناشدة الأستاذ المتقاعد القدير سمير بتاريخ 11أكتوبر يناشد المعلمين بتدشين العام الدراسي المتوقف في عدن وأن يباشروا عملهم في تدريس أبناءنا لأنهم هم الضحية وقد فات من الزمان شهر كامل وأحصى الفاقد من الحصص الدراسية, نرجو أن تلقى مناشدته آذان صاغية تقديرا لمكانته التربوية والتعليمية في الوقت الذي نوجه سؤالنا لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين: ماذا لو تفاعل التربويون في المكاتب مع دعوتكم للإضراب وامتنعوا عن العمل, هل كان بإمكان المعلمين استلام مرتباتهم؟ ومن سيعد كشوفات المرتبات والأجور وكشوفات الزيادة 30% التي استلمها المعلمون ؟! ثم في اليوم التالي 12 أكتوبر اطلعنا على مناشدة الأستاذ الأخ جمال مسعود عضو النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين في صورة بلاغ صحفي يدعو من خلاله جميع المعلمين في عدن إلى تدشين العام الدراسي 2018-2019م ومباشرة أعمالهم ومهامهم التدريسية معلنا رفع الإضراب مع تقديم اعتذاره لجهات الاختصاص ولأولياء الأمور ولأبنائه الطلاب والطالبات ويدعوهم للتوجه إلى صفوفهم الدراسية. ورغم بعض الشطحات في إصدار أوامر تفريغ للقيادات في وزارة التربية والتعليم إلا من الإيجابيات تفاعل مدير مكتب تربية وتعليم مديرية البريقة مع بلاغه واعتذاره ورحب بمسألة تدشين العام الدراسي في المديرية, على أمل أن تقتدي به بقية مديريات عدن. وفي نفس اليوم أصدرت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين على لسان ناطقها الرسمي الأخ عبدالمجيد القاضي بلاغا صحفيا تدحض فيه كل ما صدر عن الأستاذ جمال مسعود باعتباره يعبر عن رأيه الشخصي معلنة مواصلة الإضراب وأنها بصدد عقد اجتماع طارئ لمناقشة ما تسميه تجاوزات من الأستاذ مسعود تتخذ خلاله عقوبات ضده, أتمنى أن لا يحصل الاجتماع وإن حدث يجب تأييد ما صدر عن الأستاذ جمال مسعود, لأن باتخاذ إجراءات عقابية ضده ستؤدي إلى انشقاق نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين عدن إلى نقابتين إحداهما تكون برئاسته وهي الأقوى, وهذا ليس وليد اللحظة أو صدفة ويا محلى الصدف, بل نتيجة عمل مخطط منذ أكثر من عامين مع بروز مشكلة الختم بعناصرها الأربعة ثلاثة من مديرية صيرة وواحدة من المنصورة.
وكان هو العنصر المحرك الأساسي الخلفي للمشكلة ليصل إلى رئاسة نقابة عدن, ولكن للأسف الرياح أتت بما لا تشتهي السفن...فقد جرت انتخابات وكنت رافضا إجراء انتخابات وقدمت تصورا ونشرته عبر هذه الصفحة بتشكيل قيادة توافقية لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بمحافظة عدن من جميع مديريات عدن الثمان فلم يستجب أي منهم للعمل بالتصور. فجروا الانتخابات طاح فيها مرشحوا مديرية صيرة ومعهم الثلاثة وكانت النتيجة لصالح مديرية المنصورة بنصيب الأسد, واحتفظ الأستاذ جمال مسعود بعضويته في النقابة العامة ونزعت منه الدائرة الإعلامية.
بواسطة الختم استطاع الأستاذ جمال مسعود وساعده في ذلك الأستاذ رائد طرموم في استقطاب المعلمين في جميع مدارس مديريات عدن بالاستمارات وبطاقات عضوية وشكلوا قيادات نقابية على مستوى المدارس وبهذا العمل الجبار كسبوا معرفة جميع المعلمين إلى جانب ثقتهم, أكثر من قيادة المحافظة والعامة , بينما قيادات المديريات معروفين لدى معلمي مديرياتهم فقط.
وبالتالي فإن كلمة الأستاذ جمال مسعود ستكون هي النافذة والمؤثرة ولا يستحسن الانتظار لعقد اجتماع النقابة العامة الذي قد يشق نقابة عدن ويقضي على ما تبقى من النقابة العامة.
فهل ستتدخل اللجنة التنسيقية لاتحاد نقابات عمال الجنوب برئاسة الأخ سامي خيران عضو الدائرة الجماهيرية بالمجلس الانتقالي وهو على معرفة قوية بالأستاذ جمال مسعود وعلى علم بما تم منذ ما كان نائب رئيس لجنة تسيير الأعمال الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب؟ هل ستتدخل دائرة شؤون منظمات المجتمع المدني والجماهيري لاحتواء الخلاف وبما يخدم رفع الإضراب وتأمين التعليم لأبناء الجنوب؟؟